كتابات | آراء

اخفاق العالم الاسلامي في حماية المقدسات الاسلامية

اخفاق العالم الاسلامي في حماية المقدسات الاسلامية

من الواضح تمام الوضوح ان عملية [طوفان الأقصى] أدت بدورها إلى كشف حقيقة المؤامرات والخيانات والانتهاكات الفظيعة من قبل بعض دول العالم الاسلامي تجاه قضية الدفاع عن المقدسات الاسلامية

وقضية الذود عن المصالح والاهداف الاسلامية العليا وقضية حماية الأمن القومي الاسلامي المشترك، كما أن عملية [طوفان الأقصى] عملت على توضيح حقيقة أهداف الاستراتيجيات الغربية والصهيونية في العالم الإسلامي وتحديد معالم اتجاهاتها المستقبلية المدمرة والتي تصب جميعها في مجال القيام بمحاربة الأمة الإسلامية الواحدة والنيل من عقيدتها ومقدساتها واحتلال أرضها وبلدانها وقتل أبنائها ومجتمعاتها ونهب خيراتها وثرواتها وسلب حريتها واستقلالها وهتك عرضها وشرفها وتبديد حاضرها ومستقبلها وتهميش دورها ومكانتها على مسرح العلاقات الدولية المشتركة، وقد انطلقت عملية [طوفان الأقصى] في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي اخطر الحروب والنزاعات والازمات الطاحنة وفي زمنٍ وصل فيه إلى اقصى مراحل الانحساروالانكسار والدمار الشامل ويعود ذلك كله إلى وجود العوامل والأسباب التالية:-
• قيام السواد الأعظم في العالم الإسلامي بترك عبادة الله – جل جلاله - وهجر القرآن الكريم وإهمال الحديث النبوي الشريف وتجاهل الوسطية الإسلامية الحكيمة وتبديد القيم الإسلامية النبيلة والتخلي عن واجب الدفاع عن المقدسات الإسلامية والذود عن القضية الفلسطينية ونصرة الإسلام والمسلمين في شتى انحاء المعمورة.
• اخفاق العالم الإسلامي في اخماد نيران الحروب والصراعات والأزمات الساحقة وفشله في مواجهة مخاطر البراكين والزلازل والطوفانات والأعاصير والحرائق والكوارث المتفجرة فوق أرضه وبلدانه في الوقت الراهن.
•تخلف العالم الإسلامي وتدهور أوضاعه (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والإعلامية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والحضارية) واحتراقه بجحيم الفساد (السياسي والاقتصادي والمالي والإداري والأخلاقي) المخيم على كافة دولة وشعوبه في الوقت الراهن.
• غياب المرجعية الإسلامية الموحدة وغياب القيادة الإسلامية الجماعية ومن ثم تراجع أدوار وجهود الحكماء والعلماء والفقهاء والمفكرين والمرجعيات والشخصيات الإسلامية الكبرى ووقوف غالبيتها موقف المتفرج من الأحداث العاصفة والضربات الساحقة والتطورات المرعبة التي يشهدها العالم الإسلامي في الوقت الراهن.
• اخفاق العالم الإسلامي في مواجهة القوى الغربية والصهيونية والأجنبية المعادية له والتي تسعى اليوم إلى النيل من عقيدته ومقدساته واحتلال أرضه وبلدانه ونهب خيراته وثرواته وقتل أهله وسكانه وتدمير حاضره ومستقبله والقضاء عليه بصفة تامة وكاملة.
• انهيار العالم الإسلامي وغياب دوره في مواجهة مخاطر الغزو الفكري الخارجي المسلط عليه اليوم وإفشاله والقضاء عليه بعد ان اخذ يعمل على اختراق عقوله وتبديد عقيدته وتدمير قيمه وتهجين شخصية وتزييف تاريخه ونشر الاباحية والمثلية بين أهله وسكانه على نحو ما نشاهده اليوم في الكثير من الدول الإسلامية والتي تحتوى على دور الفساد الأخلاقي وملاهي الانحطاط البشري بكافة صوره واشكاله المختلفة.
• فشل العالم الإسلامي في مواكبة تحولات العصر العالمي الراهن وغياب دوره ومكانته على مسرح العلاقات الدولية المشتركة واخفاقه في الحصول على مقعد دائم له في مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الامم المتحدة.
• اختلال موازين العلاقات العالمية المعاصرة وانحسار هيبة الأمم المتحدة وغياب القانون الدولي وظهور ما تسمى باستراتيجيات الفوضى الخلاقة وتصدع بنيان الأمن والاستقرار والسلام العالمي وانضواء العالم اليوم في أتون مرحلة انتقالية طارئة تسودها شرائع الغاب وقوانينه الهمجية الظالمة.
وفي ظل ذلك كله يمكن القول أن الواجب الإسلامي المقدس يفرض على العالم الإسلامي ويدعوه إلى أن يرجع إلى الله – جل جلاله – وأن يعود إلى القرآن الكريم وأن يتحلى بروح القيم الإسلامية الأصيلة وأن يعمل بروح الفريق الإسلامي الواحد من أجل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والذود عنها في مواجهة القوى الأجنبية المعادية وأن يسعى إلى تحقيق الوحدة والتقدم والنهضة الإسلامية الشاملة وأن يقوم بتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار الإسلامي وأن يعمل على تحقيق الدور الاستراتيجي الإسلامي الجديد وترسيخه على مسرح العلاقات الدولية المشتركة في عالمٍ جُبِل على احترام الاقوياء وترك الضعفاء، كما يمكن القول أيضاً أن العالم الإسلامي يتمتع اليوم بمكانةٍ دينية وثقافية وتاريخية وحضارية عملاقة ويستأثر بأهميةٍ سكانية وجغرافية واقتصادية واستراتيجية مرموقة ولذلك أصبح بمقدور العالم الإسلامي القيام بمواجهة كافة التحديات والأحداث العابرة والمؤقتة التي يمر بها اليوم وتجاوزها والتغلب عليها كما برهن على ذلك عبر أدواره التاريخية المتواصلة وبحكم أنها أحداث وتطورات عابرة كعبور السحب الصيفية ولا يمكن أن تكون بمثابة الأقدار الثابتة أو المصائر الدائمة أو الأحكام المطلقة بأي حال من الأحوال.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا