كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد »17«

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد »17«

عندما تم الاستيلاء على مصادر الدخل في اليمن السفلي أو من الغرب حصل الإمام على المصادر اللازمة لدفع المزيد من الأموال للقبائل وبالتالي تعزيز قوته ومكانته بين القبائل وقام بإعطاء مجموعات من أنصاره ضرائب الفيد أي منحهم عائدات من الأموال المستخلصة من اليمن السفلي.

تميز خطاب العدالة الزيدية بالإشارة للإمام على أنه الإمام الصالح وبذلك قدم  لرجال القبائل والعائلات المتعلمة على حد سواءً  إمكانية العمل الموحد وتم تطبيق هذا الخطاب على الشؤون المحلية أيضاً درجة الدعم المقدمة يختلف محليًا بشكل كبير وربما كان الأمر كذلك دائماً  ولكن معظم المهاجرين الصغار الموجودين لا يتمتعون بالقدر الكافي وفي معظم الأراضي القبلية فإن الممتلكات "التي يتم وقفها من الميراث لأغراض خدمية ليست واسعة النطاق وقد تكون مثل هذه الممتلكات على سبيل المثال يتم إيقافه من قبل أحد رجال القبيلة لاستخدامه من قبل عائلة من السادة أو القضاة والذين يطلق عليهم سابقا بالمتعلمين أو العلماء وأيضا يتم وقف بعض الأماكن لدعم الدراسة الدينية أو للدعاء للمتوفين، يتم أيضاً تقديم الوصايا الخيرية للمساجد ويديرها وكيل المسجد وهو المنصب الذي غالبًا ما يتوارثه أفراد الأسرة لأجيال لا تزال العديد من عائلات السادة تمتلك أو ترتبط بمحفظة من هذه الممتلكات إلى جانب الممتلكات الشخصية التي يمتلكها أفرادها على سبيل المثال كان لسادة  ليان  في سفيان أراضي واسعة إلى حد ما سواءً كانت الملكية أو الوقف في الأودية القريبة من هجرتهم وقد استولى رجال القبائل على معظمها الآن ومرة أخرى كانت هناك عائلة متعلمة إلى حد ما في حوث  حوالي عشرين رجلاً بالغاً وعائلاتهم لا يزال لديهم حوالي 800 لبنة  حوالي 53 هكتاراً من الوقف العائلي في الأراضي المنخفضة باتجاه  شهارة والتي لو كانوا يعيشون فقط من الدخل الزراعي لكان  يلبي حوالي نصف احتياجاتهم وقليلون لديهم أكثر من ذلك بكثير ومن ناحية أخرى عندما ينظر المرء من شهارة باتجاه الشرق عبر سهول الباطنة نحو الحوث فإن السادة سيزعمون أن كل شيء تقريباً في الأفق ينتمي بطريقة أو بأخرى إلى عائلات منهم وسيزعم رجال الدين أيضاً أن معظم ما يراه المرء من ظفر ذبين هو أرض وقف لكن الكثير منها قد استولى عليه رجال القبائل مُنذ ثورة 1962م، ربما كانت معظم هذه المساحة الكبيرة محل النقاش تشكل في يوم من الأيام جزءاً من أموال المنصورية الشهيرة  وصية وقف أنشئت في أوائل القرن الثالث عشر على يد الإمام عبد الله بن حمزة الذي بنى أيضاً جزءاً كبيراً من مجمع القلعة الذي تمثل آثاره من آثار معظم الهجرات المحلية أثراً للقوة والترابط و ما زال موجوداً فوق وادي ذبين هذه الأوقاف الكبيرة.
لقد ركز المذهب الزيدي نفسه على التعلم  ولم يشجع التبجيل أو إسناد قوى غير طبيعية أو المغالاة وهذا لا ينفي أن التاريخ مليء بالسحرة ومدعي النبوة الكاذبين وكتب الطلاسم والسحر ولا ينبغي لنا أن نتجاهل أهمية مفاهيم منتشرة مثل البركة والتبرك فنحن نسمع على سبيل المثال عن السيد في وادي شمال بارات الذي كان السكان المحليون يطلبون منه البركات باستمرار حتى مات إثر سقوطه من سطح عام 1708م وفي نفس الوقت يظهر الجفاف وقلة الأمطار والزرع والمجاعات،  لكن فكرة البركة باعتبارها مادة ينقلها بعض الأشخاص بين السماء والأرض لا يتم التأكيد عليها كثيراً في معظم الأوقات وجميع أنواع الوساطة (بين الإنسان والله  كما هو الحال بواسطة القديسين على سبيل المثال تثير استياء العلماء دائما واحتفظت الزيدية بشكل عام بمعيار الإسلام الكتابي حيث لم تترك الحقوق والقيود أو العقوبات أي مكان للاعتماد الروحي للدين بعض الرجال على الآخرين وهذا على الأقل كان الهدف كان رأس المال الثقافي للشخصيات الدينية من وجهة نظرهم ومن وجهة نظر رجال القبائل  هو المعرفة بالقانون والقانون على عكس القداسة  يتطلب روابط متقنة من الإحالة والتعليم وكما هو الحال في معظم تقاليد الإسلام فإن هذه الروابط الأخيرة وهي مسجلة في قواميس السيرة مرتبة أبجديا وفي كتاب الطبقات لشرف الدين حيث نجد  المخطط التمهيدي لطوائف اليمن وهو ما يلفت الانتباه إلى ثلاثة من هذه الطوائف في التقليد الزيدي .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا