كتابات | آراء

طوفان الأقصى.. انتصار العقل المقاوم

طوفان الأقصى.. انتصار العقل المقاوم

شكلت عملية طوفان الأقصى المباركة الضربة الأقوى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وهي المعركة الأولى في التاريخ التي عرفت نتائجها قبل أن تنتهي،

وهي أيضاً أول معركة تكتب نجاحها مع أول طلقة أطلقها المجاهدون في يوم السابع من أكتوبر المجيد, وذلك لأن أسطورة جيش الكيان الذي لطالما وصف بأنه لا يقهر، ومنظومة الأمن التي صورها العالم بأنها الأقوى ذهبت أدراج الرياح وتكشفت بأنها ليست سوى سراب سرعان ما تبخر مع أول مواجهة حقيقية تتم وجهاً لوجه ليظهر الوجه الحقيقي للعدو الصهيوني الذي وصفهم القران الكريم بوصف دقيق بأنهم لا يقاتلون إلا من وراء جدر, وأنهم يولون الأدبار, وإنهم ضربت عليهم الذلة والمسكنة.
وهذا التحرك العظيم في يوم السابع من أكتوبر أسقط كل تلك الهالة الإعلامية التي عمل عليها الصهاينة والغرب في محاولة لتأمين أنفسهم بنشر الدعايات والإيحاءات وصناعة الانتصارات الزائفة التي للأسف أسهم في إنجاحها تواطؤ بعض الأنظمة العربية العميلة خلال مراحل مختلفة في تاريخ المواجهة مع هذا الكيان المغتصب, كانت هذه المعركة التي وصفت بالحرب النفسية ذات أهمية بالغة للمنظومة الصهيونية من أجل ضمان جمع لفيف الصهاينة في أرض و كيان ومنظومة معترضين على ما كتبه الله عليهم من الشتات في كتبهم السابقة وهو مسعى شيطاني خبيث, وسقوط هذه الهالة وما حققته لسنوات معناه الخسارة لجهد استمر لعقود, حيث أن منظومة عمل الكيان تتهالك ويدركها مجتمع الكيان الصهيوني الذي بدأ بالرحيل ومغادرة دولة كيان الاحتلال وهو ما يخشاه أئمة الصهاينة, فعقب العملية مباشرة كانت أول ردة فعل لرئيس وزراء الكيان المؤقت نيتنياهو هو توجيهه بعدم نشر المشاهد والأخبار التي أظهرت حجم الخسارة ومدى سقوط منظومة الكيان العسكرية والأمنية.
ومن هنا نستطيع القول بأن معركة طوفان الأقصى نجحت بأن صنعت طريق المواجهة الفاعل مع الصهاينة عموماً سواء المتواجدين في الأراضي الفلسطينية المحتلة او المسيطرين على الحكومات الغربية الداعمة لهذا الكيان الذي أوجدوه كغدة سرطانية داخل جسد الأمة العربية والإسلامية تحقيقاً لمؤامراتهم ومخططاتهم التي كشفت على مراحل خلال تاريخ الصراع, وفي نفس الوقت فهذه المعركة مفتوحة ولن تغلق حتى لو توقفت نيرانها لفترات أو مراحل, فقد فتحت هذه المعركة الباب لإنهاء تاريخ صراع مرير والطريق لذلك ذا أشواك حيث لن تكون سهله في معظم مراحلها القادمة, بحكم أن حقيقتها هي معركة مع إبليس اللعين وزمرته الصهاينة الذين عملوا لقرون في محاربة الدين ونهج الله القويم على الأرض ليس فقط على أرض فلسطين المباركة بل في جميع أصقاع الأرض، وتمادوا حتى وصولوا إلى تغيير الفطرة, وهاهم اليوم سيجتمعون معاً ليقفوا صفاً واحداً وإن تعددت الأساليب والطرق أمام جند الله الغالبون الذين توعد الله بهم أولئك  ليسوؤا وجوههم ويدخلوا المسجد الأقصى مكبرين معلنين إنتصار الحق وإزهاق الباطل بفضل الله تعالى وبنصرته وتهيئته لعباده المخلصين للقيام بالدور الأعظم والأشرف في إسقاط الشيطان الرجيم.
وما علينا فقط سوى أن نثق بعون الله ومعيته والتحرك باجتهاد وبكل الإمكانيات الممكنة لخوض الحرب بكل نواحيها العسكرية والأمنية والإعلامية والاقتصادية... لأن هذه المعركة كتبت علينا من المولى القدير في إطار الحرب المقدسة لإعلاء راية الدين الحق وإزهاق الباطل الرجيم فهذه هي حقيقة معركة اليوم وحرب المستقبل القريب.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا