كتابات | آراء

لعل الزحف البري مؤذن بزوال الكيان العبري!

لعل الزحف البري مؤذن بزوال الكيان العبري!

ما زلنا نسمع -منذ الأيام الأولى لـ«طوفان الأقصى»- عن استعدادات الدولة العبرية لمواجهة المقاومة الغزاوية في معركة برية، بيد أنَّ حربها -جرَّاء ما ينتابها من انهزام معنوي- مقتصرة -إلى الآن- على القصف الجوي،  فهل تقربها المواجهة البرية الوشيكة الاشتعال من لحظة الزوال؟!

فشل الكيان في إفراغ القطاع من السكان
مذ أطلقت سلطات الكيان العنان لشهوة الانتقام بإمطار «قطاع غزة» -بعد استفاقتها من الصدمة التي سببتها لها عملية «طوفان الأقصى»- بحمم الغارات الكثيفة التي شنها سلاح الطيران غير مستثنٍ -من حمم تلك الغارات- حتى المساجد والمدارس والمستشفيات، وهي تنذر عموم السكان بحتمية إخلاء كافة مساكنهم مدعية أنها تهدف من وراء ذلك الإخلاء إلى تجريد المقاومين الغزاويين من حواضنهم، بينما تضمر -في السرّ- إبعادهم -في خطوة مماثلة لما يتعرض له فلسطينيو الضفة الغربية من إبعاداتٍ قسرية- إلى «صحراء سيناء» المصرية بيد أنَّ المواطنين الغزاويين ما يزالون -بالرغم ممَّا تتعرض له أرواحهم لما يزيد على أسبوعين من قتل وما تتعرص له مساكنهم من تدمير- يبدون استعصاءً منقطع النظير على كافة وسائل التهجير، وبما يؤكد عزمهم على البقاء جنبًا إلى جنب مع المقاومة ولعب من يناط بهم من دور دفاعيٍّ مساند.
قلق أمريكي من غياب خطة الخروج التكتيكي
لعل الرئيس الأمريكي «جو بايدن» الذي أطر شخصه وبلده في إطار المشاركة الفاعلة في خوض ما يخوضه الكيان الصهيوني مع المقاومة الفلسطينية من معركة يدرك -في ضوء اطلاعه على مجريات مواجهة عام 2009 بشكل دقيق- براعة المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عمليات الاستدراج التي تهيئ الأوضاع لما يعقبها من عمليات التطويق التي ستكلف جيش الكيان الصهيوني -أثناء محاولات استخراجه أيَّ عدد من قواته تتمكن المقاومة الفلسطينية من استدراجه- ما لا يطيق، فتضطر سلطات الكيان -آنئذ- إلى الجلوس على مائدة التفاوض بسقفٍ تفاوضيٍّ منخفض، وتقدم للمقاومة من التنازلات السياسية ما يضاعف جماهيريتها ويفتح الأبواب أمامها لتحقيق مكاسب مستقبلية ذات مواصفات قياسية.
مخاوف قائمة من مفاجآت المقاومة
ما من شك أنَّ الفشل الذريع الذي منيت به أجهزة المخابرات الصهيونية ومن ورائها أجهزة المخابرات الغربية الأمريكية منها والأوروبية في اكتشاف الحدَّ الأدنى من استعدادات المقاومة الفلسطينية الطويلة المدى حتى فاجأت سلطات الكيان الصهيوني وجميع حلفائه الغربيين بلا استثناء بعملية «طوفان الأقصى» التي استخدمت فيها تكتيكات هجومية على أعلى مستوى قد جعل القيادة السياسية والعسكرية للدولة العبرية في حالة توجس من خوض المعركة البرية مع مقاومة تتمتع بحنكة عسكرية وبقدرة فائقة على إحاطة خططها القتالية الميدانية بأعلى درجات السرية، وليس أدل على صحة هذه الاستنتاجات من بقاء القادة الميدانيين -على مدى أسبوعين كاملين- غرقى في دوامة التكهنات بشأن ما تخبئه المقاومة لهم ولقواتهم من مفاجآت، حتى لقد ذهب بهم خيالهم المشوش بالآثار السلبية لعملية «طوفان الأقصى» النادرة الانطلاق إلى افتراض أو اختلاق فكرة أنَّ المقاومة قد غطت القطاع -على أوسع نطاق- بشبكة متكاملة من الأنفاق، وأنَّ القطاع -إذا ما صحت هذه الفرضية المتوهمة- سيصبح مصيدة محكمة، وربما أصبح قبرًا جماعيًّا لكل من سيقتحمه من القوات الصهيونية المهاجمة.
جهوزية المقاومة بخطة دفاعية حاسمة
من المؤكد أنَّ المقاومة الفلسطينية التي أعدت -وهي تتهيأ لتنفيذ عملية «طوفان الأقصى»- لذلك الهجوم ما لاءمه من  خطةٍ تكتيكيةٍ محكمة فاجأت بها العالم أجمع وأصابت الجيش الصهيوني والأجهزة الاستخباراتية والأمنية الصهيونية بما لم يكن يتوقع من الرعب والهلع كانت تضع في حسبانها ردَّ الفعل العبري الانتقامي المزري الذي سيشمل -دون شك- استهداف قطاع غزة المحاصر منذ 17 سنة -بعد إمطاره لأيام وربما أسابيع بنيران القصف الجوي والبحري- بأعنف اجتياح بري، فوضعت الخطط الدفاعية المناسبة للتصدي لهجوم العدو والتنكيل به مستفيدةً ممَّا تراكم لديها من تجارب سابقة تكون قد اكتسبتها على خلال جولات الصراع المتعاقبة، وأنها في حالة جهوزية دفاعية فنية وقتالية عالية ستمكنها من تكبيد العدو الذي اعتمد في إقامة دولته من خلال اغتصاب أرض الإسراء -على الزيف والافتراء- هزيمةً عسكرية نكراء تكون -بإذن موجد الوجود- إيذانًا بزواله الموعود، فلا يلبث أن يغدو -بعد سنوات معدودات- مجرد ذكرى وعظة للورى.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا