كتابات | آراء

اوكلا هوما.. بين التعصب وحرية الاعلام (2-4)

اوكلا هوما.. بين التعصب وحرية الاعلام (2-4)

قبل مواصلة استقراء مقال الدكتور أحمد في هذه المادة وهي الثانية أو الإشارة إلى الحرب الجارية الآن بين إسرائيل وحركة المقاومة حماس ومازالت إسرائيل تقصف بشكل وحشي منازل المواطنين الفلسطينيين وقتلتهم بدم بارد مُنذ 7أكتوبر الجاري إلى اليوم

وأمريكا وبريطانيا تؤيدان وتدعمان هذا العدوان الإسرائيلي ودول غرب أوروبا بين صامت وشامت أو مؤيد وإزاء ذلك لم يظهر الإعلام الأمريكي بقليل مما يدعيه من ق يم وأخلاق بل إنه يزور الحقائق ويفبركها ومثال على ذلك قولهم عن طفل إسرائيلي محروق وهو في الواقع كلب محروق الأمثلة كثيرة،إن الإعلام الأمريكي يتحدث بلسان ونقل علاوة للموضوع أواصل استقراء مقال الدكتور أحمد عبدالملك الذي نُشر في مجلة العربي الكويتية العدد رقم 442 لشهر سبتمبر من عام 1995م من ص 34 إلى ص 38 الذي تحدث فيه عن نضج الإعلام الأمريكي إلا أن ذلك مقرون بإتاحة الفرصة لجميع الأطراف لقول آرائهم وعلى نحو متكافئ للجميع وسبق ذلك حديثه عن التغطية الاتهامية كما أن المجرم بريء حتى تثبت إدانته حسب تعبيره هذه العبارة أخطأ بها الدكتور أحمد والصحيح أن المتهم بريء حتى تثبت أدانته.
ما حصل بالنسبة للمسلمين والعرب تجاوز هذا المفهوم وهذا راجع إلى تلمس وسائل الإعلام الأمريكي طريق "إعلام الموقف" بل والموقف المسبق، مما أبعدها عن الحقيقة، وبما لم يترك فرصة لجميع أطراف القضية للتعبير عن آرائهم وهذاأوجد غضباً أمريكيا على المستوى الشعبي ضد العرب والمسلمين قد لا ينتهي بسرعة، لأن عملية الاتصال عملية تراكمية يقصد الكاتب أن التغطيات الإعلامية ذات الموقف المُسبق لتغطيات عدة سابقة وأنها تدعم الآراء المكتسبة دون أن تحدث التغيير.
وإذا ما اعتمدنا على هذه النظرية والتي تُدرسها الجامعات حتى تاريخه يقصد سبتمبر من عام 1995م فإن التراكم الاتهامي لكل ما هو مسلم وعربي يدعم وجهة نظر المجتمع الأمريكي ويحتم ردة فعل قوية تجاه هذه الفئة وبالتالي حدوث الإساءات القولية والفعلية ضدها.
وهنا تصل إلى قضية "الاستعداء" التي حاولت وسائل الإعلام الأمريكي أيجادها ضد المسلمين والعرب باستغلال حادث التفجير المذكور يقصد حادث تفجير أوكلاهوما الذي اثبتت التحقيقات الأولية تورط الأمريكان أنفسهم فيه ولم يوجد رابط واحد حتى تاريخه يقصد سبتمبر من عام 1995م حتى ذلك التاريخ لم يوجد دليل واحد يدين مسلم أو عربي واحد بالحادث.
وهذا يجرنا إلى الحديث عن القيم الإخبارية التي وضعتها المدارس الأمريكية ومع الأسف خالفتها الممارسة الفعلية لعمليات التغطية الإخبارية لحادث الانفجار،هذه القيم تُفرق بين الإشاعة والحقيقة" أي أنها مخالفة.
ملاحظة تحليلي الشخصي للفقرة أعلاه: الدكتور أحمد يقصد أن نظرية الإعلام الأمريكي في واد وتطبيقاته في واد آخر أي أن القيم النظرية لها جيدة والممارسة العملية سيئة ،فالقيم النظرية في وادي بنا والتطبيق في وادي تُبن على غرار أسمع كلامك يعجبني وأرى أفعالك استغرب" بحسب تعبير أهالي قرعة ومخالفات الأمريكي الصارخة تدل على صحة العبارة اليسارية القائلة: إن القيم والأخلاق لا تصنعها الأزمات بل تكشفها على حقيقتها..
عودة إلى الموضوع: القيم تُفرق بين الإشاعة والحقيقة لكن كما يقول "JermyTuns tall وهو أحد المتبحرين في علوم الأخبار والاتصال والصحافة: تبرز الإشاعة عندما لا يكون هنالك توازن بين الطلب الملح للمعلومة والفشل في التزويد بالخبر حيث يتسع مجال الإشاعة في السوق لدواع مالية، أو الأزمات والكوارث أو المعجزات، أو الدراما أو الصراع" ودائماً ما يتغلب الجانب السلبي في الإشاعة على جانبها الإيجابي أو أن استخداماتها في الجوانب السلبية تبدو أكثر وضوحاً وممارسة من جوانبها الإيجابية، وغالباً ما ترتبط الإشاعة بحياة شخص محدد أو مؤسسة وهكذا نجد أن تأثيراتها تكون محدودة ومحددة لأنها تخص دائرة معينة من البشر، أما في الحالة التي نحن بصددها- حادثة التفجير بأوكلاهوما- فان ترويج وزج اسم مسلمين وعرب يخرج من دائرة الإشاعة وأنها عملية منظمة وموقف مدروس استناداً إلى تراكمات سابقة عجلت بتوضيح صورة إعلام الموقف وهذا ما نأى بها عن الواقع أو أن تكون مجرد إشاعة وفي صياغ المقال أشار الكاتب إلى تجربة بريطانيا والتي تتعلق بالخروج عن نظريات الإعلام بموقف السلطة البريطانية من الصحافة أبان حرب فوكلاند.. وقال بما معناه أن أخبار الحرب وتصريحات المسؤولين اقتصرت فقط على مراسلي وزارة الدفاع البريطانية.
وبعد الأمثلة المذكورة في هذه المادة والمادة السابقة قال الدكتور أحمد عبدالملك: "من هنا يتضح لنا القول بأن نظريات الإعلام يتم تجاوزها في أقوى واعتى الدول ديمقراطية في العالم بل وتنحدر النظرية الليبرالية إلى اسفل حضيض النظرية التسلطية في الإعلام فالقيم والأخلاق الذي يدعيها تكشفها دائماً الأزمات والحروب..
يتبع العدد القادم

الهوامش:
• وادي بنا هو أطول وادي في اليمن ينبع من منطقة المسقاة في مخلاف خبان محافظة اب ويصب في البحر العربي قبالة ساحل الكود والمطلع من محافظة أبين.
• ادي تبن: هو مصدر الري الرئيسي للأراضي الزراعية في دلتا تبن في محافظة لحج.
• قرعد: هي احدى القرى المعروفة في مخلاف خبان مديرية الرضمة محافظة إب.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا