كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد « 13 »

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد « 13 »

لفظ الهجرة الذي مرّ علينا سابقا له أكثر من معنى أو توصيف ومنها ما يضم مجموعة من رجال القبائل وغيرهم وبعض رجال الدين الذين تحميهم هذه القبائل أو الأماكن التي يعيش فيها هؤلاء مثل القرية والمنازل والأسواق

أو أي تجمع سكاني يضم أناس من أصول متعددة تجمعوا في منطقة واحدة  ويجمعهم قانون يسمى سلام البيت أو السلام الموجود داخل حدود القبيلة، الفكرة الكامنة وراء هذه المصطلحات ذات أهمية عامة لكن السادة الذين يعيشون تحت الحماية القبلية يتناسبون أيضًا مع نموذج معين من ما تعتبر العائلة المقدسة أو الجيب المقدس المرتبط بها والذي تم تطبيقه على تاريخ الإسلام المبكر وربطه بمؤسسات ما قبل الإسلام في جنوب شبه الجزيرة العربية أما كمعنى آخر للهجرة فهي ما حدث في في صدر الإسلام بالطبع انتقال النبي من مكة إلى المدينة.
 في اليمن القديم يشير مصطلح هجر في اللغة القديمة والتي تعني الملاذ الأمن إلى ملاذ يُوضع فيه عادةً آلهة الجماعة الحامية أو المجموعة الشبيهة بالقبيلة، إن ربط مصطلح الهجر بالهجرة الإسلامية المبكرة أمر يؤخذ بعين الاعتبار على الرغم من أنه لا يمكن إثبات أي صلة تاريخية حتى الآن كما أن ربط كليهما بالهجرة الأخيرة في اليمن العلوي لا يزال أكثر قبولا لذا يجدر التأكيد على أنه من الناحية الإثنوغرافية إن الجيب المقدس ليس سوى نقطة ثابتة واحدة في العالم القبلي من بين العديد من النقاط وبالتالي فإن تفسير الشماحي للهجرة على أنها تعني في حد ذاتها المكان المقدس يمثل إشكالية رد الفعل على انتهاك الهجرة  أي انتهاك الحرمة  يكون من حيث الشرف ومع ذلك فإن فكرة الحرمة قد تكون في حد ذاتها مرتبطة بأفكار أخرى ومن الصعب معرفة أين ينبغي رسم خطوط معينة، يمكن إظهار النقطة التحليلية المعنية بسهولة أكبر من خلال النظر إلى الجذر المشابه لغويًا إلى حد ما  إن الحريم مقدس ومن خلاله يجب أن نفهم أولاً أنه فريد بعيدًا عن الصراع المحتمل، إن الإساءة إلى الحريم  أي نساء الرجل على سبيل المثال  هي وصمة عار وإهانة على عكس الهجوم على رجل القبيلة، كلمة الحريم مرتبطة بالحرام والتي تعني في الواقع مساحة لا يمكن انتهاكها ولعل  الحرمين في مكة والمدينة هما الحالة الأكثر شهرة وفي وثيقة تعود إلى أواخر الخمسينيات من القرن العشرين نجد ذكراً لاثنين من رجال القبائل الذين تقاتلوا في مكة عندما كانوا في رحلة الحج  تم تغريم المتسبب88 ريالاً فضيًا وثورًا وهذه الغرامة تفوق بكثير  غرامات القتال داخل البلاد ولكن في هذه الحالة تم وصف التعويضات على أنها لحجر الحرم والإحرام  والتي تُرجمت لاستعادة مكانة حرمة الحج وقدسية المكان الذي حدثت فيه.
تعتبر المساجد أماكن مقدسة وهي مساحة لا يجوز انتهاكها حتى في اليمن العلوي وغالباً ما تسمى أيضًا الحوطة حدود السوق، تحدد أيضًا الحرم حول معظم الحقول يوجد حرام وهي مساحة متر أو مترين يجب ألا تتجول فيها الأغنام عندما تزرع المحاصيل وقد سبق أن ذكرنا حرمة الوطن   والتي تعني حرمة أراضي القبيلة على سبيل المثال يتم التحدث عن سروة أرحب بالهجرة وهي تقع على حدود المدر وهي جزء من الخميس في زهير والمشامي  وجزء من بني سليمان في ذيبان  وتقع بالتالي على الحدود بين شطري أرحب وهو لا يقع ضمن أي منهما وهو تحت حماية كليهما ويحتوي الموقع فقط على خزان ماء وبعض الآثار الحميرية ولا أحد يعيش هناك ومع ذلك فإن لها حدوداً محددة ويقال إنها في جميع الأوقات  آمنة لأولئك الذين يخافون ولمن يسببون الخوف أمين للخائف وللمخيف  لأولئك الذين يخشون ثأر الدم ولأولئك الذين يسعون للانتقام من الدم والعنف ممنوع والمكان نظرياً ملاذ ويقال إن الأمر نفسه ينطبق على التربة الحمراء في الجوف حيث لا يوجد فيها استيطان أيضاً مع أن هناك بئر يستخدمها البدو تتمتع سروة خولان بهذه المكانة رغم أن القرية هناك ليس لها مكانة خاصة يتم التحدث بها جميعًا أو من قبل رجال القبائل على أنها هجرة دائمة يمكن أيضاً الحكم على التعديلات باعتبارها تهجير  إنشاء أو استعادة حالة الحرمة  حتى في حالة عدم الاتفاق رسميًا على الحالة المعنية قبل انتهاكها لتأخذ حالة متطرفة في نزاع تم فيه الهجوم على مركز  جمارك  حكومي تم الدفع لتهجير الجمارك على شكل رؤوس من الماشية تقدم لمن تم الإساءة إليه وتسمى هجر.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا