كتابات | آراء

من غرائب الأزمات الدبلوماسية قبل 21 عاماً (3-3)

من غرائب الأزمات الدبلوماسية قبل 21 عاماً (3-3)

استكمالاً لما ورد في المادة السابقة حصلت أزمة بين مصر وإسرائيل وكانت قد كتبت عنها مجلة "المجلة" تحت عنوان تهكمي:

عمر سليمان حظى بحبة بندورة ونقانق وقبل أسابيع انفجرت أزمة دبلوماسية مصرية إسرائيلية بسبب انتقادات وجهها الرئيس مبارك لشارون على خلفية ما قدمه الأخير للجنرال عمر سليمان على مائدته، وفي المزرعة أيضاً، مما أغضب شارون فانتقلت الأزمة إلى الحكومة الإسرائيلية والصحافة حول حبة بندورة ونقانق ، ونقل عن الرئيس المصري حسنى مبارك أنه قال لوزير الخارجية الإسرائيلي شيمعون بيريز لدى اجتماعه به في القاهرة مؤخراً: بعثت الجنرال عمر سليمان لشارون فالتقيا على الغذاء واحذر ماذا قدم شارون لسليمان على الغداء قدم قطعتي نقانق وحبة بندورة، لم أستطع أن أتجاهل الحدث، وحين تكلمت مع شارون احتججت على الحمية التي فرضت على جنرالي وقلت لشارون، في المرة القادمة ثلاث قطع من النقانق.
ردود أفعال الحكومة الإسرائيلية
في جلسة الحكومة الإسرائيلية تطرق شارون إلى قضية النقانق قائلاً إن هذا الموضوع لا أساس له من الصحة، فكل من زارني أثناء عملي كرئيس للوزراء أكل جيداً، قد تكون هذه مجرد مزحة من مبارك.
سلام أم إهانة:
وبعد الجلسة هاجم سكرتير الحكومة جدعون شاعر مصر وقال، إن العلاقات بين الدول تقوم على أساس الاحترام المتبادل، وللأسف الشديد فإن الرئيس المصري وكذا محافل أخرى رفيعة المستوى لا تحرص على ذلك، وقد وقعت في تفوهات غير جديرة تخرج من النظام الدبلوماسي، وكتب د. غي بيخور في صحيفة " يديعوت احرونوت" الإسرائيلية فقال: إصبعا نقانق وحبة بندورة كتعبير عن الفجوة الحضارية الضارة والزائدة، ففي نهاية الأسبوع الماضي،نشر تذمر الرئيس المصري، حسنى مبارك، حول تقديم اصبعي نقانق وحبة بندورة واحدة فقط لرئيس جهاز المخابرات المصرية الجنرال عمر سليمان، الذي دٌعي لزيارة منزل رئيس الحكومة شارون، هاكم حوار الطرشان الذي نديره مُنذ نصف يوبيل مع مصر الحضارة الكبرى التي لا تعرف ولو القليل من الحضارة الإسرائيلية واليهودية.
عندما يستدعون لدينا شخصا إلى البيت ويشاركونه وجبه العشاء العائلية، فهذا يدل على ما نكنه من احترام كبير للضيف أما في مصر فمن غير المعقول دعوة ضيف رفيع المستوى إلى البيت وبالتأكيد عدم إعداد مائدة له تحمل كل ما لذ وطاب، وهكذا حدث أن شارون أراد تكريم ضيفه، لكن مبارك أعتبر ذلك إهانة.
وأضاف غي بيخور: يرتاح الرئيس مبارك أحيانا للفجوة الحضارية وعدم فهم ما يحدث في مصر، هكذا، مثلاً، نسمع مُنذ 21 سنة أن مبارك لا يمكنه السماح لنفسه بزيارة إسرائيل بسبب غضب الشارع المصري، عمليا يعتبر عدم قيام مبارك بزيارة إسرائيل، مؤشراً للشارع المصري على أن السلام مع إسرائيل هو شبه سلام، وأنه يمكن مهاجمة هذا السلام هذا يعني أن مصر وقعت حقا على اتفاقية سلام كاملة مع إسرائيل لكنها تمتنع عن منح الشرعية الحقيقية لإسرائيل وفي المقابل، انظروا إلى الزيارات المتقاربة لقادة حزب العمل إلى قصور الرئيس المصري، إن مصلحة فؤاد ويورغ ورامون وبيلين في هذا الزيارات واضحة، ففي غياب العملية السلمية يسعى هؤلاء إلى إيجاد شعور بوجود اتصالات مع العرب، وهم بذلك يميزون أنفسهم عن الليكود، لكن هذه الزيارات لا تمت كثيراً إلى العملية السلمية، بل إنها تضر بإسرائيل من دون أن يعي قادة" العمل " ذلك ومن المتعارف عليه في العالم العربي تشجيع الأحزاب المعارضة للأنظمة المنافسة، هكذا تعامل السوريون مع التنظيمات الأردنية والفلسطينية، وهكذا تعاملت مصر مع تنظيمات اليسار وحزب العمل في إسرائيل خلال فترات حكومات الليكود، وهكذا، وبشكل خطير تتضرر صورة إسرائيل في العالم العربي، فهناك يتعاملون مع النظام في إسرائيل كفوضى، كإثبات آخر لعدم تطبيق هذا الطريقة في الدول العربية التي تبغي الاستقرار أكثر من غيرها وليس هذا فقط.
فهذه الزيارات تشمل قيام وزراء بتسريب المعلومات عن بعضهم البعض (فحادثة النقانق، مثلا تم تسريبها بعد زيارة بيريز لمبارك) ويزداد تعاظم الشعور بحدوث فوضى في إسرائيل، من الواضح أن علينا ألا نفهم من ذلك أنه يجب الامتناع عن لقاء المصريين فالعلاقة الإستراتيجية مع مصر أكبر وأهم الدول العربية، تنطوي على أهمية بالغة بالنسبة لإسرائيل لكنه من المتعارف عليه في العالم العربي الحفاظ على التبادلية إذا قمت بزيارة غيرك المرة تلو الأخرى، ولم يقم هو بزيارة بيتك أبداً فهذا ينطوي على إهانة لاذعة، لقد تجاهلت إسرائيل، حتى اليوم هذا الرمز الحضاري العربي، وكما يقول المثل العربي" من يتنازل عن كرامته لا يستحق الاحترام" .
تحليل عن الموضوع
أولاُ: شرشح رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أو أسمعه كلام مثل السم السبب الظاهر العجرفة والغطرسة والغرور في تصرفات الصهاينة مع الفلسطينيين، لكن السبب الباطن أن ايهود باراك قال لأعضاء الوفد الإسرائيلي " خليكم حازمين ورصينين أمام خادم المطعم الأمريكي-يقصد أن جاك شيراك كان يشتغل في مطعم أمريكي أيام دراسته في أمريكا.
ثانيا: الأزمة بين المصريين والإسرائيليين لايوجد غير الحبة الطماطم والحبتين الكباب وبخل الإسرائيليين أثناء ضيافة اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية.. وقد رد الإسرائيليون على الأزمة الكبابية رداً أهانوا فيه المصريين وقال المتحدث الإسرائيلي بما معناه نحن حضاريين نفهم أمور العصر أما أنتم يا مصريين ياسلعين ياغجر لا تفقهون شيء أنتم أغبياء.. وأنتم.. وانتم..الـخ.
ختاماً للموضوع: أجزم القول أن الفرنسيين كانوا آنذاك جيدين نسبياً أما في الوقت الحاضر فإن الرئيس الفرنسي – الله يلعنه – قد أساء إلى الإسلام والمسلمين في مواقف عديدة.. أما المصريين فقد وصفهم عمر بن العاص قبل أكثر من ألف سنة " بأنهم قوم مع من غلب" أما بالنسبة للإسرائيليين فقد كانوا ومازالوا وسيظلون ملاعين من"الاقحاح" نعم ملاعين بشكل سرمدي وعقابهم من الله نار جهنم وبئس المصير .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا