كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد« 9 »

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد« 9 »

هناك حدود جغرافية محدودة جداً بين القبائل المختلفة لكن بين هذه القبائل هناك حدود أخلاقية واحترام متبادل وهنالك قانون قبلي تتبعه جميع القبائل في اليمن فيما ما يتعلق بالمنازعات بين القبائل

حيث يتم تعديل منطق المعارضة بشكل جذري بين النظام القبلي والنظام الحكومي حيث تتداخل هذه الأنظمة والتشريعات فيما بينها بينما يبقى حكم القبيلة نافذ على الجميع .
هناك طبقتان كبيرتان من غير رجال القبائل مُعترف بهما لهما حقوق وعليهما التزامات داخل الأراضي القبلية الطبقة الأولى هم الذين لاينتمون للقبيلة ويعيشون في مناطق القبيلة أما الطبقة الثانية فهم رجال الدين أو كما يسمون العلماء وهم من السادة الذين يدعون النسب مع النبي والقضاة وكلاهما يعتبرون أنفسهم في كثير من الأحيان أعلى إلى حدٍ ما من رجال القبائل بسبب إدعائهم بالمعرفة والعلم وتقليدياً يحملون خناجر بشكل غير مستقيم إلى جهة اليمين وكما لاحظ الرحالة والباحث جلاسر جيرهولم في عام  1885م فإنه ليس من السهل أو المنطقي تصنيف هذه الفئات ومكوناتها على مقياس واحد ولهذا السبب أستخدم مصطلح الطبقات  ويرتبط كل منها جزئياً بوجهة نظر معينة وقد يكون كل منها بمثابة مركز للإثنوغرافيا الخاصة به، هنا القبائل هي اهتمامنا الرئيسي والطبقات الأخرى في المجتمع ذات أهمية لأن لها مكان في العالم القبلي، مكان هذه الطبقات الأخرى بين القبائل هو ما يتعلق بالطريقة التي يفصل بها رجال القبائل أنفسهم في الحياة اليومية لاشخاص ليس لديهم قدرة رجال القبيلة على التدخل في الشؤون القبلية بين رجال القبائل الآخرين .
إن قيام أحد أفراد القبيلة بالإساءة إلى شخص غير قبلي يعُد وصمة عار على الرغم من أنه في الممارسة العملية يجب الاعتراف بالجريمة على هذا النحو من قبل رجال القبيلة الآخرين أي من قبل الرجال الذين يتمتعون هم أنفسهم بالشرف والقادرون على المطالبة بالتعويضات وانتزاعها  والجريمة هي في الوقت نفسه إهانة لمجموعة معينة من رجال القبيلة الذين يعيش تحت حمايتهم الشخص الضعيف وكثيراً ما يطلب التعويض بأربعة أضعاف ليتم تقسيمه بين الضحية وحماته القبليين وكانت حالة من هذا النوع تم التطرق إليها في بحث قام به أحد الرحالة  في أواخر القرن التاسع عشر حيث شرع أربع مرات الدية كتعويض عن يهودي قُتل وهناك عدد قليل من اليهود الذين بقوا الآن في اليمن العلوي ولكن أولئك الذين بقوا لا يزالون يعتبرون جيران أو من المحميين القبليين ويشيرون إلى أنفسهم باسم يهود بني فلان أي يهود القبيلة الخاصة التي ينتمون إليها وعادة ما يُمنعون من حمل السلاح على الإطلاق وفي الريف كان العديد منهم يزرعون كما يفعل رجال القبائل, وفي الواقع كان البعض منهم يزرع  جزءاً من أراضي رجال القبائل مقابل المال أو للحصول على حصة من المحصول وارتبط آخرون سواءً في القرى الريفية أو في المدن بالحرف مثل صناعة الجلود وصناعة الفضة حيث كان اليهود يمارسون مثل هذه الحرف  وكانوا مدعومين بمساهمة عينية من رجال القبائل في وقت الحصاد تسمى مهيبة كانت بعض القرى الكبيرة مأهولة بالكامل تقريباً باليهود  ويبدو أن معظم القرى في الأراضي القبلية كان بها وجود يهودي صغير ولكن مُنذ عام 1948م لم يتبق سوى عدد قليل من العائلات المتناثرة التي تشير إلى مكانهم في السابق إن أولئك الضعفاء ولكن المسلمين هم في الوقت الحاضر أكثر عدداً بكثير من اليهود وهم في معظم الأماكن أكثر وضوحاً في المجتمع .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا