كتابات | آراء

أهل اليمن أدرى بشعابها..!!

أهل اليمن أدرى بشعابها..!!

من حق اليمن- أرضاً وشعباً- أن يعيش حياةً آمنةً ومستقرةً هانئة، كما تعيش بقية شعوب العالم، لكن شاءت الأقدار عكس ذلك، لحكمةٍ يعلمها هو.. ولله في خلقة شؤون.

نحن ندرك تماماً أنَّ هناك أياديَّ حاقدة، ونفوساً ناقمةً على اليمن وشعبه، ولكن لا يحيق المكر السيئ الاّ بأهله.
التاريخ خير شاهد، بأنَّ التدخلات الإقليمية والدولية، تصب في بوتقة الحقد الدفين بتدويل وتأزيم الأزمة اليمنية، لتأخذ مساراَ عكسياً لتنفيذ أجندة إقليمية ودولية، وأهداف ماورائية ..
لذا علينا أنْ ندرك خطورة تلك  التداعيات والتجاذبات سواء الناتجة عن الأحداث الإقليمية أو الدولية، والتي قد تؤثر بشكلٍ مباشر أو غير مباشر على دول المنطقة بأسرها، وليس على اليمن.
لذا لابد من التعامل مع تلك التطورات والتغييرات بحكمة فائقة.. وتفكير عميق في إيجاد مخارج وحلول تحت سقف البيت اليمني الواحد، بعيداً عن التزمت والتعصب والاستعلاء الذي يؤدي إلى تفاقم الموقف ولعله من الخطل الظن بأنَّ التصالح الوطني، أو السلام المشرف هو تراجع أو نكوص عما ارتكبه العدوان الجائر بحق الشعب اليمني من جرائم نكراء، وأعمال شنعاء.
ولكن لابد من إصلاح وترميم صيانة البيت اليمني من الدخل أولا، حتى يتسنى لنا مواجهة الشيطان الأكبر وأزلامه من الأعراب.. الطريق إلى حل الأزمة اليمنية يبدأ من الداخل، لم يكن لأية مبادرة سلام حقيقية أن تكون ناجحة وفاعلة إنْ لم تكن نابعة من عقول حكماء اليمن الشرفاء، فهم أهل الحكمة والإيمان، كما وصفهم رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.
هناك خلافات.. وهناك أطماع، ومصالح بين أطرف شتى، وهناك تدخلات تآمرية إقليمية ودولية، تحاول إرجاع اليمن إلى عكس الزمن لتنفيذ أجنداتها الماورائية، والانقضاض على ثرواته وخيراته ومقدراته وجعلها من الدول الفاشلة في المنطقة..
نحن نُدرك ذلك جيداً أنَّ هناك جهاتٍ خارجيةً مستفيدةً من الأزمة اليمنية، وتلعب دوراً استراتيجياً هاماً في استمرار الحرب، لإضعاف الدور اليمني في المنطقة، وإشغاله في حربٍ داخلية وعدم التفكير في استرداد أراضيه وسواحله وجزرة المحتلة.
ونسى أو  تناسي هذا المعتوه أنَّ يمن اليوم ليس يمن الأمس.. بل لديه استراتيجيات عسكرية فائقة الدقة، ومخزون هائل من الأسلحة الصاروخية والطيران المسير، وما خفي أعظم.. على ضوء ذلك على دول تحالف العدوان أن تضع في الحسبان كل الاحتمالات والاختيارات القادمة التي  سوف تكون قاصمة وساحقة..
من هنا علينا أنْ ندرك جسامة وعظمة الأمانة الوطنية تجاه وطننا وشعبنا ومما عاناه طيلة تسع سنوات الحرب الشعواء التي أهلكت الحرث والنسل، ولكن بحكمة قيادتها الحكيمة الرشيدة تجاوزت تلك التحديات بصمود وثبات أبطالنا الميامين وأبناء شعبنا الشرفاء في كل مواقع البطولة والشرف..

صفوة القول:
اليمن بلد عريق عتيق- عروبةً تاريخاً حضارةً تراثاً، لذا علينا أن ندرك يقيناً أن امن واستقرار وازدهار اليمن لا يأتي من الخارج، بل من داخل البيت اليمني، والأسرة اليمنية الواحدة، المتآلفة والمتناغمة، والمتسامحة.
نحن- اليمانيين- أدري بشعاب وجبال وتضاريس اليمن، لذلك لا بد من جمع الشمل، وتوحيد الصف، لمواجهة أعدائنا أياً كانوا داخل أو خارج الوطن..
لذا علينا أنْ ندرك أنَّ الأعداء لنا بالمرصاد في حلنا وترحالنا، وستظل التدخلات الإقليمية والدولية والأممية قائمة ما دامت الدماء نازفة،والشروخ غائرة في الجسد اليمني.. وهذا ما سيؤدي إلى المزيد من تعقيد المشهد السياسي في اليمن، ودخوله إلى مراحل أكثر تعقيداً، وهذا ما يتمناه أعداؤنا والمتاجرون بالأزمة اليمنية، أنْ لا تقوم لليمن قائمة بل يظل بين اللا حرب واللا سلم.

خلاصة الخلاصة!!
لهذا وذاك لابد من المصالحة الوطنية على كافة المستويات، لتفويت الفرصة على الأعداء، والمتآمرين أياً كانوا في الداخل أو الخارج من أجل بناء يمنٍ آمن مستقر ومزدهر، يغيظ العدو والحاقدين.
لابد من رفع شعار المشروع الوطني المقدس: "مصلحة الوطن فوق مصالح الجميع"
يكفي دماءً.. ومكايدات.. ومخادعات.. مشروع السلام ليس بضاعة للترويج والتدويل، بل مشروع سلام حقيقي يلامس أرض الواقع ويصنعه القادة العظماء الشرفاء الأنقياء الذين يدركون أنّ الوطن أرضاَ وإنساناً أمانة في أعناقهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا