كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد « 8 »

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد « 8 »

جميع رجال القبائل ينتمون إلى قبائل معينة وهذا يمنحهم أصالة النسب والقبائل نفسها هي كيانات إقليمية عادة ما تكون أراضي كل منها متجاورة ولكل لها حدود معروفة مع جيرانها وهناك عدد قليل جداً من النقاط داخل أرض القبائل التي لا تمتد بشكل واضح لقبيلة أو أخرى

ولذلك نجد بعض هذه الأراضي تتداخل مع بعضها البعض ضمن الرقعة الجغرافية ويكون المرء دائمًا في مساحة تستمد قيمتها من موقعه بين أماكن أخرى ضمن نطاق القبيلة التي يتبعها حتى وإن كان في أراضي تابعة لقبيلة أخرى وضمن هذا النظام العام يوجد أبناء القبائل أنفسهم وشيوخهم والهويات الجماعية التي تتوافق مع القبائل والطوائف ويتعايش الجميع في سلام وانسجام فوق المساحات المتداخلة في أراضي القبائل المختلفة.
عند النظر إلى خارطة تواجد بعض القبائل وعدد القرى المتداخلة نجد مثلا بنو شويط حوالي (100) وبني ناشر (100) والحبلة (200) والمحاشير(150) والقدارين (150) وتتألف كل واحدة من هذه القرى من مجموعة قروية متناثرة جغرافياً ومع ذلك لها حدود واضحة مع جيرانها ويعترف كل منهم بأسرة مشيخية واحدة لها بعض الأهمية في شؤونها تتمتع العصيمات ببنية داخلية أكثر تفصيلاً يقال أن القبيلة تنحدر من أربعة أشقاء جبرى وفضلى وغنيي وقيص وقريب لهم أبعد المعمر تضم ذو القصاصة الآن سبعة أرباب أسر فقط ومعاليهم ولكن ذو جبرة على نفس المستوى في المخطط التنظيمي ينقسم على نطاق واسع وتنقسم بعض هذه الأقسام إلى مزيد من الأقسام ذو مشار وذو جابر بن وجلَّه بينهم تنازل عن أربع وعشرين وحدة مسماة يتم تقديم بعض الأفكار حول الأعداد المعنية من خلال الإشارة إلى أن الجوادي ككل يحشد حوالي 600 رجل من حاملي السلاح والحمران حوالي 150 رجلاً مسلحاً بينما حشد الصلابي ربما يتراوح ما بين 1000 و2000 ويتضمن تصنيف الانقسامات القبلية أحيانًا غموضًا يخفي مثل هذه الرسوم البيانية لكن المثالين المذكورين للتو يظهران على الأقل حجم الوحدات التي نتعامل معها يتم التحدث عن كل قبيلة بشكل فضفاض على أنها تنحدر إما من حاشد أو بكيل أو ببساطة ترجع إلى أحدهما أو الآخر وهو ما لا يعني بالضرورة أكثر من ينتمي إليها بصورة دقيقة وأغلب هذه الادعاءات تكون عمومية وغير دقيقة في كثير من الأحيان ومن الناحية التحليلية من الجيد أيضاً التمييز بين القبيلة ككيان وبين الأشخاص المنتمين لهذه القبيلة حيث في كثير من الأوقات يعيش ذكر القبيلة واسمها ككيان أكثر من الأفراد المنتمين لهذه القبيلة والأهم من ذلك ربما هو أن القبائل تعتبر ثابتة جغرافياً في تاريخ اليمن على خلاف الدول المجاورة لا نجد لها أي خطاب عن الغزو أو التهجير للقبائل كما يحدث في شبه الجزيرة العربية من هجمات وغزوات بين القبائل.
إن نظرة سريعة على أي خريطة تفصيلية تكفي لكشف أسماء الأماكن التي تتواجد فيها القبائل منذ فترات طويلة جدا ولا نجد أي تغيير ملحوظ سوى بأعداد النازحين من الريف إلى المدن وهذا لا يغير كثيراً من التركيبة الديموغرافية للقبائل وأماكن تواجدها الرئيسي ونجد بعض الأماكن قد سميت بأسماء أشخاص ينتمون إلى قبيلة معينه مثل بيت الوادعي وبيت العماري وبيت الحاشدي في عيال يزيد ويُفترض عادة أن مؤسس القرية كان من القبيلة الأخرى وعندما ينظر المرء إلى العائلات الفردية فإن التأثير لا يزال أكثر وضوحًا حتى عندما لا يكون اسم العائلة خاصًا بمكان أو قبيلة غير اسمهم الحالي فغالبًا ما يكون لدى الناس تقاليد مفادها أن أسلافهم في مرحلة ما كانوا نقيل أي أناس انتقلوا للعيش من مكان آخر وعلى النقيض من ذلك عادةً ما يُنظر إلى القبائل نفسها على أنها كانت حيث هي الآن كما هو الحال أيضًا مع معظم الهويات الجماعية الأصغر على أي مستوى أعلى من الأسرة يتحدث رجال القبيلة عن أنفسهم على أنهم من جد واحد وبالتالي إخوة لبعضهم البعض, تُعتبر أقسام القبيلة أيضًا أبناء للمسمى القبلي الرئيسي ورجال القبيلة هم أبناء قسمهم المعين والإخوة داخل هذا القسم مستوى من مستويات المخطط لا تتطابق مع أي نظام محدد للتبادل أو المسؤولية مثل الأشخاص ومثل القبائل يأخذون قيمتهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا