كتابات | آراء

من غرائب الأزمات الدبلوماسية قبل 21 عاماً.. أزمة شربة ماء رئاسية وأزمة سحاوق وزارية

من غرائب الأزمات الدبلوماسية قبل 21 عاماً.. أزمة شربة ماء رئاسية وأزمة سحاوق وزارية

خلال شهري أبريل ومايو من عام 2002م اندلعت انتفاضة الأقصى الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني في ظل صمت الأنظمة العربية كالعادة.. في أحسن الحالات إدانة واحتجاج على استحياء..

أما الرئيس الفرنسي حينذاك جاك شيراك فقد كان موقفه واضحا وقويا وأدان بشدة قمع الانتفاضة بطائرات الأباتشي بل وطالب المجتمع الدولي إلى اتخاذ عقوبات ضد إسرائيل.. وفي ثاني يوم طلبت القيادة الإسرائيلية من الرئيس جاك شيراك السماح لوفد إسرائيلي رفيع المستوى لزيارة فرنسا وعقد اجتماع قمة فرنسية إسرائيلية في باريس قال شيراك بما معناه: ما فيش مانع إلا بشرطين هما:
الشرط الأول: تستمعوا إلى وجهة نظري المعلنة.
الشرط الثاني: الاعتراف بجرائمكم قتل الأبرياء الفلسطينيين هذا العام.
يقصد عام 2002م- وأن لا تبرروها.. فوافقوا وزاره باريس ترأس الوفد الإسرائيلي يهود باراك..
جاك شيراك يهين/ ايهود باراك:
قبل بدء اجتماع القمة الفرنسية الإسرائيلية.. اجتمع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود باراك وخلال الاجتماع الثنائي قالت مصادر مطلعة أن شيراك غاضباً ووجه عبارات اللوم الشديد والتقريع إلى باراك ووصفه بالكاذب والمخادع وغيرها من عبارات الشتم والتقريع.
اجتماع القمة الفرنسية الإسرائيلية 2002م
 ترأس الجانب الفرنسي الرئيس جاك شيراك بقوام 4 أعضاء ومترجمه وترأس الجانب الإسرائيلي ايهود باراك بقوام 3 أعضاء ومترجم.
غطت الخبر مجلة " المجلة" السعودية وجاء في مقدمته التعليق التالي:
يبدو أن التوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط منذ اندلاع انتفاضة الأقصى انعكس على موائد الزعماء فالتقليد المتعارف عليه أن تفض النزاعات على الموائد ومنها موائد الطعام والضيافة. فالحفاوة تعبر عن الاهتمام والحرص على إرضاء الزائر نفسيا وفرصة لتقريب وجهات النظر.
باراك من باريس من دون كأس ماء على مائدة شيراك:
وتفاصيل الخبر هذا:
بدأت في باريس عندما استقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود باراك الذي كان الرئيس الفرنسي غاضباً ومصابا بخيبة أمل من سياسته بعدما أدار ظهره لعملية السلام وأسرف في قمع الانتفاضة بطائرات الاباتشي.
وكان أن امتنع قسم الضيافة في قصر الاليزيه عن تقديم أي شيء بما في ذلك كوب من الماء.. وبدلا من ذلك وضعت على الطاولة أمام باراك أقلام رصاص وأوراق، في رسالة غير مباشرة بان باراك لا يحترم توقيعه، وإن ما يكتب بقلم الرصاص يمكن أن يمحى بسهولة، وعاد باراك غاضباً يشكو لحكومته الأسلوب الذي عومل به في قصر الاليزيه.
" المرجع السابق ص47".
وحولت إسرائيل حقيقة الأزمة الدبلوماسية مع فرنسا إلى مجرد أزمة شربة ماء رئاسية على مائدة شيراك.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا