كتابات | آراء

قضايا وشؤون تعليمية

قضايا وشؤون تعليمية

قضايا التعليم ومشكلاته ليس لها نهاية طالما هناك دورات حياتية من المهد إلى اللحد، والتربية لا تحقق هدفها في ظل انعدام الأمن والغذاء، بل هي عملية طبيعية تبدأ من الغرائز والنزعات، وفقاً لمبادئ سيكولوجية الطفل في مراحل نموها المختلفة،

ولذا على القائمين بشؤون التعليم أن يدركوا هذه الخصائص السيكولوجية للمتعلم خاصة في ظل الأوضاع الراهنة، وما تمر بها البلاد من حرب عدوانية جائرة..
فالمتأمل في واقع التعليم اليوم يشعر بالحسرة والألم لما آلت إليه العملية التعليمية من تدهور في جميع مراحلها، هذا طالب جامعي يخطئ في الإملاء، وذاك خريج آخر لا يفرق بين الضاد والظاء، وذاك خريج ثانوي بتفوق ولا يُحسن صياغة جملة مفيدة.. أما خريجو الشهادة الأساسية فحِّدث ولا حرج فالأمر جد خطير إن لم نتداركه من الآن، إذ كيف نطالب بتجويد العملية التعليمية وجهات الاختصاص لم توفر المستلزمات اللازمة لها.
فإن من واجب القائمين على شؤون التعليم بكل فروعه وأنواعه ودرجاته أن يتدارسوا أوضاع التعليم ومخرجاته قبل فوات الأوان، فهناك التعليم الخاص والعام والعالي بكل درجاته إن لم يكن هناك تخطيط دقيق ومراقبة وإشراف فني وتقني على مخرجاته فإن النتائج ستكون كارثية، وقد يُفضي إلى مخرجات هزيلة وهشة، أو جيل يحمل شهادات ورقية ليس إلا.. يبقى السؤال الحاضر الغائب: متى يا ترى نُدرك أهمية رقي الاقتصاد وعلاقته بالتعليم فرقي وتقدم التعليم رهين بتحسين الأوضاع الاقتصادية ولم لن يرتق التعليم في ظل بيئة طاردة.. فالتعليم والأمن الغذائي يسيران جنباً إلى جنب.. فالغذاء قبل التعليم ولا تعليم بدون غذاء.
هذه المعادلة حكى عنها القرآن الكريم في قوله تعالى:"الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".. إذا كان هذا في مجال العقيدة كيف يكون في مجال التعليم..؟ّ
فالتعليم سلاح ذو حدين قد يبني.. وقد يدمر، وفي ظل القصور ونقص الإمكانات وغياب الإشراف والرقابة الفنية والتربوية قد تكون نتائجه ومخرجاته هشة غير مواكبة لروح العصر الحديث.. هناك الكثير من المؤسسات التعليمية الخاصة والعامة تعمل دون رقابة واشراف وتُدار وفق أُسس وقواعد تجارية، واستثمارية ليس إلاَّ وتناست تلك المؤسسات التربوية رسالتها الوطنية المقدسة، ووضعت معظم جهودها بالمردودات المادية إلا ما رحم ربي من بعض تلك المؤسسات والنادر لا يُقاس عليه.

• صفوة القول:
ليس هناك أزمة وطن أو تعليم.. بل أزمة ضمير وأخلاق.. فالطريق إلى العدالة يبدأ من التربية الأولى..
عندما نربي أنفسنا وأبناءنا على الخُلق القويم، والهوية الإيمانية المستمدة من عقيدتنا الغراء.. هنا تكون البداية القويمة، لهدف سام ونبيل.. وليعلم القائمون على شؤون التعليم أن طريق التربية طريق شاق وعسير لا يدخله إلا السباحون الماهرون، لأنه طريق الأنبياء والرسل..وإني على يقين تام بأن الشعوب والأمم والمجتمعات لم ولن تنهض وترتقي إلا بالأخلاق والتعليم والتمسك بالقيم والتعاليم الإسلامية الغراء.. دون ذلك سنظل كالناقة العشواء في البيداء تتخبط في فيحائها ورمضائها دون هاد..

• خلاصة الخلاصة:
إذا صلحت أخلاق الأمم والشعوب والأجيال صلح وارتقت الأوطان والدول، فأشد أنواع الكفر بنعم الله هو الكفر بنعمة العقل والإدراك، تلك النعمة التي خص الله بها البشر دون الكائنات الأخرى..
فعندما تُصاب الأمم والشعوب في عقولها وأخلاقها فأعلم أن نهايتها أوشكت على الزوال والفناء، فأخشى ما أخشاه على تلك الشعوب والأجيال القادمة السقوط في براثن الثقافات والحضارات الإباحية والغزو الفكري الساقط.. فالأمر جد خطير إن لم نتداركه من الآن سوف ندخل في متاهات لا نهائية، وبحار لا قيعان لها..وهنا يقف الحليم حائراً خائراً..!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا