كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد« 7 »

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد« 7 »

أكثر ما يلفت الانتباه في رجال القبائل للوهلة الأولى في اليمن هو أنهم مسلحون يمتلك كل فرد من أفراد القبيلة بندقية ويمتلك العديد منهم أكثر من بندقية واحدة ويحمل كل منهم بندقيته معه في الأماكن العامة

ويتم ترميم الأسلحة التركية العتيقة وبنادق الخدمة القديمة بدلاً من استبدالها بأسلحة حديثة وفي الطابق السفلي في العديد من المنازل بين الحبوب والماعز توجد أسلحة ثقيلة مثل مدافع الهاون والمدافع الرشاشة وحتى المدفعية الخفيفة، الأسلحة هي علامة على مكانة رجال القبائل لا يُسمح للأشخاص الضعفاء وغير القبليين الذين يعيشون منتشرين في الأراضي القبلية بحمل بنادق على الرغم من أن العديد منهم يمتلكون أسلحة والرجال المتعلمون على الرغم من أنه يُسمح لهم بحمل بنادق نادرًا ما يفعلون ذلك وتتميز هذه الطبقات الأخرى من المجتمع أيضًا عن رجال القبائل بالطريقة التي تُلبس بها الخناجر بشكل غير مباشر سواء إلى اليمين أو اليسار، يرتدي أحد رجال القبيلة جنبية في غمد منحني في مقدمة حزامه غالبًا ما يتم تزيين الغمد بشرائط أفقية من خيوط جلدية خضراء تسمى المحابيس أو بلوحة أمامية فضية مشغولة تسمى صدر وأحيانًا بغطاء مدبب على طرف الغمد يسمى توزا أو توزي والجهاز بأكمله الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 35 سم واضح للعيان يمكن أن تكون الخناجر باهظة الثمن رأس أو مقبض الخنجر الجيد مصنوع من قرن وحيد القرن أو عظم الزرافة وغالبًا ما يكون مزينًا بزوج من العملات الذهبية ونمط من رؤوس المسامير الفضية وهناك خبرة كبيرة في معرفة قيمة الخنجر من خلال الظلال وتشققات مقبض الجنبية قد تكلف الخناجر الجيدة التي يُعتقد بالضرورة أنها قديمة ما يعادل 30 ألف دولار وغالبًا ما يكون رجال القبائل العاديون أصحاب خناجر تبلغ قيمتها أكثر من ألف دولار والبنادق أيضا يمكن أن تكون باهظة الثمن وكما سنرى تظهر البنادق والخناجر بشكل بارز في العديد من السياقات، هناك على سبيل المثال يتم تقديمها وتبادلها لتشكيل تعهدات والخنجر على وجه الخصوص هو أيضًا النقطة التي يلتقي عندها تمثيلان اجتماعيان معقدان تمثيل رجل القبيلة وتمثل المجموعة المسماة التي ينتمي إليها سواء كانت العائلة أو الأسرة أو القبيلة في جدال أو خطبة قد يصفع الرجل غمد خنجره ويعرف عن قبيلته من خلال عبارة تقليدية يتم التعرف على الرجل وقبيلته مع بعضهما البعض ويتم وضع شرف كليهما على المحك صراحة ومرة أخرى في ظروف يائسة قد يكسر الرجل غمد خنجره أمام عيني رفاقه المعنى الضمني هو أن شرفه مكسور وكذلك شرف قبيلته إذا فشلوا في مساعدته وبالتالي فإن العيب جزء كبير جدًا من المزاج العام للمجتمع اليمني والالتزام بالعادات والتقاليد شيء مقدس على هذا النحو فهي غريبة إلى حد ما على ما هو موجود في البلاد المجاورة لليمن مع تركيزها على الحالات الداخلية المفترضة يمكن للمرء أن يعاني من عيب أو يرتكب عيبًا لكن لا يمكن للمرء أن يقبل العيب لأن المرء لديه ضمير مذنب أو شعور بالخجل هناك بالتأكيد فكرة مفادها أن شيئًا ما قد يكون“عيبًا للقيام به سواء أكان ذلك أم لا من المحتمل أن يكون هناك توبيخ جدي على سبيل المثال يمكن للمرء أن يسمع اثنين من رجال القبائل في أحد أزقة صنعاء في وقت متأخر من الليل غير متأكدين مما إذا كانوا قد وجدوا المنزل الصحيح ويتساءلون عما إذا كان من الممكن أن يوقظوا الأشخاص، الخطأ هو أن اطرق إنه منزلهم فيرفض ذلك لأنه عيب طرق باب بيت احدهم وكما أن الشرف هو إلى حد ما عكس العيب كذلك فإن الأدب والأخلاق الحميدة وهي قيمة مركزية في جميع مجتمعات الشرق الأوسط ويميل علماء الإثنوغرافيا إلى استبعادها لكن الإيحاء الصريح بأن أخلاق المرء إذا لم تكن جيدة يمس بالضرورة الشرف الذي يعتبر في هذه الحالة غير جيد بالمجمل تميزت اليمن منذ فترات طويلة بعادات وتقاليد خاصة جعلتها منفردة عن بقية دول الشرق الأوسط ولم تتأثر كثيرا بالتغيرات التي حدثت في العالم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا