كتابات | آراء

" السلام " بين جدية صنعاء ومهزلة الرياض

" السلام " بين جدية صنعاء ومهزلة الرياض

بينما تُبدي صنعاء حُسن النية والرغبة في التوصل لاتفاق مع التحالف السعودي الأمريكي الذي يقود حرباً على اليمن منذُ أكثر من ثمانِ سنوات تُظهر صنعاء مواقف تؤيد الوصول لاتفاق يوقف العدوان والحصار على اليمن ويضمن إعادة الإعمار ودفع مرتبات اليمنيين..

وعكس ما تُقدم صنعاء يكتفي الطرف الآخر التحالف السعودي الأمريكي بإرسال الوفد العماني والمبعوث الأممي لزيارة صنعاء كما تقول الرياض بحثاً عن السلام ووقف الحرب والحصار ولكن الرياض بهذه الزيارات و المفاوضات التي توحي برغبة في السلام ولكنها تفتقد القدرة في اتخاذ القرار في وقف العدوان والحصار نسمع كثيراً عن السلام وخصوصاً بعد تحذير السيد عبدالملك الحوثي فإذا أتينا للساحة اليمنية وما الذي يجري والوضع العام نجد أن التحالف السعودي لا يزال مستمراً في الحصار فنجد أن مطار صنعاء لا زال مغلق إلا من ثلاث رحلات أسبوعيه ولوجهة واحدة هي الأردن، وفي الحدود اليمنية السعودية رغم الهدنة المزعومة يُقتل ويصاب اليمنيين يومياً في المديريات الحدودية رازح، وشداء ويستقبل مستشفى رازح الريفي عشرات القتلى والمصابين إثر الاستهداف السعودي للمناطق الحدودية بالمدفعية، إذا الواقع عكس ما يتحدث به الإعلام وبالتالي عن أي سلام تزعُم وتتحدث السعودية في التوصل إليه وهي تقتل وتحاصر اليمنيين ونحن أمام مصطلح يردد فقط وهو "السلام" بينما الأفعال تثبت أن الحرب والحصار لازال قائم فقط تحت غطاء هدنة ومفاوضات لم تُثمر لليمنيين فالحصار مستمر والدم اليمني ينزف في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية وأيضاً التدخلات السعودية لازالت مستمرة ونشهد وصول قوات بريطانية إلى حضرموت بالتزامن مع تعزيز السعودية نفوذها على حضرموت والمهرة وتشكيل "مجلس وطني حضرمي" يدين بالولاء للسعودية وأيضاً قبل أيام وصول قوات أمريكية إلى قصر المعاشيق في عدن.. وكذلك ملف الأسرى رغم عرض صنعاء بتبادل شامل لأسرى الطرفين صفقة الكل مقابل الكل ولكن التحالف السعودي الأمريكي والمرتزقة لم يبدو حسن النية والتعاطي بجدية للتعامل مع هذا الملف الإنساني الحساس فما يحدث هو مهزلة باسم السلام لا غير.
إذا نحنُ أمام مماطلة في جميع الملفات الإنسانية أيضاً وقد ظهر عضو الوفد الوطني المفاوض عبدالملك العجري وقال إن تسليم المرتبات سلمياً وصلت إلى نقطة حرجة والشعب اليمني يغلي ولا يريد الاستمرار في هذا الوضع الذي لم يقدم لليمن سوى ازدياد المعاناة وتضاعف الأزمة في ظل الحصار الخانق.. مع أن صنعاء مضت طويلاً وتمضي في طريق السلام ولكنها لن تمضي إلى النهاية ومن يراقب سير المفاوضات يدرك انها اليوم أصبحت وكأنها قد وصلت إلى طريق مسدود ولا انفراجة في الأفق تبدو قريباً فصنعاء قد مددت الهدنة وشجعت مساعي السلام بينما الرياض تشدد الحصار وتضيق الخناق والحصار على اليمنيين وتقتل اليمنيين في الحدود وبعد كل هذه المعطيات المنافية للهدنة وعملية السلام في اليمن التي لم يصل إليها، قد تعود القوات المسلحة اليمنية إلى المشهد، والجدير بالذكر أن القوات المسلحة اليمنية أعلنت جهوزيتها الكاملة على لسان وزير الدفاع العاطفي ولا ننسى أن السيد عبدالملك الحوثي وضع مهلة أخيرة للتحالف السعودي إما طريق سلام وهو واضح وقف الحصار ودفع المرتبات وإعادة الإعمار، وإلا فالحرب ستعود والقوات المسلحة اليمنية ستعود بقدرات صاروخية متطورة وطائرات مُسيرة مُرعبة وبالقوة العسكرية سيستعيد اليمنيين حقوقهم المسلوبة ومطالب الشعب اليمني التي لم تُحقق بالسلام والمفاوضات ستُحققها القوات المسلحة بالضربات الموجعة في الرياض وابوظبي، فالأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت التي تُرعب أعداء اليمن قبل أن تفرح اليمنيين وتستعيد حقوقهم وثرواتهم وتوقف دمائهم المسفوكة في الحدود وبفعل الحصار وأن غداً لناظره قريب..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا