كتابات | آراء

قلعة سمارة بنظرة واحدة

قلعة سمارة بنظرة واحدة

القلعة التي لا يشبع المسافر من التأمل فيها والنظر اليها حتى تحجبه منها سلسلة جبال سمارة الخضراء المتربعة على الجزء الشمالي منها كموقع استراتيجي لا يختلف باختلاف التاريخ الانساني الذي لازال يتجدد بتجدد تلك الاثار التاريخية والقلاع العظيمة

والتي في مقدمتها قلعة سمارة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ الإنساني والتي لا تخلوا منها الملاحم البطولية والانتصارات العظيمة والتي ان تزودنا منها سنجدها محركا لنا نحو الاهتمام بها والحفاظ عليها من خلال ترميمها واصلاحها لكي لا تنقطع عن رحلتها التاريخية ورسالتها الحضارية المحاطة بالكثير من الأسرار والالغاز والإعجاز الانساني
القلعة التي تطل على كل الجهات تربطها طريقا متعرجة على خاصرة جبال سمارة الخضراء بصور لا يستطيع الأنسان اختزال جمالها دفعة واحدة على أمل أن نختار للقارئ الكريم ما جادت به عدستا الأخوين محمد الصبري وصلاح هويدي من الصور القريبة والبعيدة المتناغمة مع الطبيعة الخضراء والشموخ التاريخي للقلعة
التي كلما اقتربنا منها شاهدنا عظمة الأنسان اليمني متدثرا بأصل الحضارة الإنسانية  
زيارة تاريخية كان في استقبالنا الشيخ عبد الحكيم الصبري ومعه اعيان ووجها ابنا القرى المجاورة للقعلة والذين غمرونا بكرمهم
مقدما تاريخا موجزا عن تاريخ القلعة واهم المحطات من المراجعة والمتابعة وطرق كل الأبواب التي انتهت للأسف الشديد الى وعود عرقوب
الأمر الذي يدعونا لتجاوز تلك الفترة وان كانت البداية بسلاح الوعي الكامل بأهمية الأثار التاريخية والتي لا  تقدر بثمن لما تمثله  من تاريخ كل انسان يمني يحمل في ذاته كل معاني العزة والكرامة والهوية الإيمانية  ...
وبالعودة الى الشيخ عبد الحكيم الصبري  كشخصية اجتماعية لها من الحضور الكبير والمؤثر ولهذا اكن له كل التقدير والاحترام.
وهو بالتأكيد من اكثر الناس تفاعلا واهتماما بترميم قلعة سمارة التاريخية التي تربطه علاقة ازلية يمثل ذلك الاهتمام بها خيطها الأساسي
ولهذا ينبغي أن نفكر بكل الوسائل والطرق من اجل ترميمها وان كانت الدولة أحدى تلك الطرق والتي لها  خطوات عملية  بتقديم الحلول للمشاريع الحيوية والاستراتيجية. وان كانت تعمل على فكرة المبادرات المجتمعية وعند هذا الجملة يحضرني جواب الشيخ عبد الحكيم الصبري بان المجتمع في حالة يرثى لها وهذا بالتأكيد سيجعل من اي محاولة مع الدولة محكوم عليه بالفشل اذا كان المجتمع لا يقدم دعما ماليا فهل سنتمكن من تجاوز هذه المعضلة باعتبار الحاجة الملحة لترميم هذه  القلعة التاريخية التي تشكل احجارها المتساقطة تهديدا حياتيا لأبناء بعض القرى المجاورة الامر الذي يجب أن تقوم الدولة بواجبها فحياة الانسان من اوجب الوجبات وأولويات قيم ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر الخالدة
اخيرا كيف بوسع نظرة واحدة ان تختزل أزمان متعددة لقلعة تاريخية فيها من التفاصيل المدهشة ومع هذا لازالت تدق ناقوس الخطر على أبواب وعينا وجدران قلوبنا .. فهل من مجيب ؟

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا