مكافحة المخدرات.. الأهمية والتحدي!!

لم تعد قضية تهريب المخدرات مجرد جريمة كما يعتقد الكثيرون يسعى مرتكبوها الى جني الأموال وجمع الثروات.. بل اصبحت نشاطاً منظماً له ابعاده وأهدافه الخطيرة..

تقف وراءه اجهزة مخابرات دولية توجهه وتديره وتجند له الأموال والإمكانات والعصابات وعناصر الإجرام العابرة للحدود.
ويمكن توصيف هذا النشاط بشكل اكثر وضوحاً ودقة بأنه واحدة من اخطر صنوف الحرب القذرة التي تستهدف شعوب الأمة العربية والإسلامية ومنها بلدنا الحبيب اليمن.. بل انها حرب ربما تكون اشد فتكاً من المواجهات والمعارك العسكرية فأعداء الإسلام يدركون تمام الإدراك ان قوة العرب والمسلمين تكمن في عقيدتهم الإسلامية وما يحملونه من قيم وأخلاق ومبادئ وأعراف تجعلهم اكثر منعة وأكثر بأساً واستعداداً للتضحية بالنفس في سبيل حمايتها..
وبالتالي فقد لجأ هؤلاء الأعداء في عصرنا الحالي الى هذا الموضوع من الحروب الخبيثة ليغزوا بها الأمة ويستهدفها في هويتها التي هي مصدر قوتها عن طريق إغراق شعوبها بالمخدرات وقتل روح المقاومة في شبابها بعد تحويلهم الى شباب غارق في بحور الإدمان واللهو والضياع.
ومن هنا تبرز الأهمية القصوى لمكافحة المخدرات والتي تمثل جبهة هامة لا تقل شأناً عن جبهات القتال.. فرجالها الأبطال يخوضون حرباً معقدة ومستمرة مع جيش يتحرك في الخفاء كالأشباح لا يعرفون عدده ولا مواقع تمركزه ولا من اين سيهاجهم وهذا ما يضاعف من التحدي وجسامة المسؤولية الملقاة على عواتقهم وما تتطلبه من إرادة وعزيمة ويقظة دائمة واستعداد لمواجهة هذا العدو المتربص مع ما يستوجبه ذلك من تعاضد الجهود الرسمية والشعبية لمساندتهم والوقوف صفاً واحداً للانتصار في هذه الحرب وحماية شباب وأجيال اليمن من هذه الآفة المدمرة التي تفتك بهم وأكبر دليل على ذلك ما تمارسه دول العدوان في المحافظات الجنوبية المحتلة.