كتابات | آراء

حفظ الأمن.. مسؤولية وطنية ودينية مقدسة

حفظ الأمن.. مسؤولية وطنية ودينية مقدسة

سيمضي وطننا اليمني المجيد وشعبنا الحر أولي القوة والبأس الشديد، قدماً نحو الأمام، بخطى ثابتة وإرادة قوية وعزيمة جبارة فتية وفي ظل قيادتنا الثورية الملهمة والحكيمة ذات البصيرة النورانية،

في درب العزة والكرامة والحرية، وميدان البناء والتنمية، وفي مواصلة مسار الانتصار على المعتدين الأشرار وتحقيق الاستقلال الناجز بتحرير وتطهير كل شبر وكل ذرة رمل في أرضنا اليمنية من دنس ورجس المحتلين والغزاة الطامعين..
وشواهد ذلك ماثلة وواضحة بجلاء أمام الجميع، تحكيها ميادين البذل والعطاء والتضحية والفداء في خوض معركة الدفاع عن الوطن والشعب والتصدي لتحالف المعتدين ومرتزقتهم الآثمين، وهزيمة جمعهم وكسر شوكتهم تكبيدهم افدح الخسائر في الأرواح والعتاد، وإفشال مخططاتهم ومؤامراتهم العدائية الحاقدة، كما تحكيها ميادين التنمية والبناء، وما تم تحقيقه من إنجازات ملموسة في مختلف المجالات، وتحكيها أيضاً النجاحات المحققة على الصعيد الأمني والتعليمي والصحي والاقتصادي، وغيرها من المجالات التي كان عنوانها هو الصمود الاسطوري في وجه العدوان والحصار الظالم والجائر.. فالواقع يشهد على هذه الإنجازات والنجاحات الكبيرة، وتدل على ذلك أيضاً حقيقة الأوضاع ما بين المناطق الحرة وما بين المناطق المحتلة، هنا استقرار اقتصادي وهناك تدهور مريع وسريع ومتواصل للوضع الاقتصادي وانهيار في سعر العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية وارتفاع جنوني في أسعار السلع والمواد الغذائية.. وهكذا الحال في كافة الجوانب والمجالات الاخرى.. وهنا سنتحدث عن الجانب الأمني بشيء من التوسع.. فهنا في العاصمة صنعاء وكافة المحافظات الحرة الأبية ينعم المواطن بالأمن والاستقرار والسكينة العامة والسلم الاجتماعي، بينما يعاني المواطنون في المحافظات والمناطق المحتلة من الانفلات الأمني ومن جرائم القتل والاغتيالات والاختطافات والتقطع والسلب والنهب والسطو على الأراضي وعلى المنازل وعلى الممتلكات، ويعاني المواطن أيضاً من استمرار مسلسل الاقتتال والتناحر والحروب المستعرة والصراعات الدموية التي لا تتوقف بين فصائل وعصابات المرتزقة التي تنشب داخل المدن وفي الاحياء المكتظة بالسكان ويسقط بسببها الكثير من المدنيين الأبرياء.. وكل ذلك لا لشيء وانما خدمة لأجندات أنظمة العدوان وتنفيذاً لمخططاتهم الاحتلالية ومؤامراتهم الحاقدة الهادفة إلى تدمير وطننا اليمني وقتل أبناء شعبه ونهب ثرواته واستغلال موقعه الجغرافي الاستراتيجي لخدمة مصالحهم.
ولذا علينا الجميع وخاصة في المحافظات والمناطق الحرة أن نستشعر مسؤوليتنا في حفظ الأمن والاستقرار وتثبت السكينة العامة والسلم الاجتماعي في أوساط مجتمعاتنا وفي مدننا وقرانا واسواقنا وكافة مناطقنا.. لأن حفظ الأمن هو مسؤوليتنا جميعاً، وفي المقدمة بالتأكيد هو مسؤولية الجهات الأمنية ورجال الأمن.. ولكن المسؤولية تقع على المواطن كذلك، وله دوره الهام والعظيم والفاعل في تحقيق الأمن والاستقرار.
وجميعنا ندرك بأن الأمن من الضروريات التي يحتاج الناس إليها لاستقرار حياتهم، وبدون الأمن لا يكون هناك استقرار لا اقتصادي ولا معيشي، ولا استقرار للحياة بشكل عام.. ونظراً لأهمية الأمن فقد قرن الله سبحانه وتعالى، الأمن بالإيمان، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الأمن وَهُم مُّهْتَدُونَ}.. وحث ديننا الإسلامي بالحفاظ على الأمن، واعتبر تحقيق الأمن وتثبيته وترسيخه في أوساط المجتمعات مقصدا من مقاصد شريعتنا الغراء التي جاءت بحفظ الكليات الخمس (الدين والنفس والعقل والعرض والمال)، وهذا الحفظ بالتأكيد لا يتحقق بدون أمن واستقرار..
وسنشير هنا إلى ما أشار إليه قائد الثورة السيد  عبدالملك بدرالدين الحوثي-يحفظه الله-، حيث بين أن الأمن ضرورة لاستقرار الحياة ودعامة أساسية للنهضة والبناء.. وشدد على انه في سلم المسؤوليات، وانه من أهمها، أقدسها.. موضحاً بان وزارة الداخلية ومختلف تشكيلاتها الأمنية المهمة تتحرك في إطار مهامها المقدسة في حماية هذا الشعب، وفي سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى أولا.. مؤكداً على أن الأمن والاستقرار حق من حقوق شعبنا المشروعة، وأن استهداف الأعداء لشعبنا في أمنه واستقراره يكشف حقيقة أهدافهم العدائية، وطبيعة معركتهم ضد هذا الشعب.. كما أكد أن أمن بلدنا هو لصالح كل الشعوب المجاورة والشعوب العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن بلدنا حاضر للإسهام في التعاون الأمني لصالح أمتنا جميعا، وللتنسيق الأمني لما فيه حماية شعوب أمتنا.
وأوضح السيد عبدالملك أن عنصر القوة الأساس لقوتنا الأمنية يتمثل في أنها تحظى بالتربية الإيمانية، والثقافة القرآنية، وتحمل صدق الولاء والانتماء إلى هوية شعبنا اليمني.
وفي سلسلة الدروس التي ألقاها السيد القائد من عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الاشتر، بين فيها بأن أول ما يحتاج إليه المجتمع هو الحماية، ودفع خطر الأعداء والأشرار عنه، والحفاظ على أمنه، وترسيخ دعائم الاستقرار فيه، وهذه مسألة ضرورية لاستقرار الحياة، وهي أولى المتطلبات الرئيسية.. وأشار إلى أن من يؤدِّي هذا الدور في حماية المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره، ومنع التظالم بين أبنائه، والتعدي على بعضهم بعض، والبطش ببعضهم البعض، ودفع شر العدو الخارجي عنهم، من يؤدِّي هذا الدور هم جُنُودُ اللَّهِ الذين يقومون بهذا الدور كمسؤوليةٍ مقدَّسة، والتزامٍ إيماني، وباعتباره مسؤولية إيمانية، انطلقوا فيها استجابةً لله سبحانه وتعالى، والتزاماً بتعليماته، وهذا ما يجب أن ندرك أهميته في مسألة البناء للقوة العسكرية والأمنية، التي تحافظ على المجتمع، وتدافع عنه، وتحافظ على أمنه واستقراره.. مشدداً على واجب وأهمية أن يلحظ المجتمع أنَّ الأمن، وأن الجهات الأمنية هي لحمايته، ولمنع الجرائم، ولمنع التظالم، ولمنع التعدي على بعضهم البعض، وللحفاظ عليهم وعلى ممتلكاتهم، وعلى حقوقهم، وعلى أعراضهم وعلى الاستقرار في واقعهم.
اعود هنا للحديث عن النجاحات الأمنية التي تحققت خلال ثمانية أعوام من الصمود في وجه العدوان والحصار، وهنا أؤكد بأن من أبرز ملامح الصمود الوطني هو ما تحقق من إنجازات عظيمة ونجاحات كبيرة في المجال الأمني، وهي إنجازات كشفت وأفشلت مخططات العدوان، التي أراد عبرها استهداف حياة وأمن المجتمع اليمني، وإضعاف الجبهة الداخلية بشتى الوسائل، فجند ودرب  الجماعات والعناصر التكفيرية، وزودها بالمال والسلاح، ووجهها لتنفيذ العمليات الاجرامية وحصد أرواح الأبرياء بالعبوات المتفجرة، وحاول نشر الجريمة بمختلف مسمياتها، وجند العديد من الخلايا لزعزعة الأمن.. لكن وزارة الداخلية تمكنت بتوفيق من الله وبرجالها المخلصين وبالتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية، وبتعاون المواطنين الشرفاء من إحباط مخططات العدوان وافشال مؤامراته وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني؛ بل وتمكنت خلال الثمانية أعوام – برغم الاستهداف المباشر لمقراتها وكوادرها وامكانياتها-؛ من تطوير العمل الأمني وتقويمه ليواكب المعطيات الأمنية، ويحقق تطلعات الشعب اليمني ويجسد أهداف ثورته المباركة.. وستمضي المؤسسة الأمنية قدماً في إنجاز مهامها الوطنية المقدسة على الوجه الأكمل والامثل، وستواصل المسار بكفاءة واقتدار.. ومن نجاح إلى نجاح أكبر ومن نصر إلى نصر مؤزر.

# مدير أمن المنطقة الأمنية الأولى بمحافظة تعز

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا