كتابات | آراء

اشتدي يا صراري

اشتدي يا صراري

إنَّ الوطن والشعب اليمني لم يكن يعرف أنَّ أشدّ معاناته ستكون مع من يدعون المدنية والثقافة.! لم يحرمهم هذا الوطن من شيء.. واحتضنهم بكل حب، فلماذا تنكروا له؟

قالوا: شكراً سلمان في بداية العدوان، لكننا اعتقدنا أنه بعد كل ذلك الإجرام الذي لحق ببلدهم وأهاليهم سيرجعون عن غيّهم وضلالاتهم فما زادوا إلا عتوّاً كبيراً!!
و هل نصدق أنه إلى اليوم لا يزال هناك من لا يعرف الحق من الباطل كما يزعم البعض؟
لكن الأدهى والأمرّ من ذلك أنه يوجد من يؤيد العدوان وبكل قوته.. ليس من يحمل السلاح ضد أرضه وإخوانه فقط، بل أيضاً من يؤيدهم بموقفه وبكلامه أو حتى بحياده، وأنَّ شريحة واسعة من هؤلاء من طبقة يطلقون على أنفسهم أسماء كمثقفين!!
تعساً لكم ولثقافتكم التي لم تقدروا أن تميّزوا بها بين الحق والباطل..
تعساً لها من ثقافة التي تجعلكم ترحبون بمن جاء ليستبيح أرضكم وعرضكم، وليس في طياتها ما يجعلكم تقبلون التعايش مع أبناء وطنكم.
تعساً لها من ثقافة التي تجعلكم تقفون إلى جانب الغازي والمحتل ضد أرضكم وأبناء وطنكم وجلدتكم.
تعساً لها من ثقافة التي تجعلكم تنجرون وراء الطائفية المقيتة والمذهبية والمناطقية البغيضة وبكل سهولة أكثر من غيركم.
تعساً لها من ثقافة التي لا تجعلكم تتناهون عن منكرٍ يفعله سفهائكم وهم يقتلون الأبرياء منكم دون وجه حق، وأفٍّ لكم و لثقافتكم هذه..
لو أنكم بِعتُم شهائدكم واشتريتم بدلاً منها قلوباً و ضمائراً بدلاً من ضمائركم الميتة وقلوبكم المتحجرة لكان أشرف لكم وأطهر.
لقد ابتلى الله هذا الوطن والشعب بكم.. يا من بِعتُم أنفسكم بثمنٍ بخس.. وكنتم من الخاسرين في الدنيا والآخرة.
لكن الأشدّ بلاءً بعمالتكم وارتزاقكم وخيانتكم لله و لدينه ولوطنكم، كانوا هم المؤمنين الصابرين المجاهدين الذين يقطنون في مناطقكم.، فتماديتُم في قبحكم يقودكم حزب الشيطان وتدفعكم الوهابية التكفيرية لأن تقتلوا اخوانكم وتأتوا بالمحتلين من كل مكان عوضاً عنهم، وبدعوى الانتصار لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، و التي أنتم بعيدون عنها بعد السماوات عن الأرض... الذي لم يحاصر ويقتل النساء والأطفال والشيوخ و يهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها ولم يسحل ولم يمثل بالجثث ولم يُعذِّب الأسرى ولم يأمر بالخيانة.
يا من تقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس و تعتدون عليهم لأنهم لم يخونوا الله ودينه ولم يقبلوا بذلك وتطّهروا من العمالة والارتهان، و تقولوا للقتلة و المجرمين منكم: أخرجوهم من قريتكم إنهم أُناسٌ يتطهرون.
وأمام باطلِكُم كان لا بد للحقّ أن يتجلّى في أبهى صوره.. لذلك أوعز إليكم شياطينكم أن تحاصروا أهل الحق والإيمان وأن ترتكبوا بحقهم أبشع الجرائم، لكنهم ثبتوا وصمدوا و واجهوكم بشجاعة منقطعة النظير مدافعين عن أرضهم وعرضهم ومبدأهم الحق و وطنيتهم الصادقة.
ولأن فيكم يزيد كان لا بد من دم كدم الحسين يُطهِّر الله به الأرض من رجسكم وعمالتكم ويُعز الله به دينه لأنه قال: "ولله العزة و لرسوله و للمؤمنين"، وكان لا بد من زينب الثائرة الصابرة المحتسبة تشد من أزره.
كما اخترتم لأنفسكم العمالة فقد اختار الله لهم الشهادة ليجعلهم مع الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.. وتكونوا أنتم مع قتلة الحسين ولا عزاء عليكم.. وبتلك الدماء الثائرة الطاهرة ضد الظلم وبدماء الأبرياء ينصر الله دينه وينتصر المستضعفين وترتفع راية النصر المبين.
وكما تعريتُم أمام العالم وتجردتم من الوطنية التي تتشدقون بها ومن الثقافة التي تدعونها وهي منكم براء وحاشاها إلا ثقافة الذل والعار وتجردتم حتى من الإنسانية.. فنقول لكم أنتم لم تعودوا يمنيين فقد انسلختم من يمنيتكم كما انسلختم من دينكم وقيمه و أخلاقه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أهلها : "ألين قلوباً وأرق أفئدة" ولم يقل يعتدون و يسحلون ويمثلون ويخونون .. ولتعز العز نحن ماضون لنطهرها من درنكم فلن نسمح لكم أن تجعلوها مدينة الطائفية والخيانة وحتى تظل مدينة الثقافة والمدنية عند كل اليمنيين.
ونقول لأخوتنا المستضعفين الأعزاء بعز الله وبثباتهم و صمودهم الأسطوري:
لبيكِ يا صراري
يا قلعة الأحرار
فكلنـا إصـرار
أن ندحــر الفجّــار

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا