كتابات | آراء

مأساة كربلاء.. دروس وعبر

مأساة كربلاء.. دروس وعبر

إحياء ذِكرىٰ إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام والتحدث عن الجريمة الكُبرىٰ التي وقعت في كربلاء إحياء هذه المناسبة ليست طائفية ولكنها واقعة تاريخية وإنسانية حاولوا تغييبها لأنها جريمة بشعة كان ضحيتها سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكل أسرته وأبناء عمه والمخلصين من الذين وقفوا..

الإمام الحسين عليه السلام رفض الخضوع لمن أرادوا أن ينصبوه خليفة للمسلمين ذلك الرجل الذي أجمع عليه كل المسلمين وعرفوه بفسقه وعربدته وإستهتاره بالإسلام والمسلمين إنه يزيد ابن معاوية عليه لعنة الله يزيد الذي تربى على الحقد والكره للإسلام والمسلمين ولسيدنا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله ولآل بيته خاصة بعد أن قتل جده وأعمامه وأخواله في معركة بدر وقصة جدته هند بنت عتبة مشهورة حين أكلت سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب في معركة بدر..
كما إن خبر إسلام جده ابو سفيان وأبوه معاوية معروف عند جميع المسلمين أنه لم يكن إسلاماً حقيقياً بل كان إستسلاماً ولذلك سماهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالطلقاء..
في هذه الأسرة الحاقدة تربى يزيد ومما يحكيه التاريخ أن ابو سفيان وولده معاوية تآمروا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحاولوا اغتياله أثنا معركة تبوك، كما أن معاوية تآمر على قتل أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب سلام الله عليه وقتله وهو يصلي في محرابه على يد أشقى الأمة إبن ملجم لعنه الله..
على هذه الخلفية رفض الإمام الحسين عليه السلام مبايعة الفاسق يزيد بن معاوية حين إستدعاه أمير المدينة إلى مجلسه وطلب منه المبايعة ليزيد خليفة للمسلمين فرفض البيعة وقال كلمته المشهورة (مثلي لا يبايع مثله)..
خرج الإمام الحسين عليه السلام ثائراً ضد الظلم والطغيان وكان بحق هو الثائر الأول في الإسلام وهو الذي يجب الإقتداء به وبحركته وبمبادئه الإيمانية التي جاء بها دين الإسلام الصحيح ولذلك قال (والله ما خرجت بطراً ولا أشراً ولكني خرجت لأصحح ما أعوج في دين جدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم)..
كان يجب أن يكون الحسين عليه السلام القدوة للثوار ولكن اليهود عملوا على تغييب ثورة الإمام وغيرها من الثورات التي قام بها آل البيت الكرام أمثال الإمام زيد والإمام الهادي وغيرهم عليهم السلام خرج عليه السلام بعد أن شاهد وسمع أن الظلم والجور والطغيان واقع في أرض الإسلام على يد يزيد الفاسق وأعوانه الذين ولاهم بلاد المسلمين..
بعث له أبناء العراق رسائل كثيرة يستدعونه للقدوم إليهم ليبايعوه فأرسل إبن عمه مسلم إبن عقيل ليتأكد من صدق تلك الدعوة فلما وصل إبن عقيل إلى العراق وجد الناس مجمعين على بيعة الإمام الحسين بعد ما رأوا من ظلم وفسق يزيد فاطمأن وأرسل إلى الإمام الحسين عليه السلام يطمئنه فتحرك الإمام الحسين عليه السلام من مكة متوجهاً إلى العراق علم يزيد بذلك فأرسل إلى العراق أعوانه ومعهم الأموال واستطاع أعوان يزيد إقناع أهلهم بالترغيب والترهيب للتخلي عن الإمام الحسين وحرضوهم على قتل مسلم إبن عقيل رضي الله عنه..
علم الإمام الحسين بما حصل ولكنه واصل رحلته وحين وصل إلى كربلاء وقد تخلا عنه الكثير ممن كانوا معه ولم يتبقى معه ما يقارب سبعين من أهل بيته والمخلصين من المؤمنين المجاهدين وفي تلك المنطقة وما تسمى واقعة الطف أو الحرة واجه الإمام الحسين عليه السلام جيوش يزيد التي كانت بالآلاف بقيادة إبن زياد وسعد ابن عمرو والجوشن وغيرهم عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين واجههم بعد أن نصحهم وحاول أن يذكرهم بمكانته عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنه ابن بنت نبيهم ولكنهم لم يستمعوا له بل حاصروه ومنعوا عنه وعن أولاده الماء وطلبوا منه البيعة ليزيد أو القتل فقال كلمته المشهورة التي أصبحت شعار يرفعه الأحرار في العالم..
(لقد ركز لي الدعي إبن الدعي بين إثنتين بين السلة والذٌلة وهيهات منا الذلة لا يرضى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون) وقال أيضاً (والله لا نعطي إعطاء الذليل قاتل الإمام الحسين ومن معه من أبناء عمومته حتى أستشهدوا فحسوا رأسه الشريف وداسوا على جسده بالخيول ثم سبو النساء وأخذوا رأسه على الرماح وحملوها إلى الشام.. مأساة كربلاء كبيرة وعظيمة والكتابة عنها تحتاج إلى مجلدات ولكننا نستخلص منها الدروس والعبر ومما نستخلصه الآتي:
الثبات على الحق مهما كانت الظروف والمخاطر والإمكانيات التي تملكها..
عدم التفريط والتخاذل لأن الذين تخاذلوا ولم يخرجوا مع الإمام الحسين من المدينة أصابهم من ظلم يزيد وأعوانه ما يشيب منه رأس الطفل فحين وصل جيش يزيد إلى المدينة استحلوها ثلاثة أيام قتلوا فيها الكثير من الصحابة واغتصبوا النساء وقتلوا حتى الأطفال الرضع.
كذلك أهل العراق الذين تخاذلوا وتراجعوا عن بيعة ونصرة الإمام الحسين أصابهم العار والخزي جيلا بعد جيل إلى اليوم، من ثورة الإمام الحسين نستلهم أن النصر حليف أهل الحق حتى وإن استشهد القائد أو الثائر فالدم دائما ينتصر على السيف والدليل أن ذكر الإمام الحسين عليه السلام الذي خرج من أجل الحق والإسلام لازال إلى اليوم..
وفي عصرنا الحاضر خرج حسين العصر السيد حسين بدر الدين الحوثي ضد الظلم والجور وضد الإستكبار المتمثل في أمريكا وإسرائيل والصهيونية العالمية الذين حاربوه وحاربوا الشعار الذي جاء به كسلاح وموقف ولكن السيد القائد الشهيد رغم ما كان يمتلكه من إمكانيات وقف واجه الجيوش التي أعدوها لإجتياح المناطق التي كان يعيش فيها مع أصحابه والمخلصين واستشهد عليه السلام وإستمرت مسيرته المباركة وستصل بإذن الله إلى الهدف الذي من أجله خرج وهو تطهير الأرض من جور وظلم دول الإستكبار العالمي المتمثل بأمريكا والصهيونية العالمية وسيستمر إنتصار الدم على السيف طالما هناك من يدافع عن الحق ومقارعة الظلم والجور والطغيان.. والعاقبة للمتقين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا