كتابات | آراء

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد « 2 »

القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد « 2 »

 يُنظر إلى التاريخ والجغرافيا بحد ذاتها من منظور لا يمكن تفسيره إلا من الناحية الإثنوغرافية فهي ليست محايدة أبداً ومن ضمن هذه المفاهيم أن يكون للقبائل دائماً مكان في الواقع تستند وجهات النظر المختلفة حول ما يمكن أن تعتمد عليه القبائل

في الوقت الحاضر إلى علاقات أقدم بكثير من الجغرافيا المادية والمفاهيمية باختصار تحتل القبائل الجزء الأفقر وشبه القاحل من البلاد باتجاه الشمال والشرق بينما المناطق خارج الأراضي القبلية في الغرب والجنوب أغنى من الناحية الزراعية يُنظر إلى العلاقة بين قطبي البلاد على أنها معارضة بين الشمال والجنوب بين اليمن العلوي والسفلي في المناطق الصحراوية في الشرق كانت هناك زراعة واسعة النطاق تعتمد على الجريان السطحي من الجبال وهنا كانت الممالك العظيمة قائمة في عصور ما قبل الإسلام لكن خلال الفترة الإسلامية كانت مأرب والمنطقة المحيطة بها فقيرة وجافة في تهامة السهل الساحلي المنخفض في غرب البلاد, كان الجريان السطحي من الجبال يستخدم أيضًا للزراعة ولا يزال حتى يومنا هذا لكن تهامة لم تضاهي قوة وازدهار الشرق القديم كانت المنطقة المهيمنة في تاريخ اليمن على مدى الألفية الماضية وأكثر هي الهضبة التي تعتمد على الأمطار والمناطق الجبلية الممتدة من الشمال إلى الجنوب الزراعة في اليمن سواء كانت تعتمد على الأمطار أو فيضية فالاثنان يعتمدان دائماً على الأمطار الموسمية تختلف التفاصيل المحلية ولكن من أكتوبر إلى مارس أو أبريل تأتي الرياح بشكل رئيسي من الشمال الشرقي وبقية العام من الجنوب الغربي بحيث في المرتفعات من المتوقع هطول فترتين من الأمطار: واحدة في الربيع حوالي أبريل أو مايو والأخرى في أواخر الصيف في أغسطس تقريبًا التوقيت حاسم كما يقول المثل يا الله لا ترسل لنا الريح المصبوبة قبل الصيف أو الرياح الغربية قبل الخريف إن دعم الرياح العاتية في الوقت المناسب هو كل ما يجعل الأمطار هناك مفيدة وتاريخ اليمن مليء بالمحاصيل الضعيفة المتكررة والجفاف والمجاعات الكبرى الجبال بالطبع تتلقى الجزء الأكبر من الأمطار يمكن أن يصل هطول الأمطار في الجبال الجنوبية في المنطقة المحيطة بإب إلى 1000 ملم أو أكثر سنويًا وتُعرف إب نفسها باسم المحافظة الخضراء وتتوقع الجبال الغربية حول حجة على سبيل المثال هطول الأمطار بنسبة تصل من 600 إلى800 ملم في السنة لكن متوسط هطول الأمطار سنوياً ينخفض كلما تحرك المرء شمالًا بحيث يمكن أن تأمل صنعاء نفسها بحوالي 300 ملم وصعدة ربما 200 ملم متوسط هطول الأمطار حوالي 150 غالبًا ما يُشار إلى المليمترات سنوياً على أنها الحد الأدنى المطلوب للزراعة البعلية التي تعتمد على الأمطار وخصوصا زراعة المحاصيل الأساسية وهي الذرة والقمح والشعير داخل هذه المناطق شمال وشرق صنعاء و يتم استخدام مجموعة واسعة من التقنيات لاستغلال المطر هناك كما يتم استغلال السيول على نطاق واسع حيث يتم الاحتفاظ بكميات من مياه الأمطار داخل أحواض في الحقول ويتم توجيه المطر عند الحاجة فوق التضاريس الصخرية إلى الحقول نفسها على طول مجاري أو تلال مبنية من الحجارة أو التراب في المناطق الشرقية الأكثر جفافا هناك اعتماد أكبر على رعي الأغنام والماعز في الواقع في أجزاء من الشرق وفي أجزاء قليلة من الأراضي القبلية في أماكن أخرى يجد المرء بدواً وإن لم يكن بأعداد كبيرة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا