كتابات | آراء

هل يبهجنا العام الجديد بتحقق أي أمل مجيد؟!

هل يبهجنا العام الجديد بتحقق أي أمل مجيد؟!

بالإضافة إلى أنَّ مستهل العام الهجري الجديد يزف لأمة الإسلام ذكرى هجرة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد كان المسلمون الأوائل يستقبلون عامهم -عادةً- بالتفاؤل، تيمنًا منهم بما قد يهيئه قادم الأعوام من مناخات ملائمة لتحقيق ما تعثر تحقيقه من الأحلام.

واتِّباعًا منَّا -في اليمن- لهذه السنن وتماشيًا مع هذا التقليد الإسلامي الحسن سنستقبل عامنا الهجري الجديد [1445] الذي سيطلُّ علينا بعد يومين اثنين بما يفوق كل توقعٍ أو تخيُّل من التفاؤل المفعم بما لا يستوعبه الخيال من الأحلام والآمال التي سأسردها -في ضوء ما يمليه عليَّ خيالي- على النحو التالي:
- سوف نتفاءل في مستهل عامنا الهجري الجديد -بالنظر إلى ما يتخلل الأوساط المجتمعية الصهيونية في اللحظة الزمنية الآنية من انقساماتٍ أيدلوجية حادَّة- بسرعة التئام الصف الوطني الفلسطيني والانطلاق -في التعاطي مع المتغيرات الحاصلة على امتداد الأراضي العربية المحتلة- من منطلقات تصالحية وطنية شاملة وجادَّة تحول دون استمرار كيان العدو المسنود بالقوى الصهيوصليبية والإمبريالية الغربية الحاقدة في حياكة ما يحيكه من مكائده التي ينال -بواسطتها- من الوحدة الوطنية ومن اللحمة النسيجية المجتمعية، فتنشغل -حينئذ- القوى السياسية الفلسطينية بإدارة خلافاتها الفلسطينية البينية مفسحةً له المجال لتنفيذ مخططاته التوسعية الاستيطانيّة.
- سوف نؤمل -تيمنًا بعامنا الهجري الجديد- التفاف كافة الأجنحة المسلحة التابعة للفصائل الفلسطينية الرائدة حول رايةٍ مقاوماتية واحدة، لما من شأنه الإسهام السريع والفعال في تطوير أدوات ووسائل القتال وتحديث أساليب وتقنيات وتكتيكات المقاومة والنضال, وبما يمكنها -في أقصر مدة- من إيقاف الكيان الاحتلالي الممعن في نهب الأرض وتهجير الأهالي عند حدِّه، حتى تحظى المقاومة الفلسطينية الباسلة -إلى جانب فوزها بشرف إعاقة الزحف الاستيطاني- بشرف المساهمة في إزالة دولة الكيان الصهيوني قبل استكمالها النصف الثاني من عقدها الثمانيني.
- سوف نتفاءل في لحظات اشتمام أول أنسام العام بعودة ذوي الألباب في النخب السياسية اليمنية إلى جادَّة الصواب والتوافق الفوري -بعيدًا عن مظاهر التخوين والتشكيكّ والارتياب- على حلول تصالحية سياسية وطنية منطقية تفضي إلى الأخذ بكافة أسباب انقشاع سحاب الاقتتال الذي استُدرج إليه بعضُ اليمنيين بينما أكرِه بعضهم الآخر على خوض معمعان ذلك الاحتراب الذي التهم الكثير من الشيوخ والكهول والشباب، وأعطى المحيط العربي المجاور المتربص بـ«يمن الحكمة والإيمان»  الدوائر الذريعة والمبرر لارتكاب ما ارتكبه في حق أبناء شعبنا من مجازر وإحداث ما أحدثة في ربوع يمننا السعيد من الدمار والخراب.
- سوف نؤمل -بعد أنْ فرغت اللجان الحوارية الثنائية المخولة بالبتِّ في الملفات الإنسانية من مناقشة واعتماد الصيغ الإجرائية بصورتها النهائية- مسارعة اللجان المالية التخصصية إلى وضع الترتيبات اللازمة واتخاذ التدابير والإجراءات الحاسمة وتحديد آليات صرف الأجور والمرتبات، لما من شأنه توفير الحدِّ الأدنى ممَّا يحتاجه العامل والموظف الحكومي من حياةٍ مستقرةٍ وآمنة، فمن شأن صرف تلك الحقوق -إلى جانب إيصال المستفيد إلى بعض ما يتوق- إنعاش السوق المحلية وتشغيل ما أمكن تشغيله من الشرائح المجتمعية العمَّالية والحدِّ من تغوُّل واستطالة طابور البطالة الذي يضم إليه في اليوم الواحد آلاف الكوادر بمن فيهم أصحاب التأهيل التخصصي والنادر.
- سوف نتفاءل -وبشكلٍ متواصل- بانتصار الإرادة الوحدوية اليمنية في جنوب وطننا الحبيب التي يتبناها ويقف خلفها وقوف راسيات الجبال رجال ذوو إرادات قوية وعزائم فولاذية وهمم عالية قادرين على كسر الإرادة التمزيقية الانفصاليّة المرتهن أصحابها لقوى إقليمية نشأت كياناتها السياسية على أسس عمالية تنحصر مهامها الاحتلالية -منذ اللحظات الأولى لانطلاق عاصفتها على إيقاع شعارات خزعبلية- في تنفيذ ما أسند إليها -عبر توجيهات متعالية وإذلالية- من أجندات دولية، فنحن اليمانون مؤمنون أنَّ أمجاد الحضارات اليمنية التليدة والخالدة، لا سيما أمجاد مملكة كندة التي ما تزال أطلالها الصامدة تغطي ما بين «وادي الدواسر» و«دمون» أكبر وأعظم وأجلُّ من أنْ ينال من شموخها وكبريائها تطاولُ وجنونُ آلاتِ توطينِ شذاذ أبناءِ صهيون في برلمانِ «ابن سلمان» وبرلماناتِ «طحنون».
(أَفَلَا تَعْقِلُوْنَ)؟

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا