كتابات | آراء

ثقافة العولمة.. وجاهلية القرن العشرين

ثقافة العولمة.. وجاهلية القرن العشرين

الطريق إلى الحق دوماً مليء بالصعاب، فالحق ظاهر والباطل زاهق.. مهما علا لابد لهمن لحظة سقوط مروع.. وفي زمن الفتن تكثر الشائعات، وتنقلب الموازين رأساً على عقب،

من هنا ندرك صعوبة الوصول إلى طريق الحق، لأنه يحتاج إلى عزائم فولاذية، ونفوس أبية شامخة وقلوب عامرة بالإيمان والتقوى وحب الجهاد..
لذا نجد كثيراً من الدهماء والبسطاء والمخدوعين الذين في كل وادً يهيمون وفي شهواتهم غارقون تتحكم فيهم غرائزهم الحيوانية، ونزواتهم الشيطانية زاعمين أنَّ الزندقة العلمانية والإلحاد هي من توصلهم إلى الشهرة والصيت وعالم الأضواء، فإذا بهم يسقطون في براثن المثلية والعُهر الفكري والثقافي والاجتماعي..فطريق الحق شاق وطويلوحافل بالمحن والفتن ومحفوف بالأذى والابتلاءات..ومكسو بالدماء والأشلاء.
رغم هذا وذاك هناك شمس تضيء.. وفجر يبزغ.. وأمل يتألق ويتجدد..
هكذا درج أعداؤنا على تشويه جوهر رسالة الإسلام الخالدة، وتشكيك النشء والشباب في عقيدتهم ومبادئهم وهويتهم الإيمانية والزج بهم في متاهات الزندقة العلمانيةوالإلحاد، رافعين لهم شعارات زائفة ورايات خادعة مضللة باسم الحضارة والرقي والعولمة التي تحمل في طياتها ومضمونها السم النافع، تلك الثقافات الساقطة التي تنادي بحرية ممارسة الجنس في مدارسها وأروقة جامعاتها، وفي أفياءحدائقها باسم الحرية الذاتية.
بلا حياء.. ولا عفة ولا قيم وأخلاق وعبر وسائل إعلامها المقروء والمسموع والمرئي، والالكتروني الذي يمج ويعج بالصور الماجنة والأفلام الساقطة والبرامج الفاضحة.. هذه ثقافة العولمة التي ترفع شعارها اليوم الشيطان الأكبر وأزلامها من الأتباع المخدوعين باسم التقدم والرقي الثقافي والحضاري..
تلك الثقافات الملحدة التي تتحدَّى قوانين السماء والسنن الكونية ها هي اليوم تسقط في مستنقع قيعان المثلية والشذوذ الجنسي والعهر الثقافي والحضاري والاجتماعي مدعية بأنها حريات شخصية ويكفينا دليلاً شاهداً على ذلك ما يحدث اليوم في تلك المجتمعات الغربية والآسيوية من شذوذ وعهر وفجورفاضح يدل دلالة واضحة أنَّ تلك المجتمعات مازالت تعيش عهد الجاهلية الأولى بكل معطياتها الماضوية والآنية، والمستقبلية، تلك المجتمعات الغارقة في عُهرها وفجورها التي تكفر بالتوحيد والدين الحق وترفض كل القيم والمبادئ المستمدة من الله مدعيةً بأنها تؤمن بالماركسية الشيوعية وتكفر بوجود الله وبأنَّ الدين أفيون الشعب وخير دليل على ذلك ما يقوله فيلسوف وحكيم الهند غاندي: (عندما أرى بقرةً لا أجدني أرى حيواناً لأنني أعبد البقرة وسأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع دون حياء أو خجل).
هكذا عندما تختلط ثقافات وقيم ومبادئ الشعوب مع ثقافات الشعوب الأخرى تنشأ الصراعات والشحناء والبغضاء فيما بينهم فالحرب قائمة بين الحق والباطل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
صفوة القول:
نحن اليوم في أمس الحاجة إلى توحيد الصف والكلمة رافضين كل النعرات الحزبية والطائفية والمذهبية نحن في زمنٍ كثر فيه دعاة الباطل والهوى.. وصدق الإمام ابن القيم- رحمهالله- القائل: "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعون إلى النار بأفعالهم".
لذا علينا أن نقف وقفة تأمل ومحاسبة شاملة للتعرف على سلبياتنا وأخطائنا، وتشخيص الداء وتحديد الدواء..ولنكن أهلاً لهذه الأمانة الكبيرة التي رفضتها الجبال والسموات والأرض وأشفقن منها وحملها الإنسان إنَّه كان ظلوماً جهولاً.. ولنعلن في وجه كل باطل وضال وفاسد أننا لا نماليء حاكماً أوملكاًولاظالماً مهما كان.. نحن نعيش اليوم زماناً مغايراً مليئاً بالفتن والابتلاءات والمحن.
هناك عقول ارتقت وعانقت عنان السماء علمياً وتكنولوجياً، ولكنها هوت إلى قاع الرذيلة والفجور في الناحية الأخلاقية والاجتماعية عندما سلكت طريق الشيطان والشهوات..والعقل البشري مهما ارتقى وعلا وأبدع هو يدرك حقيقة أن هناك قرآناً فيه كل شيء وصدق المولى القدير القائل: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) سورة فصلت(53).
هذا هو العقل الغربي الذي ينادي بالمساواة والحريات العامة وحقوق الإنسان والمرأة يهوي اليوم إلى قاع الرذيلة والانحطاط الأخلاقي والاجتماعي والسقوط المروع في براثن المثلية والفجور والشذوذ..
أيها الطواغيت.. أيها الظالمون.
اعملوا ما شئتم فإنا عاملون..
وأظلموا فإنا إلى الله متظلمون.
وصدق المولي القدير: ( وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا