كتابات | آراء

بوح اليراع: اضطلاع (فاطمة موسى) بواجب الملوك والرؤساء

بوح اليراع: اضطلاع (فاطمة موسى) بواجب الملوك والرؤساء

لكم هو مشرِّفٌ ما أطلقته الطالبة اليمنية «فاطمة موسى» -أثناء إلقائها كلمة خريجي دفعة 2023 من كلية الحقوق بـ«جامعة نيويورك» الأمريكية- من انتقاد حاد للتوحش الصهيوني في حقِّ الشعب الفلسطيني، إذ لم يفتها أن تعرِّض بما يلاحظ من تواطؤ البيت الأبيض.

شجاعة فتاة لافتة للانتباه
في الوقت الذي بات اليأْس مخيمًا على نفوس الجماهير المليارية العربية والإسلامية بفعل ما باتت تتسم به أنظمتنا العربية والإسلامية الرسمية من تبعية للإمبريالة الصهيوصليبية الغربية ومن الشعور بروح الانهزامية، انبرت الفتاة العربية اليمنية الأصيلة «فاطمة موسى محمد» يوم الثلاثاء الموافق 30 مايو الفائت في فعالية تخرج دفعة جديدة من كلية الحقوق بجامعة نيويورك -وقد انتدبت من قبل كافَّة زملائها لإلقاء كلمة الخريجين- منددة -بشجاعةٍ منقطعة النظير- بما ترتكبه العصابة الصهيونية العنصرية -في طول وعرض الأراضي العربية المحتلة منذ أكثر من 7 عقود زمنية متواصلة- من مجازر وحشية في حق أبناء الشعب العربي الفلسطيني ومن قتل للمصلين وتدنيس للمساجد ومن اعتداءات على الجنائز ومن انتهاك جائر لحرمات الأضرحة والمقابر، منددةً -في الوقت ذاته- بما تضطلع به الإدارات الأمريكية المتعاقبة من دعم ومساندة لتلك العصابة بالإضافة إلى ما يسود علاقة المواطنة في أمريكا من ظاهرة التمييز العنصري ذات الأبعاد السلالية العرقية المنتقصة من حقوق المواطنين ذوي الأصول الإفريقية.
ردود فعلٍ اتهامية بمعاداة «السامية»
لا أبالغ إذا قلت أنَّ الخطاب التأريخي الذي ألقته الفتاة اليمنية الأبية «فاطمة موسى محمد» في فعالية تخرجها من كلية الحقوق بجامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية على حين غرَّة من اللوبي الصهيوني في أمريكا قد صعق عناصره، فلانَّه بالنسبة لهم مفاجئٌ وغيرُ متوقع، فقد أفقدهم الكثير من توازنهم، فصارت تصرفاتهم أشبه ما تكون بتصرفات المصابين بالصرع، إذْ لم تخرج ردود فعلهم الانتقامية عن اتهام «فاطمة» -مستغلين ظهورها في الوسائل الإعلامية بهيئتها العربية الإسلامية- بـ«معاداة السامية»، وهو اتهام تكرر في معظم وسائل الإعلام، فقد أشير إليه على سبيل المثال -في سياق الخبر الصحفي المعنون [اليمنية فاطمة محمد تتصدى لأعضاء كونغرس واللوبي الصهيوني في نيويورك] الذي نشرته «البوابة نت» مساء الـ31 من مايو الماضي- ما يلي: (بعد الخطاب الناري الذي القته الطالبة اليمنية الأصل في جامعتها، تجند أعضاءُ كونغرس وسياسيون في ولاية نيويورك لمحاربتها، فتلقت هجومًا وانتقادات واتهامات من كافة الاتجاهات المؤيدة لإسرائيل واللوبي الصهيوني بـ«معاداة السامية»).
خطاب مُنصف حظي بالتعاطف
ما أقدمت عليه الخريجة اليمنية «فاطمة موسى محمد» من انتقاد صاخب للممارسات العدوانية الصهيونية ومن تفنيد دقيق لأخطارها فضلًا عن مجابهة عنجهية الإمبريالية الماسونية في عقر دارها يعدُّ -وبحقّ- مغامرة قد تكلفها حياتها، إلَّا أنها مغامرة -إذا ما قيست بأثرها الجماهيري- تستحق المخاطرة، فقد لفتت «فاطمة» -بخطبتها العصماء- انتباه الجماهير العالمية إلى فداحة الممارسات الصهيوأمريكية اللآدمية، الأمر الذي جعلها تحظى -منذ لحظة الانطلاق- بتعاطف جماهيريٍّ واسع النطاق، وفي هذا الصدد فقد اختتم الخبر التحليلي المعنون [في خطاب تخرُّجها في نيويورك.. طالبة يمنية تثير سخط أنصار "إسرائيل" داخل أميركا] الذي نشره «الميادين نت» ظهيرة الأربعاء الـ31 من مايو الماضي بما يلي: (لقد حظيت الطالبة «فاطمة موسى محمد» بتأييد واسع من زملائها في الجامعة، إضافة إلى التأييد الكبير من الناشطين المناهضين لـ"إسرائيل" والعنصرية والاستعمار على مستوى العالم.
وكانت كلية الحقوق قد حذفت الخطاب -في البداية- في موقع "يوتيوب"، ولكنّها أجبرت على نشره مرة أخرى بعد احتجاج عام على إسكات الأصوات المؤيدة للفلسطينيين).
وبهذا الموقف الجسور والمشرف تكون اليمنية «فاطمة موسى» قد اضطلعت بالمهمة التي عجز عن النهوض بها العشرات من الملوك والرؤساء البؤساء المتسم انتقادُهم لجرائم إسرائيل وأمريكا بقدرٍ مبالغٍ فيه من الاستحياء، بينما يدَّخرون عنفهم وعنفوانهم وشدة بأسهم لقمع حريات شعوبهم، إذْ ليس لمؤسساتتهم العسكرية والأمنية الهائلة الأعداد الباهظة العتاد من مهمة سوى إرهاب أبناء هذه الأمة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا