كتابات | آراء

ومضات متناثرة: هوامير الحروب..!!

ومضات متناثرة: هوامير الحروب..!!

هكذا تدور دورات الحياة في حياة الأمم والشعوب.. ولكل عصرٍ من العصور أساطينه وفراعينه، وبين فرعونٍ وآخر حقب متباينة، وأزمنة مغايرة، وهذا من سنن الله في خلقه..

فقوة الحق لا تقاس بكثرة العدد أو العدة أو العتاد، وإنما تقاس بقوة الإرادة والعزيمة والصمود والثبات على الحق والمبدأ والهدف والمصير..
عندما تطفو الأزمات، ويشتد أزيز الطائرات، تفوح روائح البارود، وتملأ السماء سحباً سوداء، وتصبح الأزمنة والأمكنة غير صالحة للبقاء، تنهار القيم والمبادئ والأخلاق، وتختلط الأوراق الإنسانية بالأوراق السياسية، وتسود أسواق النخاسة، وهوامير الفساد، وبائعات الهوى..
هكذا تعيش الشعوب والأمم أزمنة الحروب، وأزمات الصراعات، لأنها مازالت غارقةً في براثن الخلافات والصراعات والنزعات التقليدية التي عفى عليها الزمن..
أما الذين يشيّدون قصورهم على حساب دماء الشهداء والجرحى، والبؤساء، والمغلوبين على أمرهم، مدعين أنهم النجوم الساطعة، والكوكبة النادرة هم واهمون لأنهم لم يدركوا بعد أن للحياة دورات.. وأن سنن الكون لا تسير على منوالٍ واحد, وإنما من خصائصها التغير والفناء..
ولنا في قصص القرآن الكريم آيات وعبر ودروس.. أين فراعين الأمم السابقة التي حكى عنها القرآن الكريم؟!.. أصبحوا بين عشيةٍ وضحاها أثراً بعد عين..
لذا فالمعاصي والذنوب والظلم والفساد عواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة، وصدق المولى القدير القائل: (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا هم أشد قوةً وآثاراً في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واقٍ) غافر: "21"..
هكذا تعيش الشعوب المغلوبة على أمرها في أزمنة الطواغيت والفراعين تحبوا على ركبتيها باحثةً على الغذاء والدواء.. ومازالت تلك الأنظمة الطاغية المستبدة في كثيرٍ من الدول على نمط مقولة فرعون: "أنا ربكم الأعلى".. هذه المقولة الفرعونية ستظل باقيةً الى قيام الساعة، لأنها صراع بين الحق والباطل الى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
ومن هنا يصبح الواقع مثقلاً بمواريث الماضي، وشروخه الغائرة، وعنفوانه الدموي، ويستأسد الرعاع، ويتطاول الدهماء، فطُوبى لمن أنصف نفسه، وسلك طريق الرشاد والسداد (يوم تجد كل نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضراً وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً)..

صفوة القول:
التاريخ لا يرحم مهما تم تحريفه أو تسويفه.. لذا علينا أن نُدرك أن الأمة اليوم تواجه تحدياتٍ وهجماتٍ فكريةً شرسةً، من هنا وهناك.. لطمس هويتها، وتشويه ثقافتها القرآنية، وما يدور الآن في كثير من البلدان العربية والإسلامية خير شاهد على ذلك..
فالعدو واحد مهما تلون أو ارتدى من ثياب، هدفه تمزيق وحدة الأمة الإسلامية، وتشويه صورة الإسلام عالمياً، وتجريف الهوية الإسلامية من قلوب وعقول أبنائه..
وهذا ما تسعى إليه قوى الشيطان الأكبر أمريكا وأذنابها من الأصدقاء والأعداء، ولكن رغم هذا وذاك تظل شموس الحق ساطعةً سطوع الشمس في كبد السماء، ولو كره الكافرون.. والحاقدون..!!.

كلمات مضيئة:
"الفقراء إخوتي
يبكون، فاستيقظت مذعوراً
على وقع خُطا الزمان..
ولم أجد إلا شهود الزور والسلطان..
حولي يحومون، وحولي يرقصون..
إنها وليمة الشيطان
بين الذئاب، ها أنا عُريان..
منتظراً فجر خلاصي.. ساعة الإعدام"..
"عبدالوهاب البياتي"

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا