كتابات | آراء

لماذا لا نصرخ؟!

لماذا لا نصرخ؟!

في وقت ما لم يكن السواد الأعظم قد اقتنع بأهمية هذا الشعار الذي كان كل من يردده معرض للمساءلة والسجن ولكن الوضع اختلف تماما لا سيما بعد مرور التسع العجاف ويزيد

والتي تعرض فيها الوطن الغالي لعدوان سافر شرس همجي اقتات الأخضر واليابس بحجة مصلحة اليمن حيث آمن الكثير بجدوائية هذه الصرخة ليس لأنها تتبع طائفة معينة او مكون معين او انها تعبئة خاطئة أو أن الاعتقاد بها كان مجرد تماشيا مع الموجة او الظرف الراهن او لتلميع نفسك أمام أصحاب القرار. إنما آمن بها العديد من أبناء القبائل اليمنية وصرخوا بها عندما عرفوا ان العدو الأمريكي والصهيوني متربص بهم ويسعى لدمارهم بشتى الطرق ويخططون خططا مستقبلية لحروبهم الباردة والناعمة ويجعلون من أنفسهم ملائكة الله في الأرض وهم الشيطان الرجيم بذاته.
الصرخة أصبحت موقفا ممن يعون تلك المخاطر المحدقة بالأمة الإسلامية وأضحت سلاحا فتاكا يهابه الأعداء قد يقول البعض: هذه الصرخة مجرد استفزاز لليهود والنصارى ولا داعي لجعلها شعارا يجلب لنا المشاكل هؤلاء غفلوا او تغافلوا عن التبعية والذل والخنوع الذي يعيشه معظم الحكام العرب  و بعض الشعوب ممن يصورون  أمريكا بالدولة العظمى التي يُعمل لها ألف حساب كونها تلك التي تنادي بالحرية في حين أنها  من تقيد الحريات، وهي التي تنادي بالسلام في حين  تنفث سموم الحروب وتنثر بذوره أما الكيان الصهيوني فمثل الحية الرقطاء هو ذاك الكيان الذي يعمل بصمت وخطط طويلة الأمد لهدم الدين وتمزيق نسيج الأمة الإسلامية وهو نفسه الكيان الذي احتل أرض فلسطين العربية على مسمع ومرأى الكل ودنس مقدساتنا وهو ذاته الكيان الذي عمل على تمييع الشباب ويحرص على تدمير الأجيال القادمة عبر الغزو الفكري والثقافي ليجعل منا أمة ضعيفة تلهث وراء الغرب وتفتخر بتقليده، أمة تنصلت عن حقوقها وواجباتها تجاه الدين والوطن وأضحت أمة هزيلة لا روح  فيها معدومة الهوية مسلوبة الإرادة  يسهل الانقضاض عليها وإركاعها وتسييرها بما يخدم مخططات هذا الكيان الغاصب الذي يعمل هو وأمريكا وبريطانيا منذ زمن بعيد على محاربة الدين الإسلامي وتدمير الشعوب العربية والإسلامية تحت أقنعة زائفة واضحة واعترف بها بعض الدبلوماسيين في السلك العسكري ضمن مذكراتهم التي نشروها.
فهل نحن مخطئون إن جهرنا بأصواتنا بهذا الشعار وصرخنا به؟! هل الصمت أمام كل مايحدث من انتهاكات سافرة قامت بها الدول المذكورة لهدم أواصر الدين الإسلامي ولجعل أبناء الشعوب الإسلامية عبيدا منقادين لا كرامة لهم ولا عز ولا استقلال؟!
إن تصرخ الله وأكبر هل أنت جاني وهل ضررت بها أحد؟! وان تصرخ بالموت لإسرائيل هل تستحق السجن والتعذيب كما حدث سابقا؟! وهل انت" تتبلى" على ديمقراطية أمريكا والتي تثبت في كل وقت و حين كرهها للإسلام والمسلمين؟! أن  تصرخ بالموت لإسرائيل هل أنت تثير غضبها وتستفزها تلك المدللة كي تحاربك أو كي تحتل بلدك مثلما احتلت القدس؟! أظنك جهلت أنه كيان ذليل جبان يستقوي بأذرعه أصحاب الضمائر الميتة. أجهلت أنهم قوم ضربت عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم القيامة؟! فكم كادوا لرسول الله صلوات ربي عليه وعلى آله وكم اضمروا الحقد وكم وكم. هل اللعن قليل في حقهم؟! هل اللعنة على اليهود لا تجوز.. وهل في ذلك ضر؟! هل اليهود لا يستحقون اللعن؟! وأذكر البعض بما قاله الشهيد أبو حرب الملصي سلام الله عليه يوم تساءل:  
لماذا عندما نصرخ باللعنة على اليهود يتلون وجهك؟! اذا "اليهودة " داخلك.. بعد أن قصفنا العدو ودمر بلدنا وحاصرنا الصرخة تعتبر سلاحا مرعبا لهم لأنها تعرف العدو بحقيقته. لم يكن هذا الشعار ملكا لأحد إنما هو موقف شجاع أمام مايضمره ويخطط له العدو وأمام مايفعله لتدميرنا وإذلالنا ونهب ثرواتنا وجعلنا أدوات يحركها كيفما شاء تسخيرا لمصلحته.
أخيرا تأمل في عبارات هذا الشعار الذي خرج لأجل إحياء ذكراه قبل أيام قلائل السواد الأعظم اقتناعا به وبمدلولاته التي تجلت في هذا الزمن.. وصدق الشهيد القائد حين قالها يوما ما: اصرخوا وسيصرخون مثلكم في مناطق أخرى.. وبالفعل اليوم يصرخ بالشعار كل من نفسه ممتلئة عزا وشموخا وثقة بالله. اليوم امتدت حدود هذه الصرخة خارج اليمن وصرخ بها كل غيور على دينه و وطنه ومقدساته ومعتقداته.. فهل من مبرر لمن يكره الصرخة؟! لماذا إذن لا تصرخ؟!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا