كتابات | آراء

حديث الإثنين: حالة اللاسلم واللاحرب غير مقبولة

حديث الإثنين: حالة اللاسلم واللاحرب غير مقبولة

يعتقد النظام السعودي أن حالة اللاسلم واللاحرب التي يريد فرضها على الشعب اليمني العظيم بعد فشله في فرض خياراته بالقوة عبر عدوانه الكوني ستضمن له البقاء في المحافظات المحتلة

يعبث فيها كيفما يشاء وكذا التحكم في مصير العملاء والمرتزقة الذين يحركهم بالريموت كنترول  لتنفيذ أجنداته المعدة سلفا غير مستوعب ما لحقت به من هزائم نكراء  خلال الأعوام الثمانية الماضية ومتجاهلا في نفس الوقت ما يسطره اليمنيون ممثلين في جيشهم ولجانهم الشعبية من ملاحم بطولية في ميادين النزال وغير معترف بالهزيمة أصلا بسبب الغرور الذي ركب رؤوس القائمين على هذا النظام الأرعن من أسرة بني سعود  مكابرة منهم  وتغطية على الحقائق بما يدفعونه من أموال شعب نجد والحجاز التي تتم بعثرتها هنا وهناك بهدف شراء الضمائر الميتة والنفوس الضعيفة على مستوى العالم بأكمله غير مدركين بأن الشعب اليمني بعظمته قادر على تغيير المعادلة لصالحه بتوكله على الله وبقدراته المتواضعة قياسا بما يمتلكه تحالف العدوان من قدرات عسكرية ومادية وإعلامية لا يستوعبها عقل وأنه مستعد لأن يتحول من الدفاع إلى الهجوم، ويجعل من المعركة القادمة هي معركة الحسم والتمكين والفتح المبين كما أكد على ذلك قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة إذا لم تتم الاستجابة لصوت العقل وإنهاء العدوان والحصار.
 لقد أخطأ النظام السعودي في تقديره حينما ظل يتعامل مع الشعب اليمني على أساس أنه أولئك النفر من العملاء والمرتزقة الموجودة أسماؤهم في كشوفات اللجنة الخاصة التي تدفع لهم موازنات شهرية وفصلية وسنوية من أجل أن ينفذوا له أجندته في اليمن لعرقلة بناء الدولة الوطنية الحديثة القوية والعادلة وهي أجندة رسمها النظام السعودي قبل أكثر من خمسة عقود وتحديداً حينما وضع يده على الملف اليمني الذي استلمه الملك السعودي الراحل فيصل بن عبدالعزيز من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في شهر أكتوبر عام 1967م بمدينة الخرطوم وتحت إشراف رئيس وزراء السودان آنذاك الراحل محمد أحمد محجوب.
وحين سقط أولئك النفر عندما قامت الثورة الشعبية يوم 21 سبتمبر عام 2014م وتبين للنظام السعودي أنه كان ينفق أمواله على أناس ورطوه أكثر مما أفادوه عاد ليتعامل مع الشعب اليمني من الصفر غير مدرك بأن المرحلة الجديدة قد أرست ولأول مرة في الجزيرة العربية نظام الشراكة الوطنية وطالبت برفع الوصاية الخارجية عن القرار السياسي اليمني وأكدت على استمرار التعددية الحزبية والسياسية على قاعدة الدستور والقانون ومجلس للنواب ينتخب الشعب أعضاءه انتخاباً حراً ومباشراً والقضاء على مشروع التوريث إلى الأبد وهذه الخيارات الوطنية قد عرت النظام السعودي وأحرجته أمام شعبه المغلوب على أمره لأنه يخشى من تأثير التجربة الديمقراطية والتطور الحضاري في اليمن المجاور لمملكته ولذلك لم يجد أمامه  خيار غير التدخل المباشر من خلال شن عدوان كوني بربري وظالم لإفشال كل هذه التوجهات الوطنية في محاولة منه لإعادة اليمن إلى بيت الطاعة ولكنه بعد مضي ثمانية أعوام من تجربته المريرة بدأ يشعر بخيبته وأصبح على يقين تام بأنه سيُهزم بإذن الله لا محالة وقد هُزم فعلا وذلك لسبب بسيط يتمثل في أن إرادة الشعوب المظلومة هي المنتصرة دائما لأنها أساسا مستمدة من إرادة الله الواحد القهار ، وعليه ليس أمام النظام السعودي إلا البحث عن مخرج يحفظ له ماء وجهه إن بقي لديه شيء من الخجل يخرجه من ورطته.
ولا يفوتنا هنا أن نذكر بأن مبرر السعودية التي قادت تحالف العدوان ضد اليمن قد انتفى بعد سعي السعودية لإعادة علاقتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتصفية كل خلافاتها معها وهي التي كانت تقول أنها تريد تحرير اليمن من إيران وإعادته إلى الحضن القومي العربي كما نؤكد أن العملاء والمرتزقة المرتبطين بالعدوان مهما حاولوا أن يتجملوا أو يخدعوا الآخرين بخطاباتهم الإعلامية التضليلية المثيرة للفتنة لقلب الحقائق وما تحمله من كلمات الإثارة المنمقة التي يتقنون استخدامها جيداً في محاولة يائسة منهم لاكتساب ثقة من يستمع إليهم مع أنهم يدركون سلفاً بأن من يطلع على خطاباتهم الإعلامية المكررة قد أصبحت  كالأسطوانة المشروخة ولم يعد أحد يصدقهم أو حتى تستثيره تلفيقاتهم المفضوحة بقدر ما تسيء هذه الخطابات المضللة إلى سمعة اليمن في الخارج لدى أولئك الذين لا يعرفون حقيقة هؤلاء وكيف يتعاطون مع القضايا الوطنية من منطلق يخدم بشكل مباشر مصالحهم الضيقة وهو ما يتماشى مع خطاب دول تحالف العدوان التي صدعت به رؤوس اليمنيين صباحاً ومساءً ولكنه لم يؤت ثماره لأنه خطاب كاذب ولا يصدقه إلا قائله وواضعه خاصة بعد أن ألغوا إيران من قاموسهم التي كانوا يجعلون منها شماعة لتعليق فشلهم عليها بعد التقارب السعودي – الإيراني فخسروا ورقة رابحة بالنسبة لهم كانوا يزايدون بها أمام من يحاولون إقناعهم زورا وبهتانا بأن إيران هي من تواجههم وليس الشعب اليمني ممثلا في جيشه البطل وشباب لجانه الشعبية الصناديد.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا