كتابات | آراء

بوح اليراع: الجاليات المسلمة في مرمى نيران آل سعود العابرة للحدود

بوح اليراع: الجاليات المسلمة في مرمى نيران آل سعود العابرة للحدود

منذ استيلاء آل سعود -الذين تعتبر مملكتهم صنيعة من صنائع البريطانيين- على الحرمين الشريفين وهم يسوغون لبقائهما تحت سيطرتهم إلى أبد الآبدين بالمبالغة المتصنَّعة في التمسك بالدين والاهتمام بشؤون خاصة وعامة المسلمين.

ومن جانبٍ ثان فقد كان اهتمام حكامهم بتدريب وتفويج جموع المجاهدين -في سبعينات وثمانينات القرن الماضي- لقتال القوات السوفييتية في «أفغانستان» يعكس شدةَ الدوران في فلك الأمريكان، وقد كانت كل الأدلة الماثلة والمستنبطة تؤكد أنَّ تأسلُم تلك المملكة المتأمركة وتظاهر حكامها بالتدين المتسم أو الممزوج بالشدة مجردة وسيلة للحفاظ على السلطة، وها هي الوقائع الراهنة بما فيها استبدال الفعاليات الدينيّة والشخصيات المتدينة بما يُجاهر به اليوم من استضافة وإقامة ورعاية الفعاليات الماجنة تؤكد صدق ما كنا نخمِّنه.
ولئن كان النظام السعودي قد تستر -بعكس حليفه الإماراتي- على ما يضمره من عداء للدعاة ولكافة الجاليات المسلمة المنتشرة في مختلف بلدان آسيا وأوروبا وأمريكا، فقد أسفر تمكين المدعو «محمد بن سلمان» من ولاية عهد المملكة -لا سيما وأنَّ سماح الأمريكان بصعوده إلى هذا المكان قد ارتبط بتطبيع العلاقات مع دولة الكيان- عن مجاهرة ذلك النظام بشدةِ حقده على مبادئ وقيم الإسلام الحنيف التي تكفل حقوق الإنسان وتفضح ممارسات الأنظمة المستبدة.
فعلى الرغم من متاجرة نظام آل سعود لحوالي تسعة عقود بقضايا الأقليات المسلمة بهدف شرعنة سيطرتها على أهم مقدسات الأمة، استغل الغرُّ المغرور «محمد بن سلمان» أول زيارة له لجمهورية الصين بالتحريض على المسلمين، فقد ورد في سياق التقرير الإخباري التساؤلي المعنون [السيسي وابن زايد وابن سلمان.. كيف ساهموا في تأجيج الإسلاموفوبيا؟] الذي نشر في موقع «الجزيرة مباشر» بتأريخ ٢٠ مارس ٢٠١٩ ما يلي: (ذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن ولي العهد السعودي أعرب -خلال زيارته للصين في فبراير الماضي- عن دعمه الكامل للسياسة الصينية الماضية في إقامة معسكرات اعتقال لـ«مسلمي الإيغور» متقبِّلًا ذلك الإجراء التعسفي بكل سرور.
وخلال لقائه بنائب رئيس مجلس الدولة الصيني «هان تشنغ» في «بكين» قال بن سلمان: “للصين الحقُّ في اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب والتطرف لضمان أمنها القومي”. مضيفا: “وإنَّ السعودية تحترمها وتدعمها ومستعدة لتعزيز التعاون معها لإنجاح مسعاها”).
ويمكن أن يُقرأ إقرار السعوديةِ الصينَ على اتخاذ هذا الإجراء من زاوية تبادل النظامين -في آن- إقرارَ حقِّ كل منهما على ما يمارسه ضدَّ شعبه من امتهان لحقوق الإنسان، وهذا ما يفهم من احتواء التقرير التحليلي المعنون [لهذه الأسباب.. السعودية تحرض الصين على قتل مسلمي الإيجور] الذي أعده الكاتب «علي حسن» ونشر في «بوابة الحرية والعدالة» في الـ٧ من فبراير ٢٠٢٠ على الآتي: (وفي معرض تعليقها على تلك التصريحات، فسرت صحيفة “واشنطن بوست” دفاع “بن سلمان” عن قمع الصين لمسلمي الإيجور، أنه يأتي في إطار صفقة ضمنية تقوم بموجبها الصين بالدفاع عن حق السعودية في “انتهاك” حقوق مواطنيها، و“ربما قتلهم” كما حدث مع “جمال خاشقجي”، دون محاسبة.
وذكرت الصحيفة أن لسان حال «بن سلمان» يقول: “إنَّ معسكرات الاعتقال شأن داخلي يخصكم، والجرائم التي أرتكبُها شأن داخلي يخصني”).
وممَّا يؤكد أنَّ ما تقيأه ولي عهد المملكة في الزيارة ضدّ المسلمين لم يكن -كما زعم بعض الإعلاميين المنوط بهم ستر ما انكشف من العورة- هفوة أو طفرة، بقدر ما كانت بداية لسياسة لا دينية ما تزال مستمرة استهلال التحقيق الصحفي المعنون [النظام السعودي يدعم حملات تحريض ضد الجاليات المسلمة في أوروبا] الذي نشر في «saudileaks.org» في الـ١٤ من نوفمبر ٢٠٢١ على النحو التالي: (كشف تحقيق نشره موقع «Eurasia Review» الدولي أنَّ النظام السعودي دعم حملات تحريض مرتبطة بـ«الإسلاموفوبيا» ضد الجاليات المسلمة في «أوروبا».
وأظهر التحقيق أن السعودية والإمارات تستغلان المشاعر المعادية للإسلام لمواجهة الإسلام السياسي، والذي يُعتبر التحدي الأكبر لشرعية الحكام المستبدين). واحتواؤه -من ناحية أخرى- على ما يأتي: (وقد ذهبت بعض البلدان، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، إلى حدِّ تبرير ما يرقى إلى اعتداء مباشر على هوية دينية وعرقية إسلامية وإيغورية).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا