كتابات | آراء

ومضات متناثرة: عدن.. والسيناريوهات القادمة..!!

ومضات متناثرة: عدن.. والسيناريوهات القادمة..!!


في زخم الأحداث الساخنة عربياً وإقليمياً ودولياً، تناسى هؤلاء وتجاهلوا قراءة التاريخ اليمني ومعطياته الراهنة الحافل بالانتصارات والحقائق النضالية والحركات الثورية، والملاحم البطولية ضد الغزاة والمستعمر الدخيل.. قديماً كان أم حديثاً..

لذا يظل التاريخ دوماً سيد الموقف، وخير شاهد على عظمة الحقائق والوقائع والانتصارات.. ومن المستحيل إرجاع عقارب الساعة الى الوراء، ولكن هناك عملاء ومرتزقة يتلاعبون بثروات الوطن، ويعبثون بخيراته، وهم الذين يحاولون استرجاع عقارب الساعة الى الوراء، جاهلين أو متجاهلين المقولة التاريخية: "اليمن مقبرة الغزاة".. من هنا ندرك خطورة نوايا المستعمر الجديد ومرتزقته من البعران الذين تناسوا معطيات التاريخ اليمني الحافل بالأمجاد والبطولات والانتصارات عبر العصور.. ولم يستوعبوا بعد الدرس جيداً..
لذا مهما حاولوا إعادة عقارب الساعة الى الوراء، أو أزمنة الواقع بتدوينه وتقييده بمعاهدات أو اتفاقيات مسنودة بقرارات دولية أو أممية لشرعنة الاحتلال الجديد فإنهم واهمون.. هؤلاء مخدوعون لأنهم لم يدركوا بعد أن اليمن ليست أفغانستان، وأن عدن ليست كابل..
فاليمنيون هم من يحددون مصيرهم بأنفسهم، وهم الذين يقررون ويرسمون سياساتهم حسب ما يريدون وعلى المحتل الجديد أياً كان لونه وطيفه وجنسه، أن يعي أن التاريخ لن ولم يعد نفسه مرة أخرى، وأن الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس لن ولم تشرق مرة أخرى في جنوب الوطن، فالذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية من أجل الوطن أرضاً وإنساناً ووحدةً وهويةً، وهتفوا على قلب رجل واحد: "برع يا استعمار برع"، هم من يصنعون مجد وعزة اليمن اليوم..
وما أشبه الليلة بالبارحة، فاليوم يحاول المستعمر الجديد إعادة الكرة لإرجاع عقارب الساعة للوراء.. ولكن هيهات له ثم هيهات..
أما الذين ساندوا عاصفة الحزم، مازالوا في غيهم وضلالهم سادرين، وهم يدركون سلفاً أن هناك سيناريوهات متماهية تدار خلف الكواليس لتمزيق اليمن وخاصةً جنوبه الى دويلات متناحرة، وهذا ما يسعى إليه اليوم المستعمر الجديد..
فالتدخل الصهيوأمريكي البريطاني في جنوب الوطن واضح وضوح الشمس في كبد السماء، ومهما حاول أن يتقمص قميص عثمان إلا أن أوراقه باتت مكشوفةً.. ونتائجه فاضحة..
من نافلة القول: "أن التاريخ لا يعيد نفسه، وأن أهل اليمن أدرى بأمورهم وقضاياهم من غيرهم، وأن الخونة والعملاء سيرحلون الى مزبلة التاريخ عاجلاً أم آجلاً..
لذا على هؤلاء أن يدركوا جيداً أن اليمن عصية على كل غازٍ ومحتلٍ ومعتدٍ، وأن الذين يتلاعبون بأوراق اليمن سيدفعون الثمن باهظاً ومضاعفاً.. أياً كانوا من الأصدقاء أو الأشقاء، فالكل مسؤول عما آلت إليه الأوضاع المأساوية في اليمن، فالفاتورة اليمنية مازالت دون رصيد، بسبب التدخلات العربية والإقليمية والدولية..
كل ما نشاهده اليوم على أرض الواقع من أوضاع كارثية يؤكد لنا صحة تلك السيناريوهات المتماهية والمفخخة، وما يحدث الآن في أرض الجنوب خير شاهد ودليل، من فوضى خلاقة، وانفلات أمني، وتردي اقتصادي، وعبث بمقدرات وثروات البلاد..
وما يسمى بقوت الحزام الأمني، أو الانتقالي أو درع الوطن وغيرها من المسميات كلها خاضعة لجهات خارجية وتخدم في المقام الأول المستعمر الجديد.. فالتاريخ لن ولم يرحم، فالعمل الفدائي والنضالي والكفاح لم يتوقف ضد الغزاة والمعتدين حتى آخر قطرة في دمائنا.. فاليمن يظل مقبرة الغزاة قديماً وحديثاً.. وعلى البادي أظلم..
صفوة القول:
لقد قال اليمنيون كلمتهم الفاصلة: على كل دخيل أياً كان لونه أو طيفه أو جنسه أن يرحل عن أرض اليمن قبل يمس بسوء.. وعلى الأشقاء أن يدركوا أن اليمن عصية الزمان والمكان، بل عصية التحدي والمواجهة لأن الله عزوجل ذكرها في كتابه الكريم مرتان..
فالويل كل الويل لكل غازٍ ومحتلٍ ومعتدٍ.. سنشعل الأرض نيراناً تحت أقدامهم، وسيعلم الذين اعتدوا علينا أن نهايتهم باتت قاب قوسين أو أدنى.. وأن القادم سيكون أدهى وأنكى.. وصدق المولى القدير القائل: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) سورة الشعراء.. 227.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا