كتابات | آراء

حديث الإثنين: فليرحلوا..  أخرست كل الألسن الحداد!

حديث الإثنين: فليرحلوا.. أخرست كل الألسن الحداد!

دقائق محدودة خصصها قائد الثورة الشعبية السيد عبد الملك الحوثي في نهاية خطابه بمناسبة ذكرى استشهاد القائد حسين بدر الدين الحوثي وكذلك في خطابه بمناسبة ذكرى استشهاد رجل المسؤولية الرئيس صالح علي الصماد

عن آخر مستجدات التفاوض مع تحالف العدوان كانت كافية لإخراس الألسن الحداد التي بدأت تتحدث عن شائعات تبث هنا وهناك حول أن هناك صفقة تطبخ في السر للتسليم بشروط دول تحالف العدوان وخاصة مملكة الشر السعودية وأن التاريخ يكرر نفسه ..
 ويعيدنا الى عام 1970م حينما ذهب القادة الجمهوريين إلى جدة برئاسة الفريق حسن العمري عضو المجلس الجمهوري القائد العام للقوات المسلحة آنذاك وعضوية الأستاذ محسن العيني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وعدد كبير من الشخصيات السياسية والعسكرية والوجاهات الاجتماعية ليستجدوا السعودية اعترافها بالنظام الجمهوري في صنعاء مقابل أن تكون هي المرجعية الرسمية لحكم اليمن وأصبح منذ ذلك التاريخ حكام اليمن عبارة عن موظفين في اللجنة الخاصة بالرياض لا يقطعون أمراً حتى يشهد عليهم مكتب وزير الدفاع السعودي الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز ففقد النظام الجمهوري هويته الأساسية ليبقى إلى جانب مبادئ الثورة الستة  التي أعلنت صبيحة يوم قيامها عبارة عن شعار يتم التغني به إعلاميا بينما يصنع القرار السياسي اليمني داخل الرياض.
لقد قطع السيد القائد بمصارحته للشعب اليمني ووضعه في الصورة عما يجري وراء الكواليس بوساطة عمانية وتأكيده على عدم التفريط بالوطن وسيادته وحريته واستقلاله ودحر الاحتلال بالإضافة إلى تحذيره من نفاد الصبر الطريق أمام أولئك الذين تعودوا الاصطياد في الماء العكر بهدف التغطية عن رهن اليمن وقراره السياسي للخارج خلال العقود الماضية معتقدين أنهم من خلال بث أخبار كاذبة يستطيعون التشكيك في مواقف القوى الوطنية وتأليب رجال الجبهات عليهم فسكتت وسائل التواصل الاجتماعي التي لم تترك شاردة ولا واردة إلا وتحدثت عنها وكأنها حقائق حصلت عليها من مصادرها الخاصة لدرجة أنها نشرت ما أسمته ببنود الاتفاق بين القوى الوطنية في صنعاء وتحالف العدوان والآلية المنظمة لتنفيذه وكيف سيتم صرف المرتبات وبأية عملة وأن السعودية قد حققت كل أهدافها من وراء هذا الاتفاق المزعوم وحققت مكاسب لم تكن تحلم بها من قبل، مع أنهم يعرفون أن السعودية هي عبارة عن أداة تحركها الإدارة الأمريكية كيفما تشاء وليس بيدها القرار وإلا لكانت قد خرجت من ورطتها المتمثلة في عدوانها ضد اليمن وشعبه العظيم منذ وقت مبكر ولذلك فقد أعطتها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي يديرها العملاء والمرتزقة أهمية أكثر من حجمها الطبيعي وبما أن المناسبة هي مناسبة استذكار استشهاد القائد المؤسس للمشروع القرآني في الحرب الأولى على صعدة التي بدأت في شهر يونيو عام 2004م ورجل المسؤولية أبا الفضل فإننا سنعود قليلا لنذكر بهزيمة السعودية في الحرب السادسة التي دخلتها بشكل مباشر وكلها ثقة بأن جيشها  الذي كان يقوده الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع آنذاك بكل ما يمتلكه من عدة وعتاد عسكري قل أن يمتلكه أي جيش عربي سيحسم الوضع في صعدة خلال عدة أيام، لكن تشاء الأقدار إلا أن يكون مسار الحرب مختلفا رغم الدمار الذي لحق بمحافظة صعدة حيث كان قصف الطيران السعودي يدمر بلا رحمة المساكن على رؤوس ساكنيها من الشيوخ والنساء والأطفال كما فعل تحالف العدوان في حرب الثمانية أعوام وما أشبه الليلة بالبارحة فكانت المعجزة التي حدثت بفضل الله  تتمثل في المفاجأة التي صعق لها خالد بن سلطان عندما وجد أن عددا من وحداته العسكرية التي استقدمها لاحتلال صعد ة قد أصبحت محاصرة وأن من كان يطلق عليهم بالمتمردين قد احتلوا أكثر من أربعين موقعا عسكريا داخل العمق السعودي وأن زيارة الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز إلى الحدود لرفع معنويات الجيش السعودي وكذلك تواجد علماء الفتنة للتحريض على الحوثيين حسب زعمهم وإصدار الفتاوى بتكفيرهم واستعداء الآخرين عليهم لم يجدي نفعا ولم يغير من موازين المواجهة فكانت فضيحة مدوية لخالد بن سلطان جعلته في وضع لا يحسد عليه وعلى ابن عمه محمد بن سلمان أن يعتبر بها، ولولا أن والده ولي العهد آنذاك وزير الدفاع والطيران سلطان بن عبدالعزيز قطع إجازته المرضية التي كان يقضيها في المغرب وعاد إلى السعودية لإنقاذ ابنه خالد من الفضيحة التي كانت ستحل به وبجيشه الورقي لكان المقاتلون في صعدة استطاعوا الوصول إلى عمق جيزان، وهنا تنازل الأمير خالد بن سلطان عن تصريحه الناري الذي كان يطالب بتراجع الحوثيين عشرات الكيلو مترات داخل الأراضي اليمنية واستبدله بالاستجداء لانسحابهم من المواقع التي احتلوها في العمق السعودي.
وقد حمل يومها النظام السعودي عملائه ومرتزقته في اليمن مسؤولية الهزيمة التي حلت بجيشه متهما إياهم بأنهم خدعوه وضحكوا عليه وهذا ما لمسته بنفسي عندما زرت السعودية في مهمة إعلامية عقب انتهاء الحرب ولاحظت مدى الشعور الخفي بالفخر بأن المقاتلين رجال استطاعوا أن يخوضوا ستة حروب في صعد ة ويخرجوا منها منتصرين ويهزموا الجيش السعودي بما يمتلكونه من أسلحة بسيطة وشخصية فتغيرت نظرتهم إليهم تماما بعد أن كانوا يصفونهم بأنهم عصابة تابعة لإيران ويريدون نشر المذهب الإثناعشري وغير ذلك من التهم التي كانت تلصق بهم وما يزال بعضها قائما إلى اليوم يطلقه عليهم خصومهم في الداخل والخارج ليخففوا عن أنفسهم وقع الهزيمة.
 وعليه لم يجد النظام السعودي بدا من معاقبة الأمير اللواء خالد بن سلطان الذي توارى عن الأنظار تماما ولا يعرف مصيره حتى اللحظة وإن كانت بعض المعلومات تؤكد أنه أصيب بمرض السرطان وأصبح مشغولا بنفسه متنقلا من دولة إلى أخرى للبحث عن العافية وهو الذي كان يطمع ليس ليكون صقرا في أوساط العائلة الحاكمة فحسب وإنما كانت تطلعاته الطموحة أن يكون ملكا على حساب دماء اليمنيين، وهنا يطرح السؤال الكبير نفسه وهو: هل يستفيد ابن عمه المهفوف الأمير محمد بن سلمان الذي أراد أن يصنع لنفسه زعامة يصل من خلالها إلى عرش مملكة قرن الشيطان انطلاقا من عدوانه الظالم والبربري على اليمن وشعبه العظيم من تجربة ابن عمه خالد بن سلطان؟ خاصة أن النتائج التي حققها هذا المتهور بن سلمان الرجيم خلال ثمانية أعوام من عدوانه على اليمن تؤكد أنه لن يختفي من المشهد السياسي فحسب وإنما سيذهب صاغرا إلى محكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب إن لم يتم اغتياله، وليرحل كل محتل عن بلد الإيمان والحكمة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا