كتابات | آراء

عرين الأسود: الأمر لي

عرين الأسود: الأمر لي

أخفقت عمليّة اقتحام جيش العدوّ الاسرائيليّ لنابلس في الحدّ من عمليّات المقاومة الفلسطينيّة على امتداد مساحة فلسطين. ولم تحقّق الأمان لقطعان المستوطنين في غلاف غزّة الذين باتوا لياليهم في الملاجئ خشية من صواريخ المقاومة ردّاً على اقتحام نابلس،

فوفقاً لما نقلته صحيفة يدعوت أحرانوت العبريّة أنّ الرّدّ كان سريعاً ومتتالياً على العمليّة التي نفّذتها (قوّات الأمن الاسرائيليّة) في نابلس، وأدّت إلى شنّ سلسلةٍ من الهجمات استهدفت العديد من الأهداف العسكريّة والتّجمّعات منها: حاجز في شمرون بعمليّة إطلاق نارٍ، وإطلاق وابلٍ من الصّواريخ من قطاع غزّة، ومحاولة لطعن حراس الأمن عند مدخل معاليه أدوميم إضافة إلى ما أفاد به محلّل الشّؤون العسكريّة أمير أبو خبوط لموقع والا العبري عن وقوع عمليتي إطلاق نار، واحدة استهدفت حاجز قلنديا في القدس والأخرى على حاجز الطيبة في طولكرم مشيرا امس الى انه خلال ساعة واحدة فقط نفذت أربعة عمليات إطلاق نار في الخليل ونابلس وجنين. مع اعلان مجموعات "عرين الأسود" أنها ستشن سلسلة من الهجمات الانتقامية.كل ذلك وقع بالتزامن مع ردّ (الجيش الاسرائيلي) حيث تمّ إطلاق المزيد من الصّواريخ من الحجم الكبير التي لم تطلق من عامين. إضافة إلى فتح مراكز الاتصالات المجانية لتقديم الدّعم النّفسي للمستوطنين في غلاف غزّة بعد إطلاق الصّواريخ الأخيرة. كلّ ذلك وقع في ظلّ رفع مستوى حالة التأهّب والاستنفار العسكريّ والأمنيّ لقوّات الاحتلال إلى درجة البرتقالي وهي أعلى درجة في المرحلة الحالية مع الأخذ بعين الاعتبار بكلّ التّقديرات الأمنيّة والعسكريّة لكبار المسؤولين والجنرالات في جيش العدوّ وأجهزة استخباراته وفي مقدّمتهم تقدير رئيس الاستخبارات العسكريّة السّابق، اللواء في الإحتياط عاموس يادلين، في مقابلةٍ مع استوديو يديعوت أحرونوت أنّ "كلّ الجبهات يمكن أن تشتعل". لكن بالرّغم من محاولات تنفيذ هجمات من الضّفة الغربيّة وقطاع غزّة، أشار يادلين إلى أنّ "الجبهة الأهمّ لإسرائيل بحسب رئيس الوزراء، وأنا أتفق معه في هذه الحالة، هي إيران" في حين عبّرت المنظومة الأمنيّة عن قلقها وفقاً لصحيفة (يسرائيل هيوم) مشيرة إلى أنّ الجيش والشّرطة يستعدّون لأوقات عاصفة، في ظلّ تراكم الأحداث، وسيواجهون صعوبةً في التّعامل مع الأحداث في شهر رمضان القادم، وعيد الفصح، ومن ثمّ ذكرى (المحرقة)، وذكرى يوم (الاستقلال)، كذلك الاحتجاجات في المدن (الاسرائيليّة) ضدّ الثّورة القانونيّة، مصادر في الجهاز الأمني يقول إنّ زيادة عدد المراكز سيصعّب المهمة على القوّات الأمنيّة للتعامل مع هذه الحوادث، لكن سيبقى تركيز الجهاز الأمني على المسجد الأقصى والقدس.
أمّا رئيس الحكومة الأسبق فقد قال بأنّ (إسرائيل) تمرّ بأخطر مرحلة في تاريخها. أمّا في المقلب الآخر فبالرغم من كلّ الضّغوط والإجراءات التعسفيّة المتصاعدة من قبل الاحتلال الاسرائيلي بحقّ الفلسطينيين وبالرّغم من رفع حالة التأهّب القصوى التي رفعتها المنظومة الامنيّة في الضّفة والقدس ثمّة وقائع أثبتت على مدى سنوات المواجهة مع العدوّ الصّهيوني المزيد من التقدّم رغم الحصار واتساع رقعة الاستيطان وحملات الاعتقال والقمع والعمليّات العسكريّة، رغم كل ذلك سجّل الشّعب الفلسطيني تقدّماً استراتيجيّاً ملحوظاً كالآتي:
1 – استطاع الفلسطينيّون الانتقال بالمعركة من مرحلة الدّفاع الى مرحلة الهجوم في عمق الكيان المؤقت وتوسيع رقعة الاشتباك والمواجهة
2 – كسر وتهشيم هيبة (الجيش الذي لا يقهر) بفرض معادلة فلسطينيّة أجبرته للتراجع من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدّفاع عن نفسه ووحداته.
3 – فشل كلّ العمليّات العسكريّة للاحتلال والاجراءات الأمنيّة من القضاء على عمليّات المقاومة أو الحدّ منها حتّى في ذروة التأهّب القصوى للاحتلال
4 – تطوّر عمليّات المقاومة ونوعيّتها وقدرتها على الرّدّ السّريع دون الخضوع لأيّة ظروف أمنيّة.
كلّ تلك المؤشّرات تحمل في طيّاتها المزيد من عمليّات الرّدّ الفلسطينيّ وتصاعد المواجهة التي لم تكن نتيجة لعمليّة اقتحام الاحتلال لمخيم جنين أو لنابلس وغيرها من المناطق بل لأنّ ثمّة قاعدة أساسيّة تحكم هذه المواجهة وهي تحرير فلسطين كلّ فلسطين وإنّ كلّ ما يحدث هو جزء من مواصلة المعركة الأساسيّة. فالاحتلال الاسرائيليّ وجيشه بقوّته وترسانته العسكريّة المتطوّرة سيبقى عاجزاً عن توفير الأمن لمستوطنيه في مقابل ثبات الشّعب الفلسطينيّ خلف مقاومته فلا وحدة اليمام الخاصّة، ولا وحدة العمليّات الخاصة بجهاز الشاباك التي اقتحمت نابلس نجحت في منع الفلسطينيين من الخروج إلى الشّوارع على أثر اقتحام نابلس تأييداً لعرين الأسود هاتفين "فليسقط غصن الزّيتون" رفضًا للشّعار الذي ترفعه السّلطة الفلسطينيّة وهذا لا يعني إلّا شيئاً واحداً وهو خيار المقاومة لتحرير فلسطين وخيار عرين الأسود التي تقول الأمر لي.
# كاتب وإعلامي لبناني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا