كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (63)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (63)

كما كان للحزب الاشتراكي اليمني فيما مضى تأثير كبير خارج حدود اليمن الجنوبي نحو الشمال أصبح الآن في بعض أجزاء من الجنوب على وشك الانهيار

علي سبيل المثال كان في جبل ثروة في تلال يافع مجسم ضخم من الحجر الأبيض مكتوب عليه المجد للحزب والخلود للشهداء  تم تغييره قبل مايو1990 م إلى المجد للشعب وفي أماكن أخرى كانت هنالك معارضة كبيرة للاشتراكية وبعض هذه المعارضة كانت عنيفة ومع ذلك ونظرًا لأن الصعوبات التي اكتنفت أشكال الحياة الجديدة بعد الوحدة  أنزعج منها عدد من الجنوبيين  وقد لجأ الكثيرون منهم إلى مناطق مثل البيضاء والتي كانت على النقيض من الاشتراكية حيث كان الإسلاميون نشطين جدا في هذه المناطق أيضًا  في حين شعر العديد من الشماليين أن الاشتراكية كانت طريقًا جديدًا للأمن الوظيفي والسكن الرخيص و سقف مهر العروس استقطب الحزب الاشتراكي في صنعاء اهتمام العديد من أبناء الشطر الشمالي  فبعضهم كان يبحث ببساطة عن ثقل موازن للرئيس  بينما كان البعض الآخر يأمل أن يصبح الحزب الحاكم كما زعم  أقل سلطوية وقد يغير نمط السياسة بالكامل على المستوى الوطني وشدد الحزب الاشتراكي اليمني على الوحدة والحداثة ووضع حد للانقسام القبلي، كان من الصعب تحجيم حزب المؤتمر الشعبي العام أكثر من أي وقت مضى حيث أن الشاعر و السياسي  عبد الله البرداني وصفه بأنه حزب موظفي الحكومة هؤلاء تم تجنيدهم للعضوية وتساءل عن درجة التزامهم  لو كان حزب المؤتمر الشعبي العام حزبًا مثل الآخرين  لربما كان من الممكن تبرير هذه الشكوك  لكن في الواقع كان هذا هو نسيج الولاية الشمالية وإجراءات الانتخابات غير المباشرة تعني أنه في كل مكان كان المسؤولون أو الشيوخ أو الضباط يوزعون المنافع التي يسيطر عليها المؤتمر الشعبي العام .
تركزت شبكات المحسوبية هذه على الجيش  والذي تركز بدوره بشكل كبير على حفنة من قرى سنحان قرية الرئيس ونشرت صحيفة الحزب الاشتراكي اليمني  صوت العمال  في وقت لاحق قائمة من ثلاثة وثلاثين اسما من أقارب ومعارف الرئيس ممن لديهم مناصب حكومية مهمة عن طريق المحسوبية والوساطة تضم هذه القائمة أسماء مثل الأخ الشقيق للرئيس رئيس الأمن المركزي  وأخيهما غير الشقيق رئيس الحرس الجمهوري  وشخصيات أخرى مثل محمد أحمد إسماعيل قائد اللواء الثامن وحسين الأكوع لواء المشاة الأول  و علي أحمد السياني المخابرات العامة وأحمد حسين شميلة  وهو أيضًا من سنحان  كان يدير مكتب الجوازات بينما كان  حسين شميلة  رئيسًا لأركان الحرس الجمهوري ، واجه المؤتمر الشعبي العام مشكلة مع التعددية كونه ليس الحزب الوحيد في الساحة السياسية لأنه اكتسب عادة احتواء الأحزاب الأخرى التي تدعي وجهة نظر مستقلة  على سبيل المثال تمت مطابقة  المؤتمر الوطني الذي ظهر في عام 1992 م من قبل مؤتمر الأحزاب  ونتج عنه حزب ناصري مزيف جديد وعلى المستوى المحلي لم يكن هناك نقص في الأحزاب الأخرى  حيث كان هناك في وقت من الأوقات أكثر من أربعين حزبا ويبدو أن كل مجموعة في التاريخ الحديث قد عاودت الظهور تم تمثيل رابطة أبناء الجنوب العربي في الخمسينيات من القرن الماضي  إلى رابطة أبناء اليمن حاليا كمسمى جديد برئاسة  عبد الرحمن الجفري الذي أقام لفترة طويلة في المملكة العربية السعودية حتى عام1990  م في الماضي ترأس محمد الجفري ذات مرة الرابطة التي تحالفت مع سلطان لحج ضد البريطانيين وكان يرأس اتحاد القوى الشعبية إبراهيم الوزير  وهو أيضا كان في المنفى يشمل تاريخ العائلة انقلاب عام 1948م ضد الإمام يحيى ، وخلال الحرب الأهلية (1962 -1967م) لعبوا دورًا غامضًا كقوة ثالثة  لم يكونوا قوة انتخابية مهمة لكن كان لهم دور في كتابه كتب ومنشورات سياسية مهمة وتقلدوا مناصب في لجان من عدة أنواع  ظهرت ثلاثة أحزاب  ناصرية مختلفة فيما كان  يرأس السيد أحمد الشامي  حزب الحق وهو حزب يروج لزيدية متسامحة ومتعلمة والذي قيل أنه رفض منصب رئاسة محكمة الاستئناف باعتباره قريبًا جدًا من مخالفات الحكومة على الرغم من انقسام البعث سرًا ، فقد اتخذ شكلاً عامًا لم تكن بعض الأحزاب الصغيرة أكثر من عدد قليل من الأصدقاء الذين لديهم مكتب وهاتف ولكن لكل منها جريدتها والعديد منها كان لديه أكثر من واحدة ولم يكن معدل معرفة القراءة والكتابة مرتفعًا.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا