كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (55)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (55)

تابع الأمريكيون الحرب الباردة باهتمام كبير وقوة والأهم من ذلك أنهم ساعدوا السعوديين في دعم ما يسمى بالجهاد في أفغانستان حيث كان الروس محاصرين مُنذ عام 1979م

ثم في بداية عام 1989م تمكن الروس من تخليص أنفسهم من هذا البلد وهذا الجهاد أصبح الآن في كل مكان في العالم الإسلامي وليس الأقل في اليمن  في البيوت الريفية في الشمال وبحلول نهاية العقد وجدت مجلات وكتيبات غالباً ما كانت تطبع في باكستان وتحتوي على مقالات تحث على قتل المخالفين والتكفير مثل فقه القتل وهي مناقشة للظروف التي تم فيها تبرير القتل والاغتيال لدعم قضية إسلامية معينة ,تعاملت الدولة في الجنوب مع الإسلام على أنه حالة معزولة بعيدة نوعاً ما عن الإصلاح الاشتراكي وحولته فقط إلى غايات قومية  يبدأ الكتاب المدرسي عن التربية الدينية للسنة الرابعة من المدارس الثانوية على سبيل المثال بعبارة  التجنيد العام والدفاع عن أرض الوطن من أجل  حب الوطن وفقًا لتقليد مقتبس أن حب الوطن والدفاع عنه جزء من التقوى ويذكر الكتاب أن الإسلام يهدف إلى تحرير البشرية من العبودية كما يقول النص وتقفز الفصول مباشرة من فتح مكة في القرن السابع الميلادي  إلى القرن التاسع عشر حيث يذكر أن مصر مثل كل دول العالم العربي  كانت في حالة تخلف شديدة لذلك فقد تبنى محمد عبده في دراساته للقرآن طريقة جديدة للتفسير متوافقة مع التقدم  ولا يوجد دليل يذكر كيف كانت المواقف في حالة تخلف شديدة وماذا قدم محمد عبده من أجل محاربة التخلف في الرأي الإسلامي وهذا الرأي الرسمي لم يكن كافيا في وقت مبكر من عام 1985م فقد حاولت جامعة عدن حظر الزي الإسلامي الجديد الذي ظهر مؤخرًا بين الطالبات  في كل مكان داخل المنطقة وكانت الأفكار والجماعات الإسلامية تنتشر وخصوصا بين  المهاجرون في الخليج والمملكة العربية السعودية.
و بحلول عام 1989م تحولت الجماعات الدينية في غضون عقد ونصف إلى مركز قوة رئيسي يمارس نفوذًا سياسياً وأيديولوجياً واسع النطاق ويقوم بأعمال دعائية نشطة بينما لم يكن لها في الماضي وجود ولا حتى أي جذور تاريخية في المنطقة ,ظهر النفوذ الوهابي وانتشر بسرعة في اليمن بدعم خارجي وبتمويل كبير ومشبوه وأصبحت المعاهد الدينية مراكزاً لهم وازداد التزمت والتكفير بين أبناء الشعب الواحد .
في الشمال وبتشجيع وتمويل سعودي تم تشكيل جبهة إسلامية الظاهر منها هو محاربة اليسار ولكن هذه الجبهة ظلت مستمرة حتى بعد زوال اليسار الاشتراكي, المعاهد الإسلامية استمرت في الازدياد بأعداد كبيرة في كل قرية وعزلة وكانت الإعانات والتمويل تدفع من ميزانية الدولة ومن الأموال السعودية من أجل استمرار هذه المعاهد وبحلول عام 1989م كان هناك 1126 مدرسة دينية وفي العام التالي  تم استقبال 118000طالب و أكثر من 4600كانوا معلمين متدربين لمواصلة العمل متحمسون جاءوا من السعودية والسودان ومصر وكانت لدى الكثير من هؤلاء المدرسين مشاكل مع حكوماتهم وتم تصنيفهم على أنهم من المتطرفين دينيا ووجدوا لهم ملاذ آمناً في اليمن لنشر أفكارهم المتشددة عبر هذه المعاهد الدينية, كان الإسلام الجديد في الثمانينيات في اليمن  إسلاماً سنياً عاماً يميل نحو الوهابية السلفية من جهة ومن جهة أخرى نحو الإخوان المسلمين .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا