كتابات | آراء

2023م.. خيارات السلام والمواجهة

2023م.. خيارات السلام والمواجهة

مع استقبال العام الميلادي 2023م الذي نأمل أن يعم فيه السلام والأمن كل ربوع اليمن، وأن ينقشع شبح القتل ولون الدم الذي خيم على مدى ثماني سنوات من العدوان والحصار،

ومجازر الصواريخ والقنابل التي قتلت وجرحت آلاف اليمنيين ظلماً وعدوناً، وشردت نحو 4 ملايين نازح من بيوتهم وقراهم فراراً من آلة العدوان الهمجية الوحشية، التي لم تفرق في استهدافها بين الأطفال والنساء، حتى المرضى في المستشفيات والطلاب في المدارس وصالات الأعراس والعزاء والمسافرين في الطرقات، لم يكن أحد في مأمن من غدر الغارات الجوية والقنابل العنقودية..
حتى من أمن على حياته من القتل المباشر كان ضحية للحصار الظالم وسياسة التجويع وعدم توفر الغذاء والدواء والمشتقات النفطية، فزادت بذلك معاناة اليمنيين وتفاقمت أوضاعهم المعيشية في ظل انقطاع المرتبات، وتراجع مستويات الخدمات الصحية والتعليمية، ومحدودية فرص العمل الممكن الحصول عليها لتوفير الحد الأدنى من المقومات المعيشية.
ومع ذلك حمل لنا العام الماضي 2022م بصيص أمل في إمكانية إحلال السلام وإنهاء العدوان والحصار، من خلال الهدنة الإنسانية الأممية التي وافق عليها والتزم بها الطرف الوطني المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني منذ مطلع إبريل من العام الماضي، لتظهر الأيام حقيقة مساعي العدوان ومرتزقته من تلك الهدنة التي أرادوا منها المماطلة والتهرب من المطالب المشروعة والإنسانية للشعب اليمني، لأنها ليست ضمن أجندتهم ولا اهتماماتهم، فقد اعتادوا  المتاجرة بمعاناة اليمنيين وقتلهم بدم بارد، وليس أدل على ذلك ما يواجهه أبناء محافظة تعز نتيجة إصرار العدوان ومرتزقته على إغلاق الطرق الرئيسية من وإلى المحافظة، ورفض كل المبادرات والتفاهمات التي قدمتها صنعاء لفتح طرق بديلة وإثبات المصداقية بإزالة كل العوائق من طرف واحد.. وكذلك الحال بالنسبة لمحافظة مارب ومحافظة الضالع، وفتح ميناء الحديدة بشكل كامل ومنع القرصنة والاحتجاز التعسفي التي يقوم بها تحالف العدوان ضد السفن الواصلة إلى ميناء الحديدة خصوصاً سفن المشتقات النفطية.
وبالعودة للحديث عن الهدنة الإنسانية التي بدأت بشهري إبريل ومايو، ومن ثم تمديدها حتى أكتوبر، فقد كشفت العديد من الحقائق التي نبهت لها قيادتنا الثورية والسياسية منذ البداية، فعلى الرغم من الفتح الجزئي لمطار صنعاء الدولي إلى وجهة واحدة صنعاء - عَمان وللحالات المرضية الحرجة، وكذلك السماح بشكل متقطع لسفن المشتقات النفطية بالدخول إلى ميناء الحديدة، إلا أن دول العدوان استمرت في نهب ثروات اليمن النفطية والغازية، رافضة صرف مرتبات الموظفين اليمنيين المدنيين والعسكريين، ورافضة أيضاً انفاذ التفاهمات الخاصة بتبادل الأسرى " الكل مقابل الكل"، كما ترفض خروج قواتها من الأراضي والجزر اليمنية.. وبذلك بدا واضحاً مرامي العدوان وهدفه من الهدنة الإنسانية التي لجأ إليها بعد فشله العسكري أمام استماتة أحرار اليمن في الدفاع عن السيادة والأرض والعرض، والتحول الكبير وغير المتوقع في موازين المبادرة والمباغتة العسكرية التي أضحى يمتلكها الجيش اليمني وقوته الصاروخية وسلاح الجو المسير، وعمق ومديات الاستهداف التي تم الوصول إليها وطالت منشآت حيوية وعسكرية سعودية وإماراتية.
ويدرك شعبنا اليمني اليوم أن حديث تحالف العدوان والمبعوث الأممي والأمريكي عن السلام، لا يعدو عن مجرد بهرجات إعلامية وذر للرماد على العيون، فيما التحركات البحرية العسكرية خصوصاً الأخيرة، وتوالي الإفصاح عن تطبيع الأنظمة الإقليمية مع الكيان الصهيوني على كافة المستويات.. كل ذلك إلى جانب الاستهداف المستمر للاقتصاد اليمني لزيادة معاناة اليمنيين، يجعل الاستمرار في الصمود   والعودة للمواجهة العسكرية في العام 2023م ، أمر حتمي إذا لم تتحقق المطالب المشروعة لشعبنا، ولأن العدو لا يفهم سوى لغة القوة فهي التي أفشلت غطرسته وتكبره على مدى الثمانية الأعوام الماضية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا