كتابات | آراء

رسالة اسود العرين من فلسطين

رسالة اسود العرين من فلسطين

بين عمليّات الطّعن والدّهس وإطلاق النّار وعمليّات التّسلّل إلى المستوطنات وصولاً إلى استهداف مستعمرات غلاف غزّة أمس بالصّواريخ ردّاً على الاعتداءات الإسرائيليّة

يعيش الكيان الصّهيوني المؤقت مرحلة القلق العالي نسبياً في ظلّ تصاعد وتيرة العمليّات العسكريّة في الضّفة التي استدعى القيادات الأمنيّة والعسكريّة في لجنة الخارجيّة والأمن في الكنيست الصّهيوني إلى التّحذير من تصعيد المواجهات في الأشهر القادمة. التّحذير صدر على أثر عقد اجتماع للجنة الخارجيّة والأمن في الكنيسيت الصّهيوني حضره قادة من جيش العدو الاسرائيلي وجهاز (الشاباك) الذين ناقشوا ارتفاع معدل العمليّات ضدّ جيش الاحتلال وأجهزته الأمنيّة وقطعان المستوطنين والتأكيد على ارتفاع جودة ونوعية العمليّات وتطوّر الأداء التكتيكي والقتالي للمقاومين الفلسطينيين. في ظلّ دعوات المسؤولين في الكيان الصّهيوني المؤقت إلى التّصعيد عسكريّاً ضدّ الفلسطينيين. أولى المواقف صدرت عن  رئيس السّلطة اليهوديّة في الكنيست ايتمار بن غفير ، الذي تمّ تعيينه وزيراً للأمن القومي في الكيان الصّهيوني المؤقت إيتمار بن غفير الذي قال أنّه لا يوجد محاربة وردع للعمليّات، داعياً القيادة العسكريّة للقيام بتنفيذ اغتيالاتٍ مركّزة، بن غفير الذي التقى الجندي الذي قتل المواطن الفلسطيني في نابلس عمار مفلح بارك عمليّة القتل مقدّراً ومباركاً لجهود القاتل. تصريحات لجنة الخارجيّة والأمن أكّدها الخبير (الإسرائيلي) بالشّؤون العربيّة يوني بن مناحيم  الذي أعلن أنّ المؤسّسة الأمنيّة الإسرائيليّة تستعدّ لتصاعد العمليّات الفلسطينيّة في الضّفة الغربيّة والقدس، في أعقاب تزايد موجة التّحريض لتنفيذ المزيد من العمليّات، بعد تشكيل الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة بزعامة بنيامين نتنياهو، وتستعدّ أيضًا لإطلاق الصّواريخ من قطاع غزّة. كلّ تلك الوقائع والمؤشّرات كرّست في العقل (الاسرائيلي) ما يلي:
1 - فشل كلّ الإجراءات وعمليّات الرّدع التي تنفذها الوحدات العسكريّة والأمنيّة للعدوّ من منع أو الحدّ من عمليّات المقاومة وعجز قوّة (الجيش الذي لا يقهر) في تحقيق ذلك
2 -  –سقوط استراتيجيّة الدّفاع والحماية للكيان الصّهيوني المؤقّت بفضل ضربات المقاومين النّوعية
3 – تأكيد بأنّ الصّراع مع الكيان الصّهيوني المؤقت هو صراع وجود لا صراع حدود
4- يقين العدوّ بحتمية زواله الذي بات مسألة وقت فقط منذ نشوء الكيان ولغاية اليوم قاد الكيان  الصّهيوني المؤقّت معركة وجوده بجناحيه السّياسيّ والعسكريّ وبتياراته الدّينية واليمينيّة (المتطرّفة ) بالرّغم من أنّه كيان متطرّف بكلّ جهاته إلا أنّه فشل على مدى سنوات الاحتلال الطوال من ضمان أمن قطعان مستوطنيه رغم امتلاكه لأكبر ترسانةٍ عسكريّةٍ مدعومةٍ أمريكيّاً وغربيّاً إلّا أنّ كلّ ما مارسه من قهرٍ وتعسفٍ واعتقالٍ وقتل وتدميرٍ وتهجيرٍ ومصادرة أراضٍ وبناء مستوطنات ورغم توقيع اتفاق اوسلو كلّ ذلك لم يمحُ من الذّاكرة الفلسطينيّة بأنّ (اسرائيل) غدة سرطانية يجب اجتثاثها من الوجود. عجز الكيان الصّهيوني المؤقت عن مواجهة أطفال الحجارة وقمع الانتفاضات المتتالية وعجز عن تأمين الأمن لقطعان مستوطنيه الذين تحوّلوا إلى أسرى لصواريخ المقاومة وعملياتها. وما يجري اليوم ما هو إلّا استكمال لعمليّة اجتثاث (اسرائيل الغدّة السّرطانية من الوجود. وهي حقيقة يدركها العدو من خلال
تساؤلاته وقلقه المتصاعد اللّذينِ يؤشّران إلى أنّ العدّ العكسي لنهاية هذا المشروع السرطاني قد بدأ من خلال تحذير قادته السّياسيّين والعسكريين وحديثهم عن المستقبل المجهول لكيانهم في ضوء تنامي وارتفاع عدد عمليّات المقاومة واتساع رقعتها وخرقها للإجراءات الأمنيّة والعسكريّة تحذيرات عزّزها استطلاع رأي أجراه (ائتلاف الحركات الشّبابية في إسرائيل)، كانت أبرز نتائجه أنّ ثلث الشباب اليهودي في فلسطين المحتلّة يعتقدون بأنَّ الكيان لن يكون موجوداً بعد 25 عاماً، إضافةً إلى عدم جدوى القتال من أجل (دولة) مرشحة للزوال كلام أكّده رئيس حكومة الكيان المؤقت نتنياهو في أحد المناسبات بقوله سأجتهد لتبلغ إسرائيل عيد ميلادها المئة، إن مسألة وجودنا ليست مفهومة ضمناً وليست بديهية، فالتاريخ يعلمنا أنّه لم تعمّر دولة للشعب اليهودي أكثر من 80 سنة وهو ما أكّده رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت في الذكرى الـ 74 لقيام كيان الاحتلال على أرض فلسطين المحتلّة، إلى أنّه (لم تصمد فوق هذه الأرض دولة يهودية سياديّة وموحدة، لمدة تزيد عن 80 عاماً) وما يجعل هذا الزوال حتميّاً ويقينيّاً هو الشباب الفلسطيني المقاوم بعزمه وإصراره على تحرير فلسطين من النهر إلى البحر بعملياته المتعددة ورسالة اسود عرين فلسطين من الشباب الذين وهبوا أنفسهم وأرواحهم لفلسطين باتوا يشكلون خطراً أكبر على الكيان المؤقت من خطر الصّواريخ التي تدكّ مضاجع المستوطنين بل هم سلاح فلسطين الذي لن يهزم ولو اجتمع عليه الكون بأسره.

#كاتب وإعلامي لبناني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا