كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(46)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(46)

على سبيل المثال كانت منطقة دمت وقعطبة الحدودية شديدة التميز و في الواقع أعلنت دمت الاستقلال أكثر من مرة وكانت مراكزاً للثورة الماركسية

كما بدت في خطاب صنعاء وأحيانًا في خطاب الدول الغربية  كانت هذه المناطق مكتظة بالرجال الذين عادوا من الاغتراب لسنوات, أرسلت صنعاء جيشا لمواجهة السكان الغاضبين والناقمين على سياسة الحكومة وفي الواقع الجيش الذي أرسلته صنعاء لمواجهتهم بمصطلحات الحرب كان أداة للسياسة الإمبريالية لمواجهة الماركسية ولكن المضحك في الأمر أن هذا الجيش كان يقوده ضباط مدربين في روسيا وأوروبا الشرقية , كان هناك يمنيون في كل مكان  ومع ذلك كانت التجربة المهيمنة هي عمل المهاجرين في دول الخليج والمملكة العربية السعودية  والتي كانت الآن جزءاً مهماً من تاريخ البلاد غير المكتوب وتعود هذه الروابط إلى الأربعينيات  وازدادت الأعداد في الخمسينيات من القرن الماضي واستمرت العمالة المهاجرة خلال حروب ستينيات القرن على الرغم من أن غالبية المهاجرين بالتأكيد كانوا من الشافعيين  ,كان السعوديون أو النجديون على الأقل قد أشاروا باستخفاف إلى اليمنيين بشكل عام باسم  زويد تصغيراً للزيدي ومنحوهم مكانة متدنية لدرجة أن الرجال اليمنيين كانوا يعملون في مساكن العائلات الكبيرة وفي مهن لا يعمل فيها السعوديون أنفسهم لكن اليمنيين كانوا متميزين في العمل والتجارة ويمتلكون من الذكاء والمقدرة ما لايمتلكه أبناء البلد لذلك توسعت أعمالهم.
 في السبعينيات كان أغلب اليمنيين يعملون في مجال البناء ,هدد تغيير في القانون في عام 1975  م بطرد العديد ممن قضوا فترة طويلة هناك لكن البعض الآخر فتح في وقت لاحق أعمالًا صغيرة  أو مطاعم أو ورش للتصليح بالإضافة إلى القيام بالأعمال اليدوية فجميع أحياء جدة والرياض يمنية مليئة بالناس لجني الأموال ولكن ليس لهم أي دور على الإطلاق بالسياسة وبحلول منتصف الثمانينيات كان هنالك ملايين الرجال في السعودية  لم يختلف الجميع مع الأسلوب السعودي في إدارة الأمور لكن العمل في الدول النفطية عزز الفهم العام للهوية وأصبح اليمني يعتز بهويته اليمنية أكثر وأصبح له تأثير كبير داخل المجتمع السعودي ,لم يختلف أثر الهجرة السابقة عن الحالية  وفي كثير من الحالات لا تزال هناك روابط عائلية بين الشمال والجنوب  في الواقع ادعى علي عبد الله صالح رئيس الشمال  في وقت لاحق أن 65  %من سكان عدن هم في الأصل  من الشمال وربما هذا الادعاء كان صحيحاً
على الأرجح  بشكل أكثر شيوعًا كانت الرغبة في إيجاد فرصة عمل في الخارج أكبر من البقاء في اليمن لأغلب الشباب والرجال اليمنيين في هذه الفترة الزمنية كان الجميع يعلم أن الرحلة من صنعاء إلى جدة تستغرق ساعة واحدة بالطيران حيث فرص العمل والدخل الكبير لم يكن اليمنيون يتأملون خير في حكومتهم ولم يتوقعوا أن تتحسن الأوضاع في البلد لدرجة أن يستغنوا عن الهجرة لا سيما في مناطق مثل الحجرية حيث لم يكن هناك أي أمل في الحكومة  تحدث الناس ببساطة عن أمنية وحيدة لليمن وهي الأمن والاستقرار ,مُنذ زمن الحرب الأهلية أشار العديد من اليمنيين إلى   المنطقة الوسطى حيث كانت أجزاء من المنطقة ساحة معركة ومع ذلك فإن الأدبيات الموجودة تقلل من التأثير الوحشي لهذه الحروب على سياسة اليمن
 لا يزال الموت البشع لـ قبول الورد وهي امرأة يمنية  حامل أحرقها الجنود حتى الموت بسبب دعمها لليسار في عام 1978 م وكانت هذه واحدة من الجرائم البشعة التي اقترفها النظام في اليمن
حتى في الذاكرة في اليمن السفلي وأثناء المعارك بين القبائل في الشمال والشرق  على الرغم من أنها أنتجت صورة سطحية لعدم الاستقرار وشهدت مشاكل كثيرة لكنها لم تكن على هذا النحو من البشاعة والقتل والإهانة للنساء و الأطفال و تدمير منازل و إحراق الناس مع أطفالهم أحياء كانت هذه المرحلة في اليمن تتسم بالوحشية الشديدة لم تشهدها اليمن في تاريخها القديم أو الحديث

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا