كتابات | آراء

ومضات متناثرة: عظمة رسولنا الأعظم تجلت في زهده وسمو خلقه وعفوه..!!

ومضات متناثرة: عظمة رسولنا الأعظم تجلت في زهده وسمو خلقه وعفوه..!!

فهو القائل: صلى الله عليه وآله وسلم: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، ولهذا على كل زعيم وحاكم وملك ومسؤول أياً كان أن يتحلى بأخلاقه وقيمه وتواضعه قولاً وعملاً وسلوكاً، ليكون قدوةً صالحةً،

يهتدى بها الآخرون.. وصدق المولى القدير القائل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) الأحزاب- (21)..
لذلك تتفاوت درجات الناس في الإيمان والثبات والأخلاق أمام المثيرات، والمواقف العصيبة، فمنهم سريع الغضب، والسب واللعن، ومنهم من تستفزه الشدائد والنوازل ولكن يبقى صابراً متحفظاً برجاحة عقله، وسجاحة خُلقه، وقوة إيمانه.. فالمؤمن الذي امتلأ قلبه إيماناً صادقاً زاد خُلقه علواً وسمواً، وتجاوز عن أخطاء الآخرين، والتمس المبررات لأغلاطهم وهفواتهم.. والذي في قلبه خبث لا يخرج إلا خبثاً..
هناك أمور قد تعرض للمسلم فينوء بها، وربما يهون في نفسه ما دامت غائرةً في نفسه، فالأحقاد وسوء الظن قد يضغطان على الإنسان ضغطاً يجعله سيء التفكير، كثير الظن بالآخرين، كثير التشاؤم، قليل الخير، ومن عناصر القوة أن يكون المسلم صريحاً يواجه الناس بقلب مفتوح، وألا يسيء الظن بالآخرين، لا يصانع على حساب الحق مهما كان.. ومن صفات خُلقه عليه وآله الصلاة والسلام أنه ما انتقم لنفسه قط، إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها..
قال له أحد الأعراف الأجلاف، وهو يقسم الغنائم في غزوةٍ من الغزوات: أعدل، فإن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، لم يُرد في جوابه أن بين له ما جهله، ووعظ نفسه وذكرها بما قال له فقال: صلى الله عليه وآله وسلم: "ويحك فمن يعدل إن لم أعدل؟، خبت وخسرت إن لم أعدل، ونهى أصحابه أن يقتلوه حين هم بعضهم بذلك إنه السمو الأخلاقي، والعفو عن المقدرة، هكذا كان خُلقه، كان قرآناً يمشي على الأرض في كل حركاته وسكناته، لذلك فالمؤمن يضع نفسه حيث يريد، والأخلاق هي المقياس..
فالشخص الغضوب سريع الانفعال، كثيراً ما يذهب به غضبه مذاهب حمقاء كما حدث أن رجلاً نازعته الريح رداءه فلعنها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تلعنها فإنها مأمورة مسخرة، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه".. فسيئات الغضب كثيرة وسوء الظن يفسد الإيمان فسلامة الصدر من الأحقاد والضغائن والظنون هي أروح للمرء، وأقر لعينه من أن يعيش سليم القلب، نقي السريرة، لا غل، لا حسد..
فرسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أنبئكم بشراركم؟ كما جاء في مضمون الحديث- قال: من يبغض الناس ويبغضونه، قال: أفلا أنبئكم بشرٍ من ذلك؟ قالوا: بلى، إن شئت يا رسول الله، قال: الذين لا يقبلون عثرة، ولا يقبلون معذرة، ولا يغفرون ذنباً، قال: أفلا أنبئكم بشرٍ من ذلك؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره"..
ولا شك أن أكذب الحديث الظن، وأن الذين يلصقون عيوبهم وأخطاءهم على الآخرين لم ينجوا من عقاب الله عاجلاً أم آجلاً..
إن سلامة الصدر تفرض على المؤمن أن يتمنى الخير للناس جميعاً، إن عجز عن سوقه إليهم بيده.. أما الذي يبحث عن عيوب الناس، ويحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا فله عذاب أليم في الدنيا والآخرة..
وجاء في الحديث النبوي الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان، ويرفع الدرجات؟، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: تحلم عمن جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك"..
وليدرك المسلمون خطورة الخصومة، والجفاء والظنون السيئة فإنها إذا نمت وترعرعت في النفوس، شلت زهرات الإيمان الغض في القلوب، وأذوت بها في مكانٍ سحيق..
وصدق رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم القائل: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى: قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين".. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أراد الله بقومٍ خيراً ولى أمرهم الحكماء، وجعل المال عند السمحاء، وإذا أراد الله بقومٍ شراً ولى أمرهم السفهاء، وجعل المال عند البخلاء".. وصدق المولى القدير القائل: (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس، ولقد جاءهم من ربهم الهدى) النجم- (23)..
فعلى قدر نقاء السريرة، وصفاء القلب، وسمو الأخلاق ترفع الحسنات، وتضاعف الأعمال الصالحة..!!.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا