كتابات | آراء

حديث الإثنين: لا خوف على يمن الإيمان والحكمة

حديث الإثنين: لا خوف على يمن الإيمان والحكمة

بعد فشل دول تحالف العدوان عسكريا لجأت إلى الورقة الاقتصادية من خلال تشديد الحصار وحجز سفن المشتقات النفطية في مخالفة واضحة وصريحة لبنود الهدنة المعلنة من قبل الأمم المتحدة

والتي تعتبر ضامنة لها والإشراف على تنفيذ ما احتوته من شروط تمت الموافقة والتوقيع عليها من مختلف الأطراف وهذا التراجع يشكل تمهيدا لمخطط خبيث تقوم بإعداده دول تحالف العدوان بضوء أخضر من امريكا للتآمر على اليمن وتوسيع رقعة العدوان عليه وفتح جبهات جديدة حيث يقومون بتكثيف حملتهم الإعلامية وحربهم النفسية للتأثير على الجبهة الداخلية بعد أن كانوا يتوقعون بأن الدخول في هدنة ستدخل اليمنيين في حالة استرخاء فتهبط معنوياتهم فيتمكنوا بذلك من النيل من صمودهم في الدفاع عن وطنهم وسيادته وحريته واستقلاله والمحافظة على وحدته ولكنهم فوجئوا بحشود غير مسبوقة اقضت مضاجعهم لاسيما العرض الكبير والمهيب الذي شهدته مدينة الحديدة الباسلة وظلت وسائل الإعلام الصهيونية مهتمة به لعدة أيام وهي تحلل وتحذر مما سيواجه العدو الصهيوني من أخطار في حالة دخول اليمن الجديد بجيشه وأبطاله من أبناء اللجان الشعبية في المواجهات معه.
 وذلك بعكس وسائل إعلام تحالف العدوان الموجهة التي فشلت في حملتها الإعلامية فقد اصطدمت بإرادة فولاذية لشعب أثبت من خلال المواجهة الميدانية التي يخوضها جيشه ولجانه الشعبية في كل الجبهات أنه قادر على أن يدافع عن وطنه وسيادته واستقلاله مهما تكالبت عليه الأمم وهو قادر أيضاً على تحقيق معادلة الردع وما تطوير قواته الصاروخية وسلاح الجو المسير الذي وصلت غاراته  إلى عمق العدو السعودي والإماراتي إلا جزء من هذه المعادلة ، لكن وكما سبق القول في أكثر من مقال نُشر في هذه الزاوية: إن العين حمراء على اليمن ولذلك فإننا سنظل نسمع الكثير والكثير من المواقف العدائية والشائعات المغرضة التي تتصاعد في ظل الحرب الإعلامية الدائرة والتسابق على نشر الأكاذيب والمبالغة في تصويرها للأحداث الصغيرة لكي تتحول إلى أحداث كبيرة ومخيفة ، وهو ما يؤكد زيف المعلومات التي تبثها بعض القنوات الفضائية كجزء من الحرب النفسية في إطار حرب شاملة اقتصادية وسياسية واجتماعية إلى جانب الحرب العسكرية التي تستهدف تقويض معنويات الشعوب ومحاولة لتمرير مخططات ومبررات التدخل في شؤونها وهذا ما تهدف إليه الحملة الإعلامية ضد اليمن، وإن كان هذا لا يعني أن نحمّل الجهات الخارجية المسؤولية الكاملة فيما يحدث وإنما يجب علينا أن نعترف بوجود مشاكل وأخطاء نحن اليمنيون نصنعها بأنفسنا ونحن الأقدر على معالجتها من خلال الحوار والتفاهم بين كل الأطراف المعنية سواءً كانت أحزاباً سياسية أو شخصيات اجتماعية مؤثرة.
 وما يجب أن نؤكد عليه رغم وجود المشاكل وبعض القضايا العالقة هو أننا أفضل من غيرنا على الأقل في محيطنا الإقليمي، فالجميع هنا يُشارك في الحياة السياسية ويتمتع بكل الامتيازات والصلاحيات والحقوق في ظل العدوان الظالم ضد اليمن وشعبه ولم تعلن حالة الطوارئ للحد من هذه الأنشطة وهو الأمر الذي يعلق عليه أبناء الشعب اليمني أملهم في أن كل الفئات ستعمل على تحقيق شراكة منتجة تعزز المكاسب الوطنية والوقوف وقفة جادة ضد من يتآمرون على وحدة الوطن وثورته ويزرعون الألغام في طريقها مستندين على حسابات خاطئة اصطدمت بإرادة شعبية صلبة منعتهم من أن ينفذوا مخططهم الخطير وهو ما اضطرهم للاستعانة بالخارج والارتماء في أحضان جهات لا تحب الخير لليمن  في طليعتها العدو التاريخي المتمثل في الجارة الظالمة السعودية.
 إن اليمن أصبح  اليوم وبعد ما يقارب من ثمانية أعوام عدوان بفضل رجاله العظام المدافعين عنه ممثلين في الجيش واللجان الشعبية والمسنودين بأكثر من ثلاثين مليونا من البشرهم مجموع سكانه  قويا ومتماسكا ولن تزيده المؤامرات وشن الحروب عليه إلا ان يكون أكثر صلابة وتحدياً لكل من يعاديه، وقد جرب ذلك أعداء اليمن ووحدته وتقدمه في أكثر من موقف تاريخي  وما يواجهه الشعب اليمني اليوم من حرب ظالمة شنت ضده دون مبرر لم تكن سوى حملة مبيتة وموجهة تستهدف اليمن ونظامه وثورته ووحدته تحديدا، ولئن كان العداء المستحكم للشعب اليمني ليس جديدا فقد جربته جارة السوء مملكة قرن الشيطان في فترات سابقة حين كانت تتحالف مع دول كبرى وتفتح المعسكرات لتدريب المرتزقة وتسليحهم ثم ترسلهم إلى اليمن لمحاربة أبنائه وتدمير مقدراته ولكنها كانت تحصد الهزائم المتتالية وإن كانت عقدتها أنها لم تتعظ من تلك الدروس التي مرت بها.
ولنا أن نفاخر أن من أهم الانجازات المتحققة في ظل العدوان إنتاج صواريخ محلية الصنع وتطوير الصواريخ البالستية ليصل مداها إلى عقر دار العدو وفرض معادلة الردع لصالح الجيش اليمني واللجان الشعبية وكذلك صناعة طائرات بلا طيار استطلاعية وقاذفات هجومية وهو ما لم  يتوفر لأي بلد في ظل حرب كونية فرضت عليه، وما وصول الصاروخ المطور بركان 2 إلى ميناء ينبع الشعير غربي السعودية إلا دليل على فرض معادلة الردع وكذلك إطلاق دفعة من صواريخ بركان واحد في الفترة السابقة إلى قاعدة الملك فهد الجوية يثبت بأن المبادرة قد انتقلت إلى أيدي الجيش اليمني واللجان الشعبية بالإضافة إلى الانتصارات العظيمة المتحققة في جبهات ما وراء الحدود وإسقاط معسكرات كبرى ومواقع عسكرية متعددة والاحتفاظ بها عجز الجيش السعودي ومرتزقته عن الدفاع عنها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا