كتابات | آراء

(المبادرات) الأمريكية بين اليمن وأوروبا

(المبادرات) الأمريكية بين اليمن وأوروبا

سبع سنوات ونصف من العدوان على اليمن والإنسانيّة تذبح على مذابح الأمم العوراء المتحدة سبع سنوات ونصف من القتل والدّمار والحصار لم تكن كافية ليهتزّ ضمير (المجتمع الدّولي)

إذا وجد أمام فظاعة ما ارتكبه العدوان من مجازرَ وإباداتٍ بحقّ الشّعب اليمني، فمنذ إعلان العدوان الذي اتخذ لعدوانه الإرهابي على اليمن تسميات مثل (عاصفة الحزم) و(عاصفة الأمل) التي لم تحقّق أي هدف من أهدافه المعلنة لا بل لم تجنِ منها دول العدوان سوى المزيد من الهزائم أدركت قوى العدوان وفي مقدّمتها واشنطن والرياض وأبو ظبي إنّ استمرار العدوان لم يعد يجدي نفعاً في ظلّ تراكم الهزائم التي منيت بها، ومع اندلاع شرارة الحرب الرّوسية الأوكرانية باتت دول العدوان أمام حاجةٍ ملحّة لتبريد بعض الجبهات في المنطقة وإعادة تحديد أولويّاتها وعدم السّقوط في مستنقعٍ متعدّد الجبهات والأقطاب قد يستنزف الأمريكي بالدّرجة الأولى ويعمّق أزماته في الدّاخل والخارج لا سيّما في ظلّ تصاعد أزمة الطّاقة التي كانت من أولى إفرازات الحرب الرّوسيّة الأوكرانيّة والتي دفعت بالأمريكي اللّجوء للتهدئة ليس من منطلقٍ إنسانيٍّ أو قانونيٍّ أو حقوقيٍّ بل من منطلق تطويق أزماته والحدّ من عمليّة انهياره وعدم سيطرته وفقاً لما يلي:
1 - إعطاء الأولويّة في المواجهة للحرب الرّوسيّة الأوكرانيّة التي يعتبرها الأمريكي معركته بامتياز..
2 - تبريد باقي الجبهات ومحاولة إبقائها تحت سيطرته لا سيّما الجبهة اليمنيّة من أجل زيادة إنتاج النّفط في ظلّ الأزمة التي تشهدها أوروبا والعالم بعد الحرب الرّوسيّة..
3 - نزع فتيل الانفجار بين لبنان والكيان الصّهيوني على خلفية تصاعد الخلاف حول الحدود البحريّة والثّروات النّفطيّة والغازيّة للبنان..
4 - اعتماد أساليب جديدةٍ في حروبها على محور المقاومة ودوله مثل (الحصار الاقتصادي) في اليمن وغزّة وفرض المزيد من العقوبات على إيران وسوريا ولبنان وانتهاج ديبلوماسيّة الثّعالب والمراوغة لإطالة أمد الأزمات وحماية كيانات حلفائها (الإسرائيلي السّعودي الإماراتي) وضمان عدم استهدافها واستنزافها..
تلك هي الاستراتيجيّة التي يعتمدها البيت الأبيض وحلفاؤه التي تظهر الولايات المتحدة (ملاكاً من أجل السّلام) يخفي خلفه شيطان الشّرّ المطلق الذي يحمل مبادراتٍ (انسانيّة) في ظاهرها لكنّها عنصريّة وعدوانيّة في مضمونها، أولى تجليات تلك المبادرات الشّيطانية بدت واضحةً وجليةً منذ توقيع اتفاق الهدنة في اليمن. ففي ظاهر المبادرة وعنوانها (هدنة إنسانيّة) بينما في الواقع هي حربٌ وحصارٌ لا يقلّ إرهاباً وإجراماً عن العدوان العسكريّ بل هي عدوان ألبس ثوب الإنسانيّة لا سيّما في ظلّ عدم التزام قوى العدوان الأمريكيّ السعوديّ بالهدنة وإصراره على عدوانه من خلال احتجاز سفن النّفط رغم تفتيشها وحصولها على التّصاريح اللازمة من الأمم المتحدة إضافةً إلى لجوء العدوان لممارسة المزيد من الضّغط بفرض الحصار والتحكّم وعدم الالتزام بدفع رواتب الموظفين وفتح الطرقات بين المحافظات، ورفع الحصار عدا عن الخروقات اليوميّة التي ترصدها خليّة الإعلام الأمني، على المستويات الإنسانيّة والعسكريّة والأمنيّة في كافّة المحافظات، كلّ ذلك يتمّ بإشراف ما يسمّى (بالمجلس الرئاسي) ورئيسه رشاد العليمي الذي يعمل بأمرة السّعودي والإماراتي وينفّذ مخطط واشنطن التي استنفرت (إنسانيّتها) للدّفاع عن الشّعب الأوكراني (المظلوم) وخرجت لتقاتل دفاعاً عن أوروبا وشعوبها (السّامية) منذ اللّحظة الأولى للحرب الرّوسية الأوكرانيّة انبرى الأميركيّون إلى جانب الأوروبيين في معركة منع الحصار النّفطي عن أوروبا وتأمين البدائل خوفاً من انقراض (السّامية) بينما في اليمن إنسانيّة تباد وحضارة تغتال بأيدي أدوات أمريكا والرياض وأبو ظبي من المرتزقة دون أن يأخذوا العبرة من أسلافهم ودون أن يدركوا حقائق ما ستؤول إليه الأمور التي تقول أنّه في حال استمرار العدوان بوجهه الجديد واستمرار الحصار تحت مسمّى الهدنة فإنّ الأمور ذاهبةٌ باتجاه الأسوأ ونحو الانفجار الذي إن حصل هذه المرّة فسيكون كالسّيل الجارف الذي سيغرق الرياض وأبوظبي وأدواتهم حينها لن يكون الحوار إلّا باللّغة البالستيّة ولن تخط الهدنة إلا بالنّار  والآتي سينبّئكم بذلك.

* كاتب واعلامي لبناني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا