كتابات | آراء

كاريزماتيكية الوحدة في عيدها الـ"32" ..!!

كاريزماتيكية الوحدة في عيدها الـ"32" ..!!

تهل علينا الذكرى الثانية والثلاثون للوحدة اليمنية الخالدة في ظروف استثنائية بالغة الأهمية والحساسية والخطورة.. وفي ظل تغيرات سياسية.. ومستجدات إقليمية متشابكة ومتداخلة على كافة المستويات ..

إن مرور 32 عاماً من عمر الوحدة اليمنية الخالدة ليس بالأمر السهل.. بل يؤكد مدى تجذرها ورسوخها في قلوب اليمانيين الأوفياء الذين توحدوا تاريخاً ونضالاً وكفاحاً منذ بزوغ الحضارة اليمانية القديمة, وحتى بزوغ شمس الحضارات المعاصرة..
لذا علينا ان ندرك أن الزمن الماضوي بكل تجلياته وتناقضاته أياً كان لم ولن يعود إلى الوراء .. بل يظل عالقاً في ذاكرة الشعب أعلاماً ترفرف على منارات الحاضر رغم الفجوات النازفة .. والأشلاء المتناثرة..
إن الذين يحاولون جر الوطن إلى المربعات الساخنة.. والمساحات الملتهبة .. ومزالق الانفاق المظلمة.. سيحصدون في نهاية المطاف الخزي والعار والانكسار ونحن نحتفي بالذكرى 32 من عمرها المجيد.. رغم التحديات وتباين الرؤى التي تواجه مسيرة الوحدة اليمنية من بعض الرفاق- شركاء الأمس .. فرقاء اليوم – فلابد أن نعيد بوصلة مسارها الصحيح دون غوغاء أو غلواء – وماهي الأخطاء التي ارتكبت بحقها.. والممارسات العشوائية التي مورست ضدها طيلة العقود التي خلت.. بكل ما فيها من سلبيات فادحة, وتراكمات نازفة, أساءت كثيراً للوطن أرضاً وإنساناً ووحدة..
لذا علينا ان نحتكم إلى منطق العقل والحكمة اليمانية التي افتقدناها كثيراً في ظل الظروف المأساوية الراهنة.. وأن نعالج أخطاءنا بعيداً عن الحماقات البلهاء .. والتصرفات الرعناء.. والمناكفات الهوجاء.. التي ساقت الوطن إلى مزالق خطيرة.. وأدت إلى انسلاخ وانشراخ بين القوى الوطنية والمكونات السياسية المتباينة .. ودفع ثمنها كل أبناء الوطن شمالاً وجنوباً دون جريرة أو ذنب ارتكبوه في حقها..
لذا عندما نستقرئ أحداث التاريخ – قديماً وحديثاً- وندرك أن الشعوب العظيمة والشامخة والمتحضرة هي التي تحمل مشاعل الحرية والعدالة والمساواة .. رافضة كل أساليب الخداع والتضليل ووسائل القمع والبطش والعنف .. وتكميم الأفواه.. مهما كان اتساع فجوات الخلاف .. أو رقعة الاختلاف.. لأن كاريزماتيكية الوحدة المتجذرة والراسخة في أصول هذا الشعب منذ القدم تمنحه كل مقومات الحصانة والبقاء والخلود السرمدي الأزلي..
أما الذين يحاولون هرطقة الوطن وتجزئته إلى كانتونات, ودويلات متنافرة, وإرجاع عقارب الساعة للوراء .. نقول لهم إن حقائق التاريخ ووقائعه واحداثه ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ترفض ذلك جملة وتفصيلاً, لأن اليمن موحد أباً عن جد منذ سبأ وحمير, وما دون ذلك.
من هنا نقول لأصحاب المشاريع المهترئة, والأجندة الساقطة, وفلول المرتزقة الذين يسعون وراء الدرهم والدينار ضاربين مصلحة الوطن أرضاً وانساناً ووحدة وهوية عرض الحائط, غير مبالين بالنتائج الكارثية, والعواقب الوخيمة التي قد تهلك الحرث والنسل, وتوقظ النعرات المناطقية والطائفية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد.
وهذا ما يتمناه أعداؤنا المتربصون بنا اليوم من كل حدب وصوب..

صفوة القول:
الوحدة اليمنية تعتبر مكسباً وطنياً فريداً, وعظيماً للشعب اليمني, لأنها تعزز قيمة الولاء الوطني وتجسد روح المواطنة المتساوية, وتحافظ على الهوية الواحدة بين أبناء الوطن الواحد شمالاً وجنوباً خاصة في ظل العولمة وما يحدث الآن من تمزيق وحروب وفتن في دول عربية كالعراق ولبنان والسودان وسوريا وغيرها خير شاهد وبرهان..
أفيقوا يا أبناء اليمن العظيم من سباتكم العميق.. واعلموا ان قوتكم في وحدتكم.. ورقيكم وازدهاركم في توحيد كلمتكم..
أما الخروج عن الثوابت الوطنية ففيه الهلاك والسقوط في براثن الضياع والعمالة والحروب الشعواء.. اتركوها فإنها منتنة.. لا تحلق الشعر.. بل تحلق الدين والوطن عن بكرة أبيه..

خلاصة الخلاصة:
ليدرك الجميع ان اليمن قادم على سيناريوهات عديدة ومتداخلة وقد تقود البلاد إلى مزالق خطيرة كارثية, إن لم نتمسك بالوحدة اليمنية ارضاً وانساناً وهوية وانتماء ..
فالخيرية في هذه الأمة قائمة منذ بزوغ فجر الرسالة الإسلامية الخالدة وحتى قيام الساعة.. كما قال المولى العلي القدير: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".. سورة آل عمران (110).
رغم كثافة السحب الداكنة.. وسواد الأفق إلا ان ثقتنا بالله قوية .. مصداقاً لقوله تعالى " ما ظنكم برب العالمين".. فلتكن ثقتنا بالله قوية .. وكل عام واليمن من أقصاه إلى أقصاه بخير وأمن ورقي واستقرار..!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا