كتابات | آراء

حديث الإثنين:تضليل أمريكي مفضوح..

حديث الإثنين:تضليل أمريكي مفضوح..

بدون حياء أو خجل تعلن الإدارة الأمريكية موافقتها السريعة على طلب الإمارات نشر الجيل الخامس من الطائرات الحربية لحمايتها وتقف بكل بجاحة إلى جانب الإمارات في عدوانها على اليمن إضافة الى دعمها لدول التحالف علنا لاستمرار عدوانها وحصارها الذي مضى عليه ما يقارب سبعة أعوام  ولا تتورع إدارة بايدن في تزويد السعودية التي تمثل رأس الأفعى بأحدث أنواع الأسلحة التي تنتجها المصانع الأمريكية كما تقود مناورات عسكرية بحرية في البحر الأحمر تشارك فيها ستون دولة بما فيها الكيان الصهيوني مما يؤكد أن أمريكا هي العدو الأول للشعب اليمني وما الدول المشاركة في تحالف العدوان إلا أدوات منفذة لما تمليه عليها السياسة الأمريكية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وإذا كان بعض المسؤولين الأمريكيين يصرحون بأن الحل الأمثل لإنهاء العدوان على اليمن يتمثل في الدبلوماسية والحوار فما ذلك إلا لذر الرماد في العيون بهدف تضليل العالم حول الموقف الأمريكي المعادي للشعب اليمني وهو تضليل مفضوح بدليل أن أمريكا هي من يضغط على مجلس الأمن حتى لا يغير موقفه ويصدر قرارا بإيقاف العدوان على اليمن وهي سياسة تهدف بدرجة أساسية إلى فرض المزيد من تضييق الخناق والاستمرار في سياسة الحصار والتجويع المفروضة على الشعب اليمني منذ سبعة أعوام بما في ذلك احتجاز السفن ألتي تحمل الوقود رغم تفتيشها وحصولها على تصاريح بدخولها من الأمم المتحدة إلى ميناء الحديدة غير مستوعبة لكافة متغيرات الواقع الذي أفرزه استمرار فرض الحصار غير المبرر والذي وصل الى حد غير مقبول أو معقول  لا من الناحية الأخلاقية والإنسانية أو القانونية أو حتى الأعراف الدولية إضافة إلى انتهاك الحظر للحقوق الإنسانية للأطفال والشيوخ والنساء الذين ألحق بهم هذا الحصار الظالم أبلغ الضرر.
ولا أيضا من حيث تصادمه وتعارضه مع مصالح العديد من الدول التي ظلت تربطها مصالح مع اليمن بما فيها الدول المجاورة التي أصبحت خاضعة للإرادة الأمريكية والرغبات البريطانية وهو ما يذكرنا بذلك الحصار الظالم الذي فرض على العراق في فترة سابقة وكان هدفه إخضاع العراق بمبرره الظاهري لقرارات الشرعية الدولية بينما الحقيقة أن الهدف من الحصار كان تدمير العراق وإخضاعه لإرادة أمريكا وبريطانيا وهذا ما حدث فعلا فيما بعد عندما تم غزوه واحتلاله والسيطرة على مقدراته وما يزال يعاني  حتى اليوم، نحن على ثقة أن العالم بات يرفض بشدة الظلم والعدوان المفروض على الشعب اليمني لولا الضغوط الأمريكية ولا يرى في استمرار الحصار عليه ما يبرره وهو منطق يستقيم مع حقائق الواقع التي لم يدركها أولئك الذين لم ينظروا إلى معاناة شعب بأكمله أنهكه الحصار ولكن تملكتهم ودون أدنى شعور بالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية الرغبة في الانتقام منه وتدميره حتى وإن رفعوا شعار المناداة بتحقيق السلام وهم يدركون في يقينهم أنهم غير قادرين على تحقيق ذلك طالما والإدارة الأمريكية هي صاحبة الأمر والنهي ولا يستطيع أي طرف من أدواتها الخروج عن طاعتها وإرادتها.
وهنا يطرح السؤال نفسه: هل آن الأوان للوقوف بموضوعية وإنصاف إزاء ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار ظالم مضى عليه سبعة أعوام ويزداد تصعيداً خاصة هذه الأيام بعد أن عادت ما يعرف بدويلة الإمارات لتفعيل دورها ودعم مرتزقتها تلبية للرغبة الأمريكية وهل سيتم استيعاب المتغيرات وتفهم حقائق الواقع بعيداً عن عجرفة القوة أو التعصب الأعمى الذي لا يؤدي سوى إلى ارتكاب المزيد من الشرور والآثام.
لقد أفرزت فترة العدوان الماضية معادن الرجال وكشفت الأقنعة التي ظلت تخادع الشعب اليمني ردحا من الزمن بل وكشفت في الوقت نفسه أن العملاء والمرتزقة الذين ارتموا في أحضان أعداء اليمن قد رصدت لهم العملات الصعبة لغرض قذر يستهدف تفجير وتمزيق الوطن اليمني ووحدته من الداخل وهي محاولة رخيصة لضرب القوى الوطنية المتصدرة لمشهد الدفاع عن الوطن وسيادته وحريته واستقلاله، وقد برهن هؤلاء العملاء من خلال وقوفهم مع تحالف العدوان  أنهم كانوا وراء معظم المؤامرات التي تعرض لها الشعب اليمني قديما وحديثا بهدف تمزيق نسيجه الاجتماعي والتأثير على وحدته الوطنية عبر شق الصفوف غير مدركين أن اليمن اليوم وبعد كل هذه التضحيات الجسام في مواجهة تحالف العدوان يستعد للانتقال إلى مرحلة جديدة من تثبيت الدولة الحديثة وهو ما يتوجب على كل القوى السياسية والشعبية المخلصة لهذا الوطن المعطى وأرضه الخيرة بأن تضطلع بواجباتها تجاه كل الحملات والتآمرات المعادية لليمن ولوحدته وتلاحمه من خلال إتلافها والتمسك بوحدة الصف  ضد كل من يحاول اختراقه أو المساس به خاصة بعد أن أصبح كل شيء مكشوفا وبانت حقيقة كل المتآمرين  الذين لم يستطيعون التخلي عن طبيعتهم التآمرية التي تطبعوا بها وشربوا من كأسها حتى الثمالة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا