كتابات | آراء

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!..- 112 -

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!..- 112 -

وأما " الدويلة اللقيطة , السقيطة " المُسَمَاة " دولة الإمارات العربية المتحدة " , التي تضم سبع امارات من مشيخات النفط الخليجية , ولايتجاوز عمرها خمسة عقود من الزمن ,

فهي وكما هو معلوم للجميع وليد فكرة استعمارية بحتة , حيث جرى تأسيسها على أيدي الإستعمار البريطاني البغيض , وهي تدين بولائها المُطلق لأسيادها في الغرب , وتنفذ مُخططاتهم وتخدم أجندتهم ومصالحهم وتتماهى تماماً معها بمنتهى الخسة والخيانة والتبعية .
ولم تكتف هذه الدويلة الصغيرة التي لاتتجاوز مساحتها 75 ألف كم 2 , وعدد سكانها لايربو عن ال800 ألف نسمة بهذا الدور المحدد الذي رُسم لها لتلعبه في المنطقة منذ تأسيسها في سبعينيات القرن الماضي , بل إنها أخيراً أتجهت للإرتماء في أحضان اسرائيل , وسارعت إلى التطبيع معها بخطى مُتسارعة وسعي حثيث , لتُؤكد بذلك مدى ضآلتها ودناءة حكامها الخونة من مشائخ النفط الذين عاثوا في الأرض فساداً منذ ظهورهم على سطح الأحداث .
ولكي نعرف هذه الدويلة , أو بمعنى أدق وأصح وأوضح هذه الأداة الطيعة للغرب وإسرائيل , فلا بَدَع ولا جَرَم هُنا أن نسترشد , ونستشهد بما تضمنهُ تقرير استخباري خطير عن سر مجهول إسمه ( الإمارات) , لنعرفها أكثر , وتتضح لنا صورتها القبيحة التي هي عليه .
‏ ولعل سر "الإمارات" , هذا الذي لا يعرفه أحد , قد كشفه وأفشاه لنا الإعلامي العربي الشهير جمال ريان , المُذيع في قناة الجزيرة الفضائية الإخبارية في تقرير مُفصل كتبه عن الإمارات , هذه الدويلة الخليجية الصغيرة التي أعلن عن قيامها في عام 1971م على أيدي البريطانيين.
يقول ريان في سياق التعريف بهذه الدويلة :" لا أحد يعرف كيف لبلد مثل *"الإمارات"* ، الصغير في مساحته التي لا تتعدى الـ(75) ألف كلم2 ، و عدد سكانه الأصلييين ، الذي لم يتجاوز حتى الآن الـ(800) ألف نسمة ، أن يشهد مثل هذه النهضة السريعة ؟!." .
والإمارات , والكلام لايزال لريان  :" لا تملك تاريخاً سياسياً و لا حركات تحرير ، و لا مؤسسات ثقافية أو فكرية ،
هل نفخ بها *الشيخ زايد* سورة "يس" ، لتصبح بين ليلة و ضحاها مزدهرة بالبناء و الإعمار ،  وتمتلك واحداً من أكثر الاقتصاديات نمواً في غرب آسيا ؟!. " .
وأضاف الإعلامي الفلسطيني جمال ريان :" ‏الحقيقة : إن اليهود وراء إنشاء *"مشروع  الامارات"* ، حيث فكر "اغنياء اليهود" في الغرب ، بإنشاء مستوطنة يهودية في الشرق الأوسط ، ترعى المصالح المالية و حركة التجارة ، دون الحاجة إلى التعامل مع "الدولة" *الأم* لأسباب سياسية و غيرها " .
‏وبحسب نفس المصدر , فمنذ عام 1971 ، و هو *عام التأسيس ، ضمن الغرب تجزئة الإمارات إلى ست ثم إلى سبع إمارات ، و لكل إمارة أمير و جيش و شرطة وأمن و ....الخ ،
فيما إمارة *أبو ظبي* تشغل أكثر من ثلاثة أرباع المساحة ،
ليسهل عليهم عدم استطاعتهم تشكيل نواة دولة .
‏وأردف ريان قائلا :" حتى لو سلمنا ، وفقاً للإحصاءات الرسمية ، أن عدد سكان الإمارات "750" ألف ،
فماذا يساوي هذا ، بعدد الأجانب الذين يقطنون الإمارات ، و البالغ عددهم (9) مليون نسمة ، من (200) جنسية ، و (150) قومية؟!!
فحتى لو تحول جميع السكان إلى جهاز مخابرات و أمن و جيش ، لما تمكنوا من حماية بلدهم !!.." .
وذكر الإعلامي ريان في تقريره , أن المُذهل في دولة الإمارات ، أنك حين تدخل ، و كأنك قد دخلت إلى بلد أوروبي ، أو أحد البلدان الآسيوية المتقدمة ، حيث النظام الدقيق ، و التعامل المهني ، و الانضباط العالي في النظام ، و أناقة الشوارع والنظافة ،  ولكن من الصعب أن تعثر على مواطن *"أصلي"* ؛ فجميع التعاملات التي تبدأ من المطار و حتى السكن ، بيد *"الأجانب"*
‏و قال :" هناك عرب من بلدان  مختلفة ، فيما لا تكاد تحصي عدد الرحلات عبر المطارات ، المنافسة لأكبر المطارات في العالم، في السعة و الخدمات ، ولا عدد السفن و البواخر في الموانئ ، حتى تكاد تصاب بالذهول !!.." .
‏ويتساءل هذا الإعلامي العربي الذي يعمل مُذيعاً في قناة الجزيرة , كما سبق وذكرنا : هل من المعقول أن هذا *"الإماراتي"* البسيط في تفكيره ، و مديات تطلعاته ، أن يدير هذه الماكنة المعقدة ؟.
ويخلص ريان إلى القول :"
الإمارات عموماً ، وأبو ظبي خصوصا ، تضم أعلى نسبة أثرياء في العالم ، حيث يقدر عددهم بـ"75" ألف مليونير ، فيما يشكل اليهود الأثرياء النسبة الأعلى فيهم , وهذا يعني توفير بيئة آمنة لهذا الخزين المالي الكبير , لذا ،ليس غريباً أن من قاد محمد بن زايد من يده باتجاه *"اسرائيل"* ، هو المليونير اليهودي *"حاييم سابان" .
وأوضح ان الإمارات هذه ليست مجرد عمارات شاهقة ، وشوارع   انيقة ، وحركة تجارة و الآن مصانع و ورش ،  إنما هي مستوطنة للتآمر على الأمة.
والسؤال المهم الذي يفرض نفسه هُنا ويبحث عن اجابة مُقنعة : ما حاجة الإمارات أن تكون الدولة الخامسة في الانفاق على الأسلحة وأين هو جيشها , وعن أي حدود تدافع ؟.
والجواب عن هذا السؤال المثار , هو بحسب ريان أيضاً هو :" إن جميع هذه الأسلحة ، سواء المعلن عن صفقاتها أو غير المعلن عنها ، يذهب إلى التآمر على دول المنطقة ، حيث ليس هنالك من دولة عربية أو إسلامية في المنطقة ، إلا و تجد أن *الإمارات* داخلة على مشروعها الاقتصادي أو السياسي أو الامني ، و خلق الفوضى فيه " .
‏ثم يعود ريان إلى التساؤل مُجدداً : هل تمتلك أسرة *آل زايد* كل هذا العقل ، لتدير كل هذه الملفات المعقدة ؟؟
و هل من مصلحة مشايخ *الإمارات* ، كل هذا التدخل الواسع في شؤون دول ، تبعد آلاف الكيلومترات عنها ؟.
ويسأل كذلك لماذا  لا يحكم أصحاب رؤوس الأموال *"دولة الإمارات"* بشكل مباشر ، بدلاً من هؤلاء  الأعراب و عناوينها ؟.
وهذا السؤال يجيب عنه كتاب : *"اليهودي العالمي"* ،
لمؤلفه *هنري فورد* ، صاحب شركة فورد عام 1921 ، حيث يقول :  إن *"اليهود يفضلون أن يقودوا العالم من الخلف"* .
بيد أن هناك ‏سؤال آخر يأبى إلا أن يكون مُثارا ومطروحاً , وبإلحاح يقول : "  لماذا  لم يختاروا *"إسرائيل"* بدلاً من *"الإمارات"* ، كي يحركوا رؤوس الأموال ، خاصة و أن أرض فلسطين وفيرة في أرضها ، و في جمال طبيعتها ، ولها موقع جغرافي مهم وإطلالة  على البحر ؟.
والجواب على مثل هكذا سُؤال وفقاً لما أدلى به ريان من دلو بهذا الشأن : " إسرائيل غير صالحة للاستثمار ، لأنها *"ساتر عسكري"* ، و مهددة في كل لحظة ، وغير مرغوب التعامل معها تجارياً في المنطقة ،
أي : *"غير مستقرة"* ، وواجهة العمل فيها اليهود " .
وعلى ضوء ما تقدم يمكن اعتبار  دويلة الإمارات هذه ,  مستوطنة إسرائيلية ، منذ عام 1971م , عام تأسيس وإنشاء هذا الكيان المشبوه على أيدي المستعمرين الإنجليز .
ولأنها دولة قامت في زمانها ومكانها , وهي بلا تاريخ ولا عراقة ولا أصالة وأساس عظيم تزهو به , وتتشكل من أثنيات وقوميات مختلفة من كافة أنحاء العالم , أي ما يمكن اعتباره " مجتمع هجين " تحكمه المصالح ولغة البزنس والتجارة والربح فقط , وليس للقيم والأخلاقيات حضور قوي فيه , فإننا نلحظ أن مُشاركتها في العدوان على اليمن طرف أساسي إلى جانب السعودية وبقية تحالف دول العدوان الأخرى من مُنطلق الشعور بالدونية وعُقد النقص التي تطغى عليها , حيث أن الأمارات هذه لا يمكن أن تُقارن ببلد عظيم أصيل , عريق غني بتاريخه وحضارته كاليمن , ولا يمكن أن ترقى إليه بأي حال من الأحوال , ولعل هذا هو سر حقدها الدفين على اليمن واليمنيين , وسر حماسها الزائد في محاولة الإجهاز عليه والقضاء على أي حلم طمُوح فيه يجعله أو يُهيأ له الفرصة ليكون في مصاف الدول المتقدمة , وهو مُؤهل بالفعل لأن يصبح كذلك نظراً لما يمتلكه من امكانيات وخيرات وثروات بل ومؤهلات كثيرة لا تملكها الإمارات أو غيرها , وهذا لعمري لا يرضي أبو ظبي وغيرها ممن يحرصون على إبقاء اليمن أسيرة مشاكلها وتخلفها وصراعاتها وفقرها على الدوام !
...... يتبع ......

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا