كتابات | آراء

كلك نظر:منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967م – 1990م - الحلقة (104)

كلك نظر:منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967م – 1990م - الحلقة (104)

لم تقتصر الأحداث خلال عام 1978م وما أسفر عنها من حالات القتل حرقاً أو خنقاً أو رمياً بالرصاص بالإضافة إلى الإخفاء القسري من ذاك العام إلى اليوم

وجميع الضحايا من المواطنين الأبرياء على منقطة عمار محافظة إب والتي ذكرتها بالتفاصيل من الحلقة رقم 65 إلى الحلقة رقم 101 من هذا البحث- أي 37مادة- بل شملت مناطق أخرى من شطري الوطن, حالة واحدة في الجنوب وعدة حالات في الشمال.
ملاحظة: سألني بعض القراء من أبناء المنطقة الوسطى: لماذا لم أكتب عن ضحايا السلطة من أبناء مخاليف الحبيشيةوالرياشية والعود وغيرها من مخاليف المنطقة الوسطى أسوة بأمثالهم من المواطنين ضحايا السلطة في منطقة عمار؟ فقلت لهم: الأسباب بسيطة وهي أني لم أجد شهود عيان للحالات في المخاليف المذكورة أما منطقة عمار فهي المخلاف الذي انتمي إليه جغرافياً وقد استقريت فيه خلال الفترة من أول يناير من عام 1977م إلى 30نوفمبر من العام 1979م وكنت عضواً مقاتلا في منظمة المقاومين الثوريين ثم عضواً مقاتلا في الجبهة الوطنية وخلال تلك الفترة عرفت جيداً عن تلك الأحداث وضحاياها وقبل سنوات قليلة عرفت تفاصيلها من شهود عيان ثقاة بشكل أفضل من السابق, لذلك كما قرأتم من الحلقة رقم 7إلى الحلقة رقم 64كتبت عن الحروب بين السلطة وبين رفاقنا بشكل غير مفصل كون الطرفين كانا محاربين أما من الحلقة رقم 65إلى الحلقة رقم 101-أي 37مادة-فقد كتبتها بشكل مفصل لأقل من خمسة أشهر من الأحداث كون الضحايا فيها كانوا من غير المحاربين- أي أنهم كانوا مواطنين أبرياء.
عودة إلى الموضوع: نعم لم تقتصر الأحداث خلال عام 1978م وضحاياها من المواطنين الأبرياء على منطقة عمار خلال الفترة من أوائل أغسطس إلى أواخر ديسمبر من العام 1978م بل شملت مناطق أخرى من اليمن من أول عام 1978م إلى آخره, لقد كان عاما أسودا شهد من الجرائم والضحايا من المواطنين الأبرياء ما لم يشهده أي عام من القرن الماضي ففي ذاك العام الأسود 1978م سمعت عن عشرات الجرائم التي ارتكبتها السلطة وأعوانها بحق مواطنين أبرياء من أبناء المنطقة الوسطى ومناطق أخرى تتراوح ما بين القتل والضرب المبرح أو التهديد بالقتل و الاعتقال غير المبرر أو نهب ممتلكات وكل ذلك إما لكون المواطن المجني عليه من أقارب أحد أعضاء الجبهة الوطنية أو لمجرد الشك أنه يناصر المعارضين للسلطة آنذاك وأغلب الظن أن تلك الحالات حدثت فعلا ولكن وللأسف لا استطيع تدوينها هنا أوأن أدون بعضها أو حتى حالة واحدة منها وذلك لسببين: السبب الأول عدم وجود وثائق مكتوبة وهي قليلة جداً في مثل هذه الحالات والسبب الثاني عدم وجود شهود أو شاهد عيان وهذا السبب الثاني له ثلاثة جوانب الجانب الأول أن شهود العيان الثقاة الشجعان أغلبهم قد ماتوا والجانب الثاني أن بعض شهود العيان قد أصبحوا مصابين بمرض "الفوبيا" وهذا المرض هو مرض الخوف.. والجانب الثالث هو أن من تبقى من شهود العيان يخافوا من انتقام مرتكبي الجرائم المذكورة لذا يتعمدون إخفاء شهاداتهم وعدم الإدلاء بها رغم معرفتهم أن الإدلاء بالشهادة وبصدق يعد أمانة في ذمة الشاهد ولا تبراء ذمته إلا بتأديتها وقول الحق مهما كانت العوائق.
إن تدوين الجرائم عام 1978م والتي ليست بالطبع الوحيدة وليست وليدة عام 1978م بل إن جرائم السلطة بحق مواطني المنطقة الوسطى بشكل خاص وبقية المناطق بشكل عام قد بدأت عام 1970م ولم تتوقف حتى سقوطها لكن عام 1978م كان هو الأسوء والأبشع بصفة مطلقة لا ينكرها عاقلان.
إن الشهود عيان الذين قصدتهم لعام 1978م هم الآن بسن متقدم أصغرهمقد بلغ من العمر50عاماً وأكبرهم 80عاماً أو أكثر والحالات التي دونتها بدون شهود عيان وبدون تفاصيل أيضاً أعتبرها براءة ذمة.. وهنا وبهذه الأسطر أناه توجب علي أن أدون براءة ذمة إضافية ضد رفاقنا في منظمة المقاومين الثوريين والتي كبرت في أواخر 1978م إلى جبهة وطنية ديمقراطية فأنا منذ قدومي من عدن إلى المنطقة الوسطى في بداية يناير من العام 1977م حتى مغادرتي المنطقة وعودتي إلى عدن في 30يونيو من عام 1979م- أي مدة سنتين ونصف- وخلال تلك الفترة التي عشتها بين صفوف أعضاء المنظمة ثم أعضاء الجبهة الوطنية سمعت عن حالات انتهاك أو بالأصح جنايات يرقى بعضها إلى الجرم بحق مواطنين من قبل بعض رفاقنا وعددها أربع حالات وهي على النحو التالي:
• الحالة الأولى: أحد رفاقنا اعتداء بالضرب المبرح على أحد المواطنين.
• الحالة الثانية: أحد رفاقنا اعتداء الضرب المبرح على أحد المواطنين.
• الحالة الثالثة: أحد رفاقنا شتم أحد المواطنين بعبارات نابية وهدده بالاعتقال والسحل.
• الحالة الرابعة: أحد رفاقنا شتم أحد المواطنين بألفاظ بذيئة.
وسبب الحالات الثلاث الأولى هو شك الجناة بأن المجني عليهم جواسيس مع السلطة ضدنا وهي أسبابوأعذار واهية أما الحالة الرابعة فالسبب شخصي صرف ويعتبر عذر أقبح من ذنب وقد كنت أريد تدوين الحالات الأربع بالتفصيل وبشفافية مع ذكر أسماء الجناة وأسماء المجني عليهم لكن الذي منعني ليس شخص أو أشخاص بل هو عدم وجود وثائق وشهود عيان وتوابع هذا الشأن نفس ما ذكرت عن الطرف الآخر المتمثل بالسلطة وأتباعها أكان ذلك في المناطق الوسطى بشكل خاص أوبقية المناطق بشكل عام.
خلاصة الكلام حول الأربع الحالات أود القول بأنه صحيح أنها حالات فردية وليست جماعية كما أشاعته السلطة وصحيح أن قيادات المنظمة هم قيادات صاغ سليم ومن ذوي النزاهة والصدق والأخلاق المرتفعة وليس العكس كما أشاعته السلطة لكن الصحيح أيضاً أن 1% كحد أدنى أو 2% كحد أقصى من رفاقنا في المنظمة والجبهة كانوا معتوهين وسيئين وقد كان ضررهم علينا أكثر بكثير من فوائدهم وقد استغلت السلطة سلوكهم وعممته علينا دون وجه حق وازداد العنف المسلح ضدنا والعنف لم يولد غير عنف آخر..
ختاماً لهذه المادة أكرر عبارات قلتها من سابق وهي: ألا لعنة الله على مشعلي وممولي الحروب التي كانت ومازالت ترافقنا نحن اليمنيين كظلنا من أيام الجاهلية الأولى إلى اليوم.
يتبع العدد القادم

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا