كتابات | آراء

بوح اليراعك أ(مَلِكُ البحرين)؟ أم(ذُو القرنين)؟

بوح اليراعك أ(مَلِكُ البحرين)؟ أم(ذُو القرنين)؟

دويلة البحرين ذلك الكيان الجغرافي والسياسي المتناهي الصغر إلى مستوى قياسي ابتُليَت -منذ عام 1999م وهو عام صعود المدعو حمد بن عيسى آل خليفة أميرًا لها- بحاكم غايةً في الأنانية والنرجسية دفعته أنانيته ونرجسيته الأكثر إيغالاً في العبثية -بادئ ذي بدء في عام 2002- إلى المروق بإمارته المحدودة المساحة والتأثيرات السياسية -في مجرَّد التسمية-

من نادي الدويلات ذات الأنظمة الإمارية وإقحامها -وبما لا يتناسب مع حجمها ومقامها- في نادي الاستبداديات العربية ذات أنظمة الحكم الملكية ظنًّا منه أو توهُّما أن المكانة السياسية للدول مرهونة بما تحمله من أسماء، فقد حمل ذلك الحاكم لهثُه المُهلك لنيل صفة(ملك) على تجرُّع الأمرَّين في سبيل تغيير اسم دويلته الصغيرة المساحة القليلة السكان في آن -في ظرف عامين- من (إمارة البحرين) إلى (مملكة البحرين) وكأنَّه سيؤتى –بسبب الفرق بين التسميتين- (مُلْكَ ذي القرنين)، ثم لم يلبث -في ضوء ذلك التحوُّل الذي اعتبره أكثر من مُذهل- أن وجه مستشاريه الكُثُر لشؤون الهندام وإتقان التمَظْهُر بترصيع بزَّته العسكرية التي يرتديها بدون أحقيَّة بالكثير من الأوسمة والنياشين التي تستهويه ألوانها ومظاهرها ولا يكاد يفقه دلالات أكثرها.
بيد أن ذلك التحوُّل غير المُنطلق من مُنطلقات موضوعية ووجودية لم يَعُدْ على ذلك الحاكم النرجسي والحالِم بغير المزيد من الغرق في مستنقع العبودية للأسرة السعودية المدينة في نشأة مملكتها -مُنذ الأطوار الجنينية إلى ما باتت تتمتع به من مكانة إقليمية راهنة آنية- للماسونية الصهيونية.
ولمَّا لم يُحقق تغيير تسمية تلك الدويلة الهامشية لذلك الحاكم المُنفصم الشخصية سوى المزيد من الشعور بالتقزُّم الذي رفد نفسيته المأزومة بالمزيد من التأزُّم، فكان لا بد له -في ظل انصياعه المعهود واللامحدود لآل سعود- من البحث عن أيَّة وسيلة من شأنها منحه -في أقصر توقيت- ما يصبو إليه من الظهور والشهرة وذيوع الصِّيت، حتى ولو تسبب لجوئُه إلى تلك الوسيلة بانسلاخهِ وانسلاخ دويلته من العروبة والملَّة.
وقد استغل حلفاؤه الخليجيون المنافسون له في تقديم فروض الطاعة والولاء للكيان الصهيوني تعطشَه التام للظهور ولو على حساب انتمائه إلى الإسلام فزيَّنوا له احتضانَ بلده المتناهي الصغر إلى حدِّ أنه لا يكاد -في معظم أرجاء المعمورة- يُذكَر أولى فعاليات التنفيذ الفعلي لـ(صفقة القرن الترمبية) التي انعقدت يومي 25 و 26 يونيو من العام 2019م المنصرم في عاصمة دويلته (المنامة) وأوصى بيانها الختامي بضرورة ضخِّ الأموال الخليجية للاستثمار في الأراضي المحتلة لما من شأنه تكريس المعادلة السياسية والعسكرية المختلة لمصلحة الوجود الصهيوني على حساب الحق التأريحي للشعب العربي الفلسطيني والتي يمثل انخراط الأنظمة المحسوبة على الأمة العربية في تنفيذها تفريطٌا تامًّا بقضية العرب والمسلمين المحورية (القضية الفلسطينية).
ولم يقف هذا الحاكم القَزَم عند هذا الحدِّ من المشاركة العلنية في الإضرار بالقضية العربية الفلسطينية، بل إن حبَّه للظهور وولعه بالتمظهُر إلى حدٍّ يفوق التصوُّر قد دفع به -في الـ16 من أكتوبر- إلى مسابقة رمز الفجور والفسوق الزائد (محمد بن زايد) في توقيع اتفاقية تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني بتسرُّعٍ جنوني ونوعٍ من الاستباق الذي يعكس ما تختزنه نفسيته الخبيثة من نفاق.
والأدهى والأمر أن تشبُّثَ هذا الحُوَيْكِم الأحقر بأسباب الظهور حتى بأقبح ما يُمكن من مظهر قد حمله -مؤخرًا- على إرسال وفد حكومي رسمي لزيارة الكيان الصهيوني يستحثُّه على الإسراع في تبادُل فتح السفارات وتبادُل تسيير الرحلات، وبحسب موقع "الجزيرة نت" فقد: (أعلن وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني رئيس الوفد الزائر -الأربعاء الـ18 من نوفمبر الجاري- أنه تقدَّم بطلبٍ رسميٍّ إلى الحكومة الإسرائيلية لفتح سفارة في إسرائيل، والعمل على تأمين 14رحلة جوية أسبوعية بين البلدين.(
وفي سياق تلك الزيارة ذات المدلولات القاتلة يُلمح الموقع ذاته إلى ما كان قد سبق التطبيع الذي نحن بصدد تناوله من تطبيع سريٍّ من تحت الطاولة بقوله: (وفي ندوةٍ صحفية جمعت الزياني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قال نتنياهو: إن تل أبيب والمنامة كانتا على تواصل منذ سنوات قبل توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين الجانبين.
وأضاف رئيس حكومة العدو -واضعًا صَهْيَنَةَ النظام البحريني العميل على المحك-: "وإن السلام بين إسرائيل والبحرين مبني على أسس متينة من التعاون المشترك.("

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا