كتابات | آراء

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!.._ 86 _

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!.._ 86 _

ورغم الهزائم المنكرة التي مُنيت بها السعودية وحلفائها في حربهم الظالمة على اليمن , وفشلهم الذريع في تحقيق أي تقدم يُذكر على الأرض ,

يجعلهم بالتالي يفرضون شروطهم عند أي تفاوض لإنهاء الحرب , تصر المملكة ومن معها على المضي قدما في ورطتها في اليمن وتؤكد بسياستها المُنتهجة حيال ذلك أنها أصبحت في أسوأ أحوالها وفي موقف عصيب لا تُحسد عليه .
ولا تزال القوات السعودية برغم فضيحة جيزان الأخيرة إثر تولية جنودها وضباطها الأدبار , لاتزال هذه القوات المندحرة تراهن على الخيار العسكري لإعادة اعتبارها الذي فقدته في معركة جيزان مؤخرا , حتى ولو كان ذلك في الوقت بدل الضائع .. وتأتي هذه المحاولات اليائسة لتلك القوات المهزومة برغم الانتكاسة العسكرية التي تعرضت لها في جبهات نجران وجيزان الحدودية مع اليمن .
 ورغم مضي أكثر من اسبوع على تعرض السعوديين لمثل هذه الانتكاسات المتكررة , تجدهم مع ذلك يعملون على تحريك أذرعهم في جبهات الداخل اليمني , وتحديدا في المناطق القريبة من الحدود اليمنية مع نجران المحتلة منذ ثلاثينيات القرن الماضي , إلا أن مثل هذه المحاولات السعودية قل ما يُكتب لها النجاح .
ولذات الغرض وضمن محاولات المملكة لتعويض خسائرها واسترداد بعض اعتبارها المفقود دفع السعوديين في الأيام الماضية بقوات موالية للرئيس منتهي الصلاحية عبد ربه منصور هادي في محور مديرية خب والشعف الواقعتين في محافظة الجوف اليمنية , للتصعيد هناك ضد الجيش اليمني ولجانه الشعبية.. ووفقا لمصادر محلية فقد قامت قوات هادي المدعومة بطيران تحالف العدوان بشن عملية هجومية استهدفت مواقع الجيش اليمني واللجان الشعبية في محيط معسكر الخنجر الذي سقط تحت سيطرتهم أواخر الشهر الماضي , للمرة الثانية خلال عام واحد .
وطبقا لنفس المصادر فإن هذه العملية العسكرية الصحراوية بالجوف تم التحضير لها من قبل وزارة الدفاع التابعة لهادي , وبالتنسيق المباشر مع قيادة التحالف في الرياض.. مشيرة إلى أن هذه العملية انطلقت مساء الأثنين الماضي واستمرت حتى مساء الثلاثاء , دون أن تحقق أي نتائج على الأرض .. ومثل هذا التصعيد العسكري من قبل قوات هادي هنا وهناك , يأتي مسنودا ومدعوما من الرياض وحلفائها لتعويض الخسائر في معارك نجران وجيزان الأخيرة وإلهاء وإشغال الجيش اليمني ولجانه الشعبية واستنزاف وتشتيت جهوده في معارك وجبهات أخرى.. والمؤكد أن الرياض هدفت من وراء التصعيد العسكري الأخير في الجوف إلى تخفيف الضغط العسكري الذي تواجهه قواتها المسنودة بقوات سودانية على الحدود الجنوبية مع اليمن , لاسيما في محوري جيزان ونجران بشكل خاص , والحصول على نصر معنوي لقواتها المندحرة بعد تكبدها لخسائر بشرية كبيرة في محور نجران .. وتأتي هذه التطورات والتصعيد العسكري المتزامن مع انتكاسات القوات السعودية بمحوري نجران وجيزان في الوقت الذي أكد فيه موقع أمريكي أن السعودية بأكملها أصبحت في مرمى الصواريخ الباليستية اليمنية وهجمات الطيران المسير .
وفي أحدث تقرير بهذا الخصوص نشره الأسبوع الفائت , قال موقع ( بروكينج ديفانس ) الأمريكي الإخباري :" إن صواريخ الجيش اليمني واللجان الشعبية تهدد حاليا معظم أراضي السعودية , حيث أن القوات الجو صاروخية اليمنية كشفت عن صاروخ جديد من طراز " بركان" يبلغ مداه 1200 كم على الأقل , مما يضع السعودية كلها تقريبا في مرمى الجيش اليمني ولجانه الشعبية , حتى أنه أصبح يشكل تهديدا للمملكة برمتها. " .
وأكد التقرير الأمريكي. أن القوات الجوية اليمنية أطلقت في أغسطس 2019 م صاروخ باليستي جديد من طراز " بركان _ 3 " إلى منطقة الدمام السعودية , لكن لم يتم تأكيد مثل هذا الهجوم في ذلك الوقت , بالإضافة إلى ذلك فقد أطلقت القوات اليمنية في 7 مارس الماضي صاروخ باليستي من نفس الطراز إلى الدمام وحقق هدفه بالفعل وبدقة عالية .
وبحسب نفس المصدر الأمريكي فإن القوات الجوية اليمنية التابعة لحكومة صنعاء أصبح لديها عدة صواريخ باليستية بما في ذلك " بركان _ 2 " وسكود وبركان _ 3 , وسكود بي , وذو الفقار وغيرها من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أصبحت اليوم تهدد السعودية ومنشآتها النفطية والعسكرية الحيوية .
ولفت التقرير الأمريكي أيضا إلى أن الهجمات الصاروخية اليمنية التي تستهدف العمق السعودي مستمرة , وقال :" إن المحاولات السعودية لتعقب وتدمير منصات الإطلاق لمنع وصول الصواريخ إلى أهدافها لم تحقق شيء ".
وخلص تقرير الموقع الإخباري الأمريكي إلى القول :" تدعي السعودية أنها تستطيع الدفاع عن أراضيها بنجاح ضد معظم ضربات الصواريخ الباليستية التي أطلقها سلاح الجو اليمني , لكن أنظمة صواريخ باتريوت الخاصة بالمملكة لا يمكن أن تغطي سوى مساحة محدودة من أراضيها , لذلك ستحتاج السعودية إلى اختيار ما , إذا كانت ستعطي الأولوية للأهداف الاقتصادية أو العسكرية أو السكان المدنيين الضعفاء " .. وبالنظر إلى مدى التورط السعودي الكبير في اليمن وتفاقم الوضع على الصعيد الميداني مع ازدياد الانتكاسات العسكرية السعودية على أكثر من جبهة ومحور , وآخرها ما شهدته نجران وجيزان مؤخرا , تنبري الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأكبر للمملكة بتقديم النصيحة لحليفها السعودي للقبول بشروط صنعاء وتحذيرها في نفس الوقت من صواريخ جديدة سيطلقها الجيش اليمني ولجانه الشعبية يمكنها أن تغطي المملكة.. فمنذ الخميس الفائت واصلت الولايات المتحدة الأمريكية , محاولاتها ومساعيها لإقناع السعودية , حليفتها الكبرى في المنطقة بالواقع الجديد الذي بدأ يتشكل على أنقاض الهزيمة السعودية في اليمن .
وبالتزامن مع تداول وسائل إعلام أمريكية تقرير عن نجاح من وصفهم ب “الحوثيين” بتغطية كافة مناطق المملكة بالصواريخ الباليستية، مع ادخالهم منظومة جديدة لم يسمها ، طالب المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ الذي وصل الرياض في وقت سابق الأربعاء الماضي، السعودية بالقبول  بشروط صنعاء فصل الجانب الإنساني عن الملفات العسكرية والسياسية بغية إنجاح مساعيهم لإخراجها من مستنقع الحرب الذي تغرق فيه منذ سبع سنوات.. وفي سياق المساعي الأمريكية لإخراج الرياض من ورطتها في اليمن ,  نصح المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، خلال لقائه السفير السعودي لدى اليمن، محمد ال جابر، وأبرز المشرفين على ملف اليمن،  بالقبول بتنفيذ إجراءات إنسانية قبل الشروع بعملية وقف اطلاق النار وصولا إلى مفاوضات سلام.
وطالب ليندركينغ السعودية بالاستفادة من الزخم الدولي بشان اليمن .. مشيرا إلى أنه ناقش خلال لقاء ال جابر الوضع الإنساني وترتيبات وقف إطلاق النار وصولا إلى تسوية شاملة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها ليندركينغ عن الوضع الإنساني في اليمن بعد أن قصر جهوده خلال الجولات السابقة من مسيرته كمبعوث دولي إلى اليمن على وقف إطلاق النار بغية تجميد معركة صنعاء في تحرير مأرب وهو مؤشر على أن الولايات المتحدة التي استنفدت كافة اوراقها في اليمن تعول على تنازل سعودي جديد يعزز مسعى مبعوثها لتحقيق تقارب مع صنعاء.
ومثل هذه التصريحات تعتبر مؤشر قوي على ان النصر يمنيا بامتياز وان الجميع يبحث عن مخرج لآل سعود من ورطتهم الكبيرة في اليمن في أعقاب هزائمهم المنكرة في حربهم الظالمة على هذا البلد !.
.... يتبع .....

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا