كتابات | آراء

البحر  الأحمر ملتقى الاطماع الاستعمارية ( 76 )

البحر الأحمر ملتقى الاطماع الاستعمارية ( 76 )

البحر الأحمر في التاريخ الإسلامي
بسقوط الدولة الساسانية على أيدي العرب المسلمين الفاتحين أستعاد البحر الأحمر سابق إزدهاره لزوال دولة الفرس التي كانت تتحكم في التجارة في خليج فارس وبحر عمان

وبحر الهند (المحيط الهندي ) والتي كانت تحد من تجارة العرب من الجزيرة العربية وغيرهم من المصريين والأحباش عبر البحر الأحمر وكانت تنافسهم بالتجارة في هذا الطريق التجاري الحيوي وتحد من نشاط تجار تلك البلاد وخاصة تجار اليمن الذين واصلوا مهنتهم في إمداد بلاد اليمن والحجاز بالغلال والأقوات والتوابل وتصدير الفائض إلى مصر, وبلاد البجة وغيرها من البلدان عن طريق ميناء القلزم والموانئ التي تنتشر على حوض البحر الأحمر الشرقي والغربي.
وبعد الفتح الاسلامي ازدهرت التجارة اليمنية واصبح ميناء عدن أكثر نشاطاً وحيوية وكانت السفن الكبيرة تخرج منها في عصر الخلفاء الراشدين وعصر الدولة الأموية حاملة التجارة الواردة من السند و الهند والصين وفارس والإتجار بها في ثغر الجار وجدة فرضت مكة المكرمة ومنها إلى القلزم والأقصر, ومن ثم تنقل حتى الإسكندرية لتصدر عبر البحر الأبيض المتوسط لدول حوضه.. وفي عصر الدولة الأموية نشطت التجارة في البحر الأحمر بسبب اهتمام خلفاء بني أمية بتجارة الشرق وانشائهم محطات تجارية على الساحل الشرقي لإفريقيا تأميناً لهذه التجارة ويتمثل هذا الإزدهار التجاري في البحر الأحمر ونشاط الحركة التجارية فيه  لسبب الأمن وعدم وجود عوائق واختفت القرصنة في البحر الأحمر والبحر العربي في عهد الوليد بن عبد الملك حتى اصبح خط التجارة إلى السند والهند بحيرة اسلامية خالصة  فانعكس على الكثير من الموارد المالية للدولة الإسلامية فأنفقت على بنا المساجد وتجهيز المجاهدين والجيوش للفتح الاسلامي .
  لكن ميناء عدن بدأ يفقد هذا الازدهار تدريجياً منذ أن حول الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور الطريق التجاري البحري إلى الخليج وعلى هذا النحو بدأ طريق البحر الأحمر يفقد أهميته مع قيام الدولة العباسية وبذلك التحول على حساب الخليج الفارسي تحولت مراكز التجارة والتبادل الاقتصادي بين الشرق والغرب تدريجياً من البحر الأحمر وعدن إلى منطقة الخليج فازدهرت  بالتالي موانئ هذا الخليج كالبصرة وصحار وسيراف ثم قيس في الوقت الذي خمل فيه البحر الأحمر نشاطه التجاري الحيوي فأصبح دوره التجاري ثانوياً.
 وقد ساعد هذا التحول عاملان أولهما شروع أبي جعفر المنصور في انشاء بغداد حاضرة الخلافة العباسية التي كان من اسباب اختياره لموقعها انها تجمع بين المزايا الإستراتيجية والمناخية والاقتصادية وأنها سهلة الإتصال بالبصرة المركز التجاري الهام لتجارة الهند والصين والثاني بإقدامه على طمر خليج أمير المؤمنين في سنة 145هجرية وردمه وبذلك قطع الاتصال بين النيل والبحر الأحمر مستهدفاً فرض حصار اقتصادي على مكة ومنع وصول القمح إلى اهلها على إثر قيام محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن النفس الزكية وأخوته بالثورة على المنصور في المدينة وفي تصوري أن هذا الإجراء من جانبه كان يستهدف أمراً آخرا هو تحويل تجارة الهند من موانئ البحر الأحمر إلى البصرة أهم موانئ الخليج الفارسي وذلك دعماً لمكانة بغداد الإقتصادية وكان شروعه في تأسيس بغداد في بداية عام 145هجرية قبل أن يقوم النفس الزكية بثورته إذ كان قد أتم بناء القصر والجامع والدواوين وشرع في الأسوار عندما بلغه خروج محمد النفس الزكية فأوقف أعمال البناء وخرج إلى لكوفة فلما فرغ من اخماد ثورة النفس الزكية عاد إلى بغداد وواصل بنيان أسوارها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا