كتابات | آراء

تباشير العيد.. ودموع اليتامى..!!

تباشير العيد.. ودموع اليتامى..!!

ها قد دنت خيوط تباشير العيد.. فبأي عيد عدت يا عيد.. هكذا حال الدنيا افراح واتراح.. اذا اضحكت قليلاً ابكت كثيراً..

فإلى الذين اسكرتهم زخاف الدنيا وزينتها الزائفة وتناسوا في زخمها وعنفوانها عواقب الأمور.. وتجاهلوا ان الأعوام لها آجال.. وكل من عليها فان..
فطوبى لمن تاب وأناب.. وأدرك العاقبة وعمل لما بعد الموت.. فالنعم والطاعات لابد ان تقابل بالشكر والثناء لا بالمعاصي والذنوب والآثام فالانتصار على شهواتنا واهوائنا وغرائزنا هو الخطوة الحقيقية لنيل رضا الله والقرب من الأعمال الصالحة ولهذا يكون حري بنا ان نفرح ونمرح مصداقاً لقوله عز وجل: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) الروم – (4-5)..
متى يا ترى يفرح المسلم.. ؟! يفرح المسلم عندما يؤدي الأمانات الى اهلها.. الأمانة التي رفضتها السموات والأرض والجبال وتهاون الإنسان في حملها انه كان ظلوماً جهولاً.. فالصالحون يفرحون بالبلاء كما يفرحون بالرخاء لأن في البلاء اختبار للعبد المؤمن أيصبر أم يجزع..؟!
فالمؤمن القوي الإيمان يصبر في الضراء ويشكر في السراء.. فالاخلاص في العمل مسك القلب وماء حياته ومدار الصلاح والأعمال تتفاضل عند الله بالإخلاص والتوحيد لا بكثرة الأعمال ولا بصورها ولا بأشكالها..
قال عليه الصلاة والسلام: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائهم".. قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله قال :"بصلاتهم ودعوتهم واخلاصهم".. فالإخلاص في العبادة والعمل جزاؤه جنات تجري من تحتها الأنهار مصداقاً لقوله عز وجل : (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع اجر من احسن عملاً) الكهف – (30).. فالفرح المحمود له شروط اهمها ان لا يخرج عما نهى الله عنه.. نفرح ونمرح ولكن في حدود ما اوجبه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة..
لا نتعدى حدود الله.. قال عز وجل : (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس – (58).. فالعيد جعل لادخال الفرح والسرور في قلوب الذين اجتهدوا وجاهدوا انفسهم في الطاعات ومرضاة الله فجنوا ثمار جهدهم وغمرهم الله بتلك الجائزة قال الله تبارك وتعالى : (الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور) فاطر – (34).
 لذا علينا في هذا اليوم تقديم الأحسان والعطف على الفقراء البائسين والأرامل والأيتام فالأعياد من شعائر الدين.. والفرح بها من سنن الأنبياء والمرسلين فلكل امة من الأمم اعيادها.. وقال عليه الصلاة والسلام: "يا ابابكر إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا".
فما اعظمك ايها العيد.. !! فيك من دروس وعظات وعبر للناس كافة.. فكم من عزيز ذل وكم من غني افتقر.. وكم من أب رحل وفارق الأهل والولد..؟! وكم من اعوام خلت رفعت اقواماً وذلت آخرين.. سبحانك لا راد لقضائك.. يأتي العيد والأمة الإسلامية قاطبة في جدال وخصام.. كم من حقوق اهدرت وكم من دماء سفكت وشعوب شردت.. عيد أوجده الله ليكون فسحة لعباده المتقين.. لا ندري ما الله صانع بنا.. نسأل الله عز وجل ان يجعله عام خير وصلاح عاماً يسوده الأمن والمحبة والسلام.. عام توحيد وإخاء للامة..
عيد يملأ القلوب محبة وإخاءً وصفاءً صادقاً قبل ان يملأها فرحاً عابراً وسويعات آنية.. فالعيد الحقيقي وهو عندما ندخل البهجة والسرور قلب كل طفل يتيم او رجل فقير او ارملة محتاجة.. فيا لها من سعادة وسويعات لا تقدر بثمن هناك اقوام تفرقت بهم السبل.. وشردتهم الحروب والفتن.. وانهكتهم المحن والمتاعب والأمراض.. وآخرين في الشر والبطر.. فحافظوا على مد يد العون للفقراء واليتامى والمساكين وابناء الشهداء والمحتاجين فانها تقي مصارع السوء.. واتركوا الشحناء والبغضاء والضغائن فإنها ثورت الأحقاد وتمحق الرزق والبركة وتصافحوا بالقلوب قبل الأيدي.. واصلحوا ذات بينكم.. وما بينكم وبين ربكم تكونوا اسعد الخلق.. فطوبى لمن اطاع ربه ونهى النفس عن الهوى قال الحسن البصري – رحمه الله – "ما من يوم يشق فجره إلا وينادي مناد: يا ابن آدم انا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنم مني فإني لا أعود الى يوم القيامة".. فهنيئاً للذين قدموا عملاً صالحاً وآثروا الآخرة على الدنيا الفانية..
وصدق المولى القدير القائل: (ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم  ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير) الشورى –(22)..
احسنوا في العيد الى اقاربكم.. صلوا ارحامكم واسوا فقراءكم.. ادخلوا الفرحة في قلوب اليتامى والأرامل وابناء الشهداء تكونوا من خيار عباد الله الصالحين - وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..!

كلمات مضيئة:
اتفق العلماء كافة ان الصيام لا يرفع إلى الله إلا بخروج زكاة الفطر وذلك لمن استطاع.. قال عليه الصلاة والسلام: "شهر معلق بين السماء والأرض ولا يرفع الى الله إلا بزكاة الفطر".. وقال: صلى الله عليه وآله وسلم: "اغنوهم في هذا اليوم"..
ولا تنسوا زيارة ومعايدة موتاكم من الأهل والأقرباء فإنهم يؤنسون بكم كما تأنسون بأهليكم وابنائكم.. إنه يوم الجائزة.. لمن عمل صالحاً وقال انني من المسلمين, زنوا اعمالكم قبل ان توزن.. وتأهبوا ليوم تشخص في الأبصار.. يوم لا تخفى عليه خافية.. لمن الملك اليوم للواحد القهار..!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا