كتابات | آراء

كلك نظر: من ذكريات الخطاب التحرري اليمني- اللبناني عام 1974م في خطابي علي ناصر محمد وكمال جنبلاط (3-3)

كلك نظر: من ذكريات الخطاب التحرري اليمني- اللبناني عام 1974م في خطابي علي ناصر محمد وكمال جنبلاط (3-3)

في الحلقة السابقة أوردت على لساني المناضلين علي ناصر محمد وكمال جنبلاط في خطابيهما المرتجلين عام 1974م علي ناصر كان رئيس الوزراء وزير الدفاع في الشطر الجنوبي من الوطن سابقاً وكمال جنبلاط كان الأمين العام للحزب التقدمي اللبناني وفي هذه الحلقة اجتهد في تحليل الخطابين.


تحليل خطابي علي ناصر وكمال جنبلاط
إن الخطابين الارتجاليين عام 1974م للمناضلين علي ناصر محمد وكمال جنبلاط واللذان كانا من ابرز قيادات التحرر العربي مازالا يحتفظان بحيويتهما وآنيتهما إلى اليوم رغم مرور ما يقارب من 46عاماً.
الخطابين يدلان على توحد الخطاب التحرري اليمني اللبناني في الظروف الراهنة.. ولهما قاسم مشترك وهو رفض المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية.
وكذلك رفض الاحتواء السياسي والهيمنة الصهيوامريكية على الدول العربية، بمساعدة أذيالهم من الرجعيين والعملاء في بعض الدول العربية.
- إن المهام الماثلة أمام دول التحرر العربي التي ذكرت بضم- الذال- في خطابي علي ناصر وكمال جنبلاط ما زالت ماثلة أمام تلك الدول إلى اليوم.
- الأسطر أعلاه هي تحليل مختصر لما جاء في خطابيهما ويخص الشأن العربي العام.
أما ما يخص الشأن الداخلي لكلاً من اليمن ولبنان كان لكل منهما أطروحات ذات نظرات ثاقبة للمستقبل وفيما يلي تحليل مختصر عن أهم ما جاء فيها:
- أولاً: علي ناصر محمد قال: "نأمل أن تتحقق الوحدة اليمنية قريباً على أسس سليمة وسلمية".. وقال علي ناصر: "سنظل دوماً محافظين على استقلالية قرارنا السياسي"..
لكن الذي حصل أن الوحدة اليمنية التي تحققت في 22مايو من 1990م واعتبرناها اكبر انجاز يحقق لليمن خلال القرن العشرين قد واجهت معضلات كبيرة من أبرزها أن بعض القيادات السياسية المتنفذة الكبيرة وبعض مراكز القوى القبلية والعسكرية قد حولوها إلى مصالح شخصية لهم ولإتباعهم.. ثم جاءت حرب 1994م لتزيد الطين بلة.. والنتيجة معروفة جزء منها نعيشه اليوم.
كما أن عدم استقلالية القرار السياسي اليمني قبل الوحدة وبعدها يعتبر من الأسباب الرئيسية التي عمقت الأزمة السياسية والاقتصادية أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم.
- ثانياً: كمال جنبلاط قال:" إن المال السعودي له تأثير بائن على بعض المكونات اللبنانية" فعلاً كلامه صائب حسب ما التمست ذلك في لبنان في وقت لاحق.. وعن توقعه باشتعال الحرب الاهلية في لبنان عام 1974م او 1975م فقد اشتعلت الحرب عام 1975م.
ملاحظة: بعد انتهاء الخطابين قدمنا العديد من الأسئلة وبعد ذلك اخذ علي ناصر بيدي وتصورت بينه وبين كمال جنبلاط وهي أول صورة لي.. وقد اعتبرتها مكافأة معنوية اعتز بها.
عودة إلى الموضوع: الصورة كانت الحافز الذي ساعدني على حفظ ما دار في ذلك الحفل حفظ شبه كامل للخطابين وتحليلهما من واقع المعايشة للشأن اليمني من أوائل السبعينات حتى اليوم.
أما الشأن اللبناني فقد سمعت عن الحرب الأهلية في لبنان عام 1975م والتي استمرت إلى عام 1990م كما سمعت عام 1977م عن استشهاد المناضل كمال جنبلاط وفي النصف الأول من شهر ابريل من عام 2007م عندما كنت في لبنان في مهمة رياضية رئيساً لبعثة منتخبنا الوطني للشطرنج المشارك في بطولة المدن العربية- احتلينا المركز الثاني بعد مصر- شاهدت بعض المباني التي لازالت مهدمة سألت عن ذلك: قالوا من اجل تذكير اللبنانيين بمآسي الحرب الأهلية.
ملاحظة: قبل عودتنا إلى صنعاء بأربعة أيام طلبت عبر احد الأصدقاء اللبنانيين من مجلة الشراع" وصحيفة "سورافيا" نسخ أو صور من أعدادها وبالذات التي نشرت تفاصيل استشهاد الرئيس إبراهيم الحمدي وقد أبدا ذاك الصديق استعداده لتلبية الطلب وفي اليوم الثاني قال: إن عدد من الصحيفة او المجلة التي نشرت تفاصيل استشهاد الحمدي قد تم إتلافها.. قلت له: لماذا؟ قال: بطلب من السفارة السعودية قلت له: حتى انتم في لبنان للسفارة السعودية سلطة عليكم؟؟
ضحك وقال: "كلك نظر" فهمت قصده وحينها تذكرت عبارة الشهيد كمال جنبلاط عندما قال: "للأسف بعض المكونات اللبنانية أغراهم المال السعودي وله تأثير بائن".
عودة إلى الموضوع: الخلاصة: إن نموذج خطابي علي ناصر محمد وكمال جنبلاط لعام 1974م الذي استذكرته في الحلقة السابقة وحللته في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة يعتبر نموذجاً للخطاب التحرري اليمني اللبناني في الوقت الراهن.
- وفي ختام هذا الموضوع أود الإشارة وبإيجاز الوجيز أن حزب الله اللبناني قام بعدة عمليات نوعية أوائل القرن الحالي ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان الذي كان محتلاً من أوائل ثمانينات القرن الماضي واجبرها على الانسحاب.. كما ان مواجهة قوات الحزب للحرب التي شنتها إسرائيل ضد لبنان عام 2006م وإلحاقهم خسائر كبيرة بالقوات الإسرائيلية باعترافها قد اثبت للجميع أن إسرائيل ليست قوية بقدر ما العرب ضعفاء.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا