الأخيرة

خواطر سرية: جمهور المباراة

خواطر سرية: جمهور المباراة

في الحقيقة أن سنن الله في هذا الكون عندما يستشري الظلم في هذه الدنيا حتى يعتقد الظالم أنه لن يحاسب وتصل الاعتقادات عند بعض المؤمنين أيضا إلى بداية الشك والريب لأن إبليس بمنهجه الحديث يدخل من مداخل الضعف البشري (حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)

وكما تحدثنا عن سنة الله بظهور النور والخير لا يأتي إلا بعد معاناة وتعب وتضحيات كبيرة (واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون).
لكن هناك بعد التأييد والتمكين وبداية البناء في المجتمع اقتصاديا وعسكريا وحتى اجتماعيا وإقامة الحق والعدل في المجتمع لاشك تظهر أصناف من المبدعين الأوائل مثلا او حتى المتقدمين في المجتمع ومن كانوا حتى مستضعفين وتحققت على أيديهم بعض التغييرات الايجابية التي ينشدها المجتمع وما إن تستكين الأمور وترسى سفينة النضال والبناء وتطبيق المنهج تبدأ لديهم نوازع الإنسان البشري الذي يمتلك الحواس المدركة ...فهو يشاهد المباراة السياسية مثلا من التلفاز او من مدرجات الملعب .بدقة وملاحظاته لا شك انها اقوي من الذين يلعبون بالميدان ولذلك تجده لا يقر له قرار وقد ربما يضرب من بجانبه دون أن يدرك أو يتصبب العرق من جبينه مع أنه لم يلعب أصلا أو يستمر في المشاركة وقد لا يتمكن من ذلك ..أعصابه متوترة أليس كذلك؟.. فيقول لو كان اللاعب رقم (؟) في المكان كذا لتمكن من حماية المرمى ولما تمكن الفريق الآخر من كسب هدف لصالحه أليس هذا ما يدور بخاطره؟! ..لكنه وغيره من الذين يشاهدون المباراة لا يدركون كل ما يدور في الملعب من الجهد والتعب ومعطيات وترتيبات يجب أخذها في الحسبان فتجد الفريق ينسجم مع نفسه ويواجه كل جديد بجدارة وليس من الضروري أن يعلن الفريق لكل الجماهير أو حتى لضيوف الشرف كيف سيواجه الفريق الآخر وما هي خطته الرئيسية أليس كذلك وهذا ليس لخوفه ان يتسرب الحديث للجانب الأخر أويتم تسريب الخطط الرئيسية لمواجهة الفرق الأخرى ولكن هذا الكتمان حرص كبير لنجاح العمل وحتى لا يخسر الفريق ضيوف الشرف او حتى بعض المدربين الثانويين وحتى لا يدب الشك لا سمح الله في حالة فشل أي خطة لم يتمكن الفريق من تسديد أهدافه...
ولذلك تجد كثير من المحللين المخضرمين يعتقد أن عدم الإيضاح له عما يدور بالملعب هو انتقاص بحقه وتجاهل لمستواه وهذا غير صحيح ولذلك تجده يقرأ قصة الخضر وسيدنا موسى عليهما السلام فيجدها منفذا له للنقد والتأنيب عندما قام سيدنا موسى بانتقادات سيدنا الخضر على مدار خطوات رحلتهم عليهما السلام فينتابه شعور أن هذا يمنحه النقد كونه بشرا.. متناسيا أمرا هاما وهو طبيعة الاتفاق بين الخضر وسيدنا موسى.. بينما ذلك المحلل السياسي او الاقتصادي أو حتى الاجتماعي لم يكن هناك اتفاق بينه وبين اللاعبين الأساسيين في الميدان .يخول له النقد والاعتراض وحتى الزعل إن أراد.. ولذلك (انك لن تستطيع عليه صبرا).
فاتجاهات النفس ورعوناتها البشرية المتقدمة إلى فرض حالة الابتعاد والنقد غير البناء وحتى تصل بالإنسان إلى حجبه للنصح والإرشاد لله ورسوله ..ولكننا نعتقد ان مثل هؤلاء الشخصيات سيدركون فيما بعد وبوقت قصير حكمة الله التي منحها لقائد الفريق المتقدم وأن تلك الأخطاء التي كانت تحسب عليهم ..سيتضح في نهاية التصفيات الفوز المتقدم والحصول على الكأس الكبير وهي السيادة الوطنية المتقدمة جدا والتي تندرج تحتها كل مقدرات بناء الدولة ونجاحها .عندها ستكون تغريدات أكثر المشاهدين للمباراة وأهمهم إدراكا وشعورا في حكم الذكريات الجميلة فقط .عندها يلتقي المشاهد ويتعانق مع اللاعبين بحرارة وشوق وقائدهم يأخذ النصيب الأكبر من الاحترام والتبجيل وهذه سنة الحياة... ...والله يؤتي الملك والحكمة من يشاء ...

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا