سياسيون ومثقفون لـ" 26 سبتمبر ": رسالة قوية أوصلها اليمنيون لأعداء الله ورسوله بحشودهم المليونية للاحتفاء بمولد النور

احتفال غير مسبوق اكتظت به عشرات الساحات في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات الحرة..

تدافع اليمنيون من كل حدب وصوب لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف للنبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وقد أكد المشاركون في هذه الفعاليات أن هذا الحضور الكبير جسد حب وارتباط الانصار بالله وبرسوله وتأكيدا على السير على النهج القويم والمبادئ السامية للدين الاسلامي الحنيف والشريعة الغراء .. وحول دلالات وعظمة المناسبة 26 سبتمبر التقت عدداً من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية وأجرت معهم اللقاءات التالية:

 أجرى اللقاءات / عفاف الشريف
* في البداية تحدث هادي حسين الرزامي - عضو مجلس الشورى بالقول:
** مما لاشك فيه ان اليمنيين قد حطموا الرقم القياسي، في محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والإيمان به، والدفاع عنه، ورفع رايته، والجهاد معه في سبيل الله، منذ بزوغ فجر الرسالة الاسلامية فقد ذهبوا إليه من يثرب إلى مكة المكرمة مبايعين بيعة العقبة الأولى في منى وكانوا اثنا عشر شخصا، وفي العام الثاني ذهبوا إليه وهم سبعون رجلا من الاوس والخزرج وفي نفس المكان بايعوه على السمع والطاعة، والوقوف معه بالنفس والمال، فهاجر اليهم فاستقبلوه في مكان يسمى الثنية فانشدوا
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
 وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
فآووه ونصروه، وذادوا عنه، وحملوا راية الإسلام، وقد سطر الله مواقفهم هذه في القرآن الكريم حيث قال تعالى:(والذين تبؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) صدق الله العظيم.
فاذا كان هؤلاء هم اسلافنا، في يثرب، واسلافنا في صنعاء آمنوا بمجرد رسالة قرأها الإمام علي عليه السلام على مسامعهم في سوق الحلقة، فآمنت همدان كلها في يوم واحد، وسمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإسلام همدان، فسجد لله شكرا، وقال: السلام على همدان ثلاثا. وفي الأخير توج اليمنيين بوسام الإيمان والحكمة فقال:(الإيمان يمان، والحكمة يمانية) وبهذه الخصوصيات، يحق لليمنيين ان يحتفلوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السلم والحرب، والرخاء والشدة، والحصار، والعدوان.

الارتقاء بوعي الأمة
الناشطة الثقافية خديجة المؤيد قالت : يأتي احتفالنا بمولده الشريف نصرة له والتعريف بسيرته الصحيحة صلى الله عليه وعلى آله وردا على الاساءات التي وجهها اعداء الله له.
ويعتبر احتفالنا بمولده تأكيدا على تحركنا العملي للاقتداء به وللارتقاء بوعي الامة وثقافتها , ونهوضا بالمسؤولية التي حملنا الله اياها وقد تجلى بفضل الله في العروض العسكرية التي اذهلت العالم وارعبت الاعداء والسعي للاكتفاء الذاتي في جميع المجالات فما زادتنا هذه السنوات التي يحاربنا فيها تحالف شيطاني الا صمودا وثباتا وعزة واعتمادا على انفسنا فاصبحنا نهدد الاعداء
وايضا احتفالنا بمولده الشريف هو تعزيز لارتباطنا بالنور الذي انزله الله معه القرآن الحكيم والالتزام بتوجيهاته والانتهاء عما نهانا عنه وهو الفلاح بإذن الله                     

الانوار المحمدية
القاضي عبدالكريم عبدالله الشرعي - عضو رابطة علماء اليمن تحدث بالقول : من ينظر الى العاصمة صنعاء , والى جميع  المحافظات والمديريات في الجمهورية ويراقب ويشاهد بعينه تلك المهرجانات والاحتفالات التي تنشر في اوساط الجماهير من الخطابات وثقافة الحب والأخوة والتسامح والتصالح والتعاون والتراحم والتكافل الاجتماعي فيما بينهم يدرك جليا بأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بعث من جديد في قلوب جميع ابناء الشعب اليمني.. ومن سيرته العطرة وتعاليم دين الإسلام الحنيف تقام الموائد والوجبات الجماعية ليأكل منها الجميع وهم يشكلون أسرة واحدة , توافدوا من جميع القرى والعزل والمديريات ليس لهم هم أو طمع او نية او قصد غير الحضور كضيوف لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليتدارسوا ويتعلموا وينهلوا من سيرته وسلوكه أحسن المعاملة فيما بينهم وجميع ابناء الشعب اليمني يتسابقون ويتنافسون فيما بينهم على من يقدم اروع الأمثال في الاقتداء برسول الله وآل بيته عليهم الصلاة والسلام .

ثقافة راسخة
فيما استهل الاستاذ / أمين ستين حديثه بالقول : " بالنسبة لاحتفال الشعب اليمني بالمولد النبوي الشريف فإن هذا قد لاقى حرباً إعلامية وفكرية واسعة وهذا مما يدلل على أهمية هذه المناسبة وهذه الاحتفالات العظيمة .
فيما تصنعه من وعي عال وثقافة راسخة على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة بمبادئ محمد وسيرة النبي محمد وسلوكياته التي تحرك عليها في واقع الحياة،
فشعبنا اليمني باحتفاله بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو يحتفل بنعمة من نعم الله هو يحتفل بالنور الإلهي وهذا مما يعزز عنده حبه وولائه وصدق اتباعه لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله،
وإن هذا الاحتفال هو مبدأ من مبادئ هذا الشعب وركيزة أساسية نستلهم منها روحية رسول الله وجهاده وصبره وعطائه.
وإن دل هذا الاحتفال على شيء فهو حب هذا الشعب الشديد والمتجدد لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وتمسكه بنبيه وبعترة نبيه، وهذا ما عرف عن الشعب اليمني في ماضي الزمان وحاضره،
ولها أيضاً دلالتها الكبيرة على أن هذا الشعب قد سلك طريق العزة واعتز بعزة الله القائل: (العزة لله ولرسوله وللمؤمنين) والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.

الوحدة الوطنية
أوضح محمد حسن زيد أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف معناه أن الإسلام هو الانتماء الأعلى من كل الانتماءات، وأن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو النموذج الأسمى بين كل النماذج، وأن القرآن هو القانون الأساس على كل القوانين، فمن من المسلمين يرفض ذلك أو يستشعر الخطر منه؟
وقال : " رغم سخرية البعض والدعاية المضادة لمواجهة الاحتفال، لكن يكفي أن ندرك كيف تحولت هذه المناسبة ومع إقبال منقطع النظير إلى شكل من أشكال الوحدة الوطنية والمجتمعية لم نشهد له مثيلا من قبل وهذه فرصة عظيمة ينبغي عدم التفريط فيها، والله المستعان ."

تجديد الولاء والانتماء
اكد وكيل امانة العاصمة - رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية الاستاذ / حمود محمد النقيب ، ان للاحتفاء بالمولد النبوي دلالات ومعان وعبر عظيمة تتمثل في ترسيخ القيم والمبادئ المحمدية والسير على نهجه وخطاه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وسلم.
موضحا أهمية تلك الفعاليات والامسيات المحمدية التي اقيمت لأحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة والغالية على قلب كل اليمنيين لتجديد الولاء والانتماء لرسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم والاقتداء بسيرته العطرة .
وأشار النقيب إلى اهمية إحياء ذكرى مولد الرسول الأعظم لتفعيل معاني الرحمة و الإحسان والتكافل وتفقد الفقراء والمساكين وأسر المرابطين والجرحى والشهداء، وغيرها من أعمال الخير والعطاء التي تجسد المبادئ والقيم الإيمانية .
واشاد رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بأمانة العاصمة بجميع أبناء أمانة العاصمة بكافة مديريتها الذين جندوا انفسهم لإظهار ملامح الفرح والاستبشار بمولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
واضاف ان ما شهدته جميع الحارات في الاحياء بإشراف القيادات في السلطة المحلية والجانب الاشرافي وحضور جميع شرائح المجتمع ومكوناتهم السياسية والحزبية وجهود كبيره لعقال الحارات الشرفاء لإحياء هذه المناسبة العظيمة قد اعطت ثمارها بالحشد الكبير بعد اعلان النفير للفعالية الكبرى التي اقيمت بميدان السبعين لما للمناسبة من اهمية في قلوب اليمنيين وعظمتها.

تفاعل جماهيري
- اشار الشيخ / احمد الجدري ، أن مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان ميلاداً للبشرية ، ونقطة تحول في حياة الإنسانية بكل تفاصيلها، لتتحول البشرية ببعثة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- نحو الخير والرحمة والعدل والصلاح والتعايش بسلام
واشاد الجدري إلى أن التفاعل الجماهيري وتنظيم الفعاليات والامسيات قد اكدت مدى تكاتف الوعي الكبير لدى الناس بكافة شرائحهم واطيافهم بالاحتفال بالمناسبة والتي تكللت بالتتويج والحضور الكبير في يوم السبت بميدان السعبين .

دلالات كبيرة
اكد الملازم / فواز احمد قطران ، ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف له دلالات كبيرة نجد فيها ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد استطاع تكوين ثقافة وهوية وحضارة اسلامية ايمانية قرآنية وفق المنهج الذي رسم الله عز وجل للبشرية كطريق سلوكي مستقيم لا اعوجاج فيه من الأخطاء والمآسي والاشكالات المعيقة في النهوض بعمارة الأرض واستخلافها بأفضل الوسائل والطرق التنموية وانجعها فائدة للبشرية في حياتها على الاطلاق .
واشار إلى أن المولد النبوي الشريف محطة ايمانية تعبوية ثقافية وحضارية ومحطة هامة واساسية للعودة الى رسول الله القدوة والأسوة والمعلم والثقافة والحضارة والأخلاق والقيم والمبادئ والتربية والسلوك والمعاملة .