محليات

رئيس نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اليمنية المهندس محمد الرياشي لـ"26 سبتمبر" :  استهداف بوابة الانترنت جريمة تؤكد انتهاكات العدوان للمواثيق والمعاهدات والبرتوكولات الدولية

رئيس نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اليمنية المهندس محمد الرياشي لـ"26 سبتمبر" : استهداف بوابة الانترنت جريمة تؤكد انتهاكات العدوان للمواثيق والمعاهدات والبرتوكولات الدولية

قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في بلادنا من القطاعات الحيوية الهامة،

حيث يقدم خدماته المختلفة للقطاع الاقتصادي التجاري والبنكي والمصرفي والصناعي، وقطاع التعليم بكل مراحله، والقطاعات الخدمية الاخرى..  كما يقدم خدماته لكافة المواطنين في كل المحافظات والمناطق دون استثناء، رغم ظروف العدوان والحصار.
إلا أن هذا القطاع تعرض منذ بداية العدوان لاستهداف ممنهج طال أبراج الاتصالات والسنترالات، ناهيكم عن تداعيات الحصار ومنع العدوان دخول المعدات والتجهيزات.. وتمادى العدوان في استهدافه لقطاع الاتصالات باستهدافه للبوابة الدولية للانترنت في محافظة الحديدة بهدف عزل اليمن وشل الحركة التجارية والحيلولة دون نشر جرائم العدوان وتعريف شعوب العالم بما يتعرض له شعبنا اليمني طيلة سبع سنوات من القتل والخراب والدمار.
"26سبتمبر" اجرت اللقاء التالي مع رئيس نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اليمنية المهندس محمد احمد الرياشي، وطرحنا عليه جملة من القضايا المتعلقة بعمل النقابة ودورها في المرحلة الراهنة.. فإلى حصيلة اللقاء:-

عبدالحميد الحجازي
* بداية.. هل لكم أن تعطونا نبذة عن نشأة ومهام نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وما الذي حققته خلال الفترة الماضية؟
**  أولاً أتقدم بجزيل الشكر لصحيفة "26سبتمبر" على اهتمامها بالقضايا الوطنية والاجتماعية التي تهم حياة المواطن وما يقدم له من خدمات في العديد من المجالات. . وبالنسبة لنقابة تكنولوجيا المعلومات تأسست في عام 2009 من قبل مجموعة من المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتم إشهارها برقم137 وفق لقانون ودستور الجمهورية اليمنية وقانون تنظيم الاتحادات والنقابات رقم25 الخاص بالاتفاقيات العربية والدولية لتنظم النقابات. وتتمتع نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشخصية اعتبارية وذمة مالية مستقلة، فهي الممثل القانوني والرسمي لأعضائها أمام الجهات والهيئات الرسمية والشعبية داخل اليمن وخارجها، وتم الإعلان عن المؤتمر التأسيسي العام الأول للنقابة في أمانة العاصمة صنعاء وحضر المؤتمر أكثر من 600شخص من المتخصصين والأكاديميين.
وخلال الفترة الماضية تمكنت النقابة من تحقيق عدد من المشاركات المحلية والعربية والدولية، وكذا الانضمام إلى خمسه اتحادات عربية ودولية، والاعتراف بالنقابة على مستوى الوطن العربي والإقليمي، بالإضافة إلى عقد اتفاقيات تعاون مشترك مع بعض المنظمات والنقابات والاتحادات التي تعمل في نفس الإطار والتخصص لغرض الاستفادة وتبادل الخبرات والمشاركات العربية ورفع اسم اليمن على مستوى الشرق الأوسط في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
عزل شعبنا
* مع استمرار العدوان في استهدافه الممنهج لقطاع الاتصالات، ومن ذلك استهداف البوابة الدولية للانترنت بالحديدة.. كيف تنظرون إلى هذا الاستهداف، وأين يكمن دور النقابة في توثيق هذه الجرائم وإيصال مظلومية شعبنا اليمني للعالم الخارجي؟
** يعد العدوان الغاشم على اليمن واستهداف الآمنين والمنشآت الخدمية والبنى التحتية، من الجرائم الإنسانية الجسيمة وفقاً للقوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان، وفي هذا الجانب وجهنا في نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العديد من الرسائل وبيانات الاستنكار والتنديد للمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية، أوضحنا فيها ما يقوم به العدوان من جرائم التدمير والقتل واستهداف البنية التحيتة لقطاع الاتصالات والانترنت، هذا القطاع الوطني والحيوي والذي يعتبر من  القطاعات الخدمية، الذي يقدم خدماته لكل اليمنيين ولكافة القطاعات التجارية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبحثية. واستهداف هذا القطاع من قبل العدوان هدفه أضعافه وتدميره في محاولة لعزل شعبنا اليمني عن المجتمعات العربية والدولية، وكذا تجهيل شعبنا عما يتعلمه من مواقع الإنترنت، ومحاولة إسكات الأصوات المنددة بالعدوان وجرائمه خصوصاً السلطة الرابعة "الإعلام" كونه المتصدر الرئيسي للتعريف بمظلومية شعبنا اليمني ونشر الجرائم التي يرتكبها العدوان، كما يحاول العدوان منع نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من الوسائل التي يمكن من خلالها إيصال مظلوميتنا للعالم الخارجي والمنظمات الحقوقية والإنسانية والمطالبة بمحاكمة أنظمة دول العدوان أمام المحاكم الدولية.
وفيما يخص التوثيق لجرائم العدوان في قطاع الاتصالات، لدينا عدد من الإحصائيات والبيانات لما قام به العدوان خلال استهدفه لمحطات الاتصالات والأبراج ومنشآت وصالات البريد ووسائل النقل، وإعداد الشهداء من المهندسين والمختصين الذين تم استهدافهم وهم يقومون بإصلاح المعدات والتجهيزات، وسنقوم بنشرها والمطالبة بمحاكمة مرتكبي تلك الجرائم ومحاسبتهم أمام الجهات القانونية والإنسانية والمحاكم الدولية.
كما أن استهداف العدوان للبوابة الدولية لدخول خدمة الانترنت والاتصالات في محافظة الحديدة، يعد جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدوان بحق شعبنا منذ سبع سنوات، وهي جريمة تؤكد انتهاكات العدوان وعدم احترامه للميثاق الدولي والمعاهدات والبرتوكولات الخاصة بقطاع الاتصالات الذي يقدم خدماته بمهنية عالية ودون تمييز لكافة أفراد المجتمع، لذا فهو وكما ذكرنا من القطاعات الاقتصادية الخدمية التي يجب تحييدها أثناء الصراعات والحروب.

الحصار الخانق
* بشكل عام.. ما هي الإشكالات التي تواجه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في بلادنا، وما هي رؤيتكم في النقابة لإيجاد حلول لهذه المشاكل، وتبنى قضايا المهندسين والفنيين خصوصاً إبداعات الشباب في المجال البرمجي وغيره؟
** أهم المشاكل التي تواجهنا كوننا الآن نعتبر أنفسنا في الجبهة الاقتصادية والتكنولوجية، هو الحصار الخانق الذي يفرضه العدوان علينا وحرمان المختصين من المشاركات في الفعاليات العربية والإقليمية والدولية بسبب إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية ومنها مطار صنعاء الدولي، وهذا الحصار من أكبر العوائق التي حالت دون مشاركة ممثلي النقابة من مختلف المحافظات خارجياً، وتلبية دعوات المشاركة التي تأتينا باستمرار وبصورة شهرية من الدول والنقابات والمؤسسات العلمية والمحافل التكنولوجية للمشاركة باسم الجمهورية اليمنية، وبالتالي حرمان الباحثين من الدكاترة والأكاديميين من نشر الأوراق والأبحاث العلمية وحضور المعارض والمؤتمرات الإقليمية والدولية.
ورغم الحصار واستهداف العدوان المستمر لقطاع الاتصالات، فإننا في النقابة مستمرون في دعم ورفد أي جهة بحاجة إلى المساعدة، إلى جانب قيامنا بعمل التقارير وبيانات التنديد والاستنكار وإرسالها إلى كل الجهات الخارجية ذات الصلة معنا بغرض إشعارهم بما يقوم به العدوان على اليمن من  جرائم تدمير وحصار وقصف وتجويع.
وفي جانب التغلب على الحصار، سعينا في الهيئة الإدارية والمكتب التنفيذي لنقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على إيجاد  عدد من الحلول للتغلب على الحصار ومنع العدوان لنا من المشاركات الخارجية، فأوجدنا ممثلين للنقابة في 30دولة وهم من الدكاترة والمهندسين اليمنيين المختصين ليقوموا بمساعدتنا من خلال المشاركة باسم اليمن ورفع اسمها عالياً، وتزويدنا في داخل اليمن بكل ماهو جديد لمعرفة دور التكنولوجيا الجديدة وأنظمة الاتصالات الحديثة لنتمكن من إقامة الورش والندوات والمؤتمرات في مقرنا في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات، وبحمد الله تمكنا في العام الماضي 2021م من إقامة 65فعالية ومشاركة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.
والآن لدينا مشاركات عربية وإقليمية من خلال التواصل عبر برامج التواصل الاجتماعي لتأكيد حضور ودور الجمهورية اليمنية البارز في كل الفعاليات العربية والدولية، وهذا ما يتم عمله من قبل أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة وومثلوها الذين يبذلون جهوداً كبيرة ويقومون بعمل جهادي جبار تكنولوجي وطني.
مركز أبحاث
* انقطاع النت مؤخراً بسبب استهداف العدوان، والخسائر التي لحقت بقطاع الأعمال.. ألا يدعو ذلك للبحث عن بدائل يمكن العمل عليها لتفادي انقطاع النت مستقبلاً؟
** نعم كان العدوان مركزاً على ضرب وقطع خدمات الانترنت لغرض إعاقة وتوقيف الأعمال التجارية والصناعية والتعليمية وغيرها، محاولة منه لضرب وحصار الاقتصاد الوطني..
ولكي نواجه استهداف العدوان وجرائمه عملنا منذ فترة على موضوع إيجاد مركز أبحاث في النقابة، وتفعيل كل الرسائل الخاصة بالدراسات الجامعية والأكاديمية والبحثية وإيجاد الحلول المناسبة لمواجهة تداعيات استهداف العدوان لمحطات الإنترنت والاتصالات في كل المحافظات، ونقوم الآن بالتعاون مع بعض الجهات ذات الصلة بدراسة أهم البحوث والابتكارات والاختراعات لعمل البدائل والتجهيزات لتغذية هذا القطاع الحيوي وضمان عدم التأثر عند تعرضه للاستهداف من قبل العدوان مرة أخرى.
ورغم الحصار ومنع العدوان دخول المعدات والتجهيزات إلى اليمن وتوقيفها لديهم مع العلم بأن هذا يعتبر مخالف للقوانين والتشريعات والبروكوتولات العربية والإقليمية والدولية، ومع ذلك نقوم بجهود كبيرة من خلال أعضاء النقابة والمختصين والأكاديميين لإيجاد حلول وبدائل لهذه المعدات بحيث تكون تلك التجهيزات أفضل من السابق.
صور الصمود
* مع التحول إلى تقنية الجيل الرابع "فورجي".. كيف تنظرون إلى هذا التحول، ومدى ملائمة البنية التحتية الحالية وقدرتها على إيصال هذه التقنية بجودة عالية؟
** نعم في الفترة الأخيرة تم إطلاق خدمة الجيل الرابع، ولعل سبب التأخير في هذه الخدمات يرجع إلى عدم دخول المعدات والتجهيزات الخاصة بتشغيلها، مع العلم بأنه من المفترض أن نكون لولا العدوان والحصار قد تجاوزنا تشغيل الجيل الرابع إلى خدمات الجيل الخامس كغيرنا من الدول المجاورة، ولكن وبسبب احتجاز العدوان للمواد والمعدات ومنع دخولها تسير عملية التحول للجيل الرابع ببطء بحسب الإمكانات المتاحة. . وكصورة من صور الصمود فإن العاملين في قطاع الاتصالات لديهم العزيمة والإصرار على تشغل وتطوير أنظمة الاتصالات في اليمن ومواكبة تطورات التكنولوجيا الحديثة، وهذا ما جعلنا نقوم حالياً بتجهيزات لمركز الأبحاث في النقابة الذي سيكون له دور مهم في إحداث التطوير المنشود بكوادر وطنية.

المسابقة الأولى
* ما هي أولويات وخطة نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للعام الحالي 2022م؟
** نحن في النقابة من خلال أعضاء المكتب التنفيذي نقوم بعمل خطة لكل سنة جديدة، تتضمن الفعاليات والمشاركات المحلية والدولية، وعمل الاتفاقيات مع النقابات والاتحادات والمنظمات في الدول الأخرى التي تعمل في نفس المجال، ومنها في مصر والأردن وسوريا والمغرب والبحرين ولبنان وليبيا والعراق والسودان وتركيا وألمانيا وجيبوتي الجزائر والمغرب وتونس، ومن خلال هذه الاتفاقيات نتمكن من التعرف على أحدث أنظمة التكنولوجيا المعول بها في الشرق الأوسط وبالتالي المنافسة في تطوير الأنظمة المعلوماتية والتكنولوجية.
كما أن لدينا ضمن خطة هذا العام توجه لتنظيم ندوات ومؤتمرات بالشراكة مع الجهات المعنية، تهدف في مجملها إلى التعريف بأنظمة التكنولوجيا والاتصالات الحديثة، والاستفادة من الكوادر الوطنية في الجانب البرمجي والمعلوماتي، وتنفيذ توصيات المؤتمر الثالث للسلامة المعلوماتية في اليمن الذي نظمته النقابة العام الماضي بمشاركة داخلية وخارجية، الخاصة بإنشاء الفريق الوطني للسلامة المعلوماتية وإيجاد الميثاق الوطني لشرف مهنة التكنولوجيا والمعلومات.
كما نعمل منذ مطلع العام الحالي 2022م على الأعداء والتحضير للمسابقة الأولى لتكنولوجيا المعلومات المخصصة للبحوث والابتكارات والاختراعات، والتي سيتم تنظيمها بمشاركة كل المتخصصين من جميع المحافظات اليمنية لتشجيع ودعم الشباب المخترعين وإظهار إبداعات العقل اليمني الذي يتحدى العدوان والحصار.

توجيه الجهات
* كلمة أو سؤال تودون إضافته في هذا اللقاء؟
** أتوجه من خلال هذا اللقاء بجزيل الشكر والاحترام للقيادة السياسية ممثلة برئيس المجلس السياسي الأعلى المشير / مهدي المشاط، واتمنى بأن يتم التوجيه إلى الجهات المعنية بالتعاون مع أعضاء نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتسهيل عملهم خصوصاً في جانب دعم وتشجيع المشاريع والابتكارات التكنولوجية وتطويرها حتى تستفيد منها بلادنا في إيجاد حلول وطنية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سواءً في المرحلة الراهنة التي نواجه فيها العدوان وما يقوم به من استهداف وتدمير للبني التحتية والخدمية، أو في المستقبل حيث سيكون لقطاع الاتصالات والتكنولوجيا دور أساسي في النهضة الشاملة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا